-السيسى يؤكد متانة العلاقات مع قبرص.. و"أنستاسيادس": نقدر دعم مصر للقضية القبرصية
قبل ساعات من انطلاق القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ، شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى نشاطاً مكثفاً، حيث التقى عدداً من القادة وممثلى الدول والمسئولين المشاركين فى القمة.
واستقبل الرئيس السيسي صباح اليوم، الأحد، برهم صالح، رئيس جمهورية العراق، وذلك على هامش انعقاد أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس جدد التهنئة للرئيس العراقى على توليه مهام منصبه فى أكتوبر الماضي، وذلك عقب الانتهاء من الانتخابات التى جرت وسط أجواء تسودها الديمقراطية والشفافية، وعكست إيمان جميع أطياف الشعب العراقى بأهمية استكمال مختلف استحقاقات العملية السياسية فى البلاد، بما يلبى طموحات وتطلعات أبناء الشعب العراقى نحو حاضر يسوده الأمن والاستقرار والرخاء.
وأعرب الرئيس عن اعتزازه بعمق ومتانة العلاقات المصرية العراقية، والتى تعززها أواصر المصاهرة والتفاعل المجتمعى بين الشعبين الشقيقين، مؤكداً حرص مصر على الدفع بأطر التعاون الثنائى مع العراق الشقيق نحو آفاق جديدة ومتنوعة فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية وفقاً لاحتياجات الشعب العراقي، خاصةً ما يتعلق بجهود إعادة إعمار العراق.
وأوضح المتحدث الرسمى أن الرئيس أكد فى هذا الصدد أيضاً ثوابت السياسة المصرية تجاه العراق، والتى تتمحور أبرزها حول دعم وحدة العراق وسيادته على كافة أراضيه، مشدداً على ثقة مصر فى قدرة المؤسسات الوطنية العراقية على تجاوز كافة العقبات وتشكيل حكومة تمثل كافة أطياف الشعب العراقى وتعكس الهوية الوطنية العراقية، بما يسهم فى تركيز الجهود على تحسين الظروف المعيشية للمواطن العراقى، ويحافظ على أمن واستقرار العراق للحيلولة دون عودة ظهور التنظيمات الإرهابية.
من جانبه، أشاد الرئيس العراقى بالروابط الأخوية الوثيقة والتاريخية التى تجمع بين البلدين، معرباً عن تقديره للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقى على كافة الأصعدة، ومؤكداً حرص العراق على تعزيز أطر التعاون الثنائى الراسخة مع مصر واستطلاع آليات دفعها إلى آفاق أرحب والاستفادة من الكفاءات المصرية فى مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة.
كما ثمن رئيس العراق الدور المصرى البارز فى تعزيز آليات العمل العربى المُشترك فى مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بالمنطقة، معتبراً إياها نموذجاً يحتذى به فى الحفاظ على الاستقرار والنهوض بالأوضاع التنموية والاقتصادية والاجتماعية فى الوطن العربى.
وأضاف "راضى" أن الرئيسين تبادلا كذلك وجهات النظر حول عدد من القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفق الجانبان على ضرورة تكثيف التنسيق لمواجهة التحديات التى تواجهها المنطقة، وبما يحقق آمال شعوبها فى العيش فى سلام واستقرار.
وفِى سياق متصل، أكد الرئيس السيسى، المكانة المهمة التى يتمتع بها الاتحاد الأوروبى فى إطار السياسة الخارجية لمصر، والتى ترتكز على الاحترام والتقدير المتبادل لخصوصيات كل طرف، ليس فقط لكون الجانب الأوروبى الشريك التجارى الأول لمصر، وإنما فى ضوء الروابط المتشعبة التى تجمع بين الجانبين والتحديات المشتركة التى تواجههما على ضفتى المتوسط.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسى صباح اليوم، الأحد، دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبى، وذلك على هامش انعقاد أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن "توسك" ثمن العلاقات التاريخية المتميزة التى تجمع الاتحاد الأوروبى بمصر، مؤكداً فى هذا الصدد سعادته بزيارة مدينة شرم الشيخ ولقاء الرئيس السيسي، والذى يأتى فى ظل انعقاد القمة العربية الأوروبية الأولى من نوعها، حيث يعكس اختيار مصر لاحتضانها الثقل السياسى الذى تتمتع به دولياً وإقليمياً، فضلاً عن كونها همزة الوصل بين العالمين العربى والأوروبى، وكذلك واحة للأمن والاستقرار فى المنطقة التى تمر حالياً بمرحلة حرجة من الاضطراب الشديد والتوتر السياسى والاجتماعى.
وأوضح المتحدث الرسمى أن اللقاء تناول استعراض مختلف جوانب العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبى، سواء فيما يتعلق بأبعادها السياسية أو الاقتصادية والتنموية، حيث تم الإعراب عن الارتياح إزاء مجمل التطورات التى يشهدها التعاون المؤسسى بين الجانبين، وتأكيد الحرص على أهمية استمرار التنسيق المشترك وتعزيز الحوار المتبادل فى هذا الخصوص لتدعيم علاقات الصداقة بينهما فى ضوء المصالح والتحديات المشتركة.
كما تطرق الاجتماع إلى ملف التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبى حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية الهامة فى المحافل الدولية؛ كعملية السلام فى الشرق الأوسط، والأوضاع فى ليبيا وسوريا واليمن، حيث تم التوافق بشأن أهمية الحفاظ على قنوات التشاور بين الجانبين فيما يتعلق بتلك الملفات، كما تلاقت الرؤى ووجهات النظر حول ضرورة استمرار العمل على التوصل إلى تسويات سياسية لها، بما يحافظ على المؤسسات الوطنية بالدول التى تشهد تلك الأزمات، وصون سيادتها ووحدة أراضيها، حتى يمكن استعادة الاستقرار بالمنطقة وتوفير مستقبل أفضل لشعوبها.
وأضاف السفير بسام راضى أن " توسك" حرص على الإشادة بجهود مصر فى مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكداً تقدير الاتحاد الأوروبى لهذه الجهود فى التعامل مع ذلك الملف، الأمر الذى انعكس على وقف حالات الهجرة غير الشرعية من مصر منذ عام 2016، كما أكد رئيس المجلس الأوروبى أن مصر تعد نموذجاً ناجحاً فى المنطقة فى هذا الصدد تحت قيادة حاسمة وحكيمة.
كما أعرب الرئيس عن تطلع مصر لتعزيز التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبى فى مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف وفقاً لمقاربة شاملة تعالج الجذور الرئيسية للإرهاب والتطرف، مؤكداً سيادته فى هذا الإطار أهمية التصدى لمحاولة بعض الأطراف الدولية تقديم الدعم والتمويل للتنظيمات الإرهابية.
وتطرق "توسك" كذلك إلى آفاق التعاون الثلاثى مع مصر فى مجالات التنمية وصون السلم والأمن بالقارة الأفريقية، خاصةً فى ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، حيث عرض السيد الرئيس الأولويات المصرية فى هذا الصدد، منوهاً سيادته إلى فرص توثيق التعاون مع الاتحاد الأوروبى فى أفريقيا، خاصةً فى مجال إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومبدياً استعداد مصر بما تملكه من تجارب وخبرات للانخراط مع الاتحاد الأوروبى فى تنفيذ مشروعات تنموية لتعزيز قدرات الدول الأفريقية خاصة تلك المصدرة للهجرة غير الشرعية.
من ناحية آخرى، أثنى الرئيس عبد الفتاح السيسى على متانة العلاقات بين مصر وقبرص، والتى تتطور بشكل متنامٍ على كافة الأصعدة.
وأعرب الرئيس السيسى- خلال استقباله صباح اليوم الرئيس القبرصى نيكوس أنستاسيادس، وذلك على هامش انعقاد أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ- عن تطلعه لتحقيق المزيد من الخطوات الملموسة بهدف ترسيخ أطر التعاون الثنائى والصداقة القائمة بين البلدين، فضلاً عن مواصلة تعزيز آلية التعاون الثلاثى التى تجمع بين مصر وقبرص واليونان، لا سيما من خلال البناء على مخرجات القمة الماضية للآلية فى جزيرة كريت باليونان، وكذلك القمم الأخرى التى سبقتها، خاصةً ما يتعلق بتنفيذ مشروعات التعاون الثلاثى التى تم الاتفاق عليها فى مختلف المجالات التى تهم شعوب البلاد الثلاث وتحقق المصلحة المشتركة لها.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس أشادبالمواقف القبرصية الداعمة لمصر فى المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية، مؤكداً أهمية استمرار التشاور بين مصر وقبرص حول القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.
من جانبه، رحب الرئيس القبرصى بالتطور المستمر فى العلاقات المصرية القبرصية وما شهده التعاون الثنائى بين البلدين من تقدم مطرد، مؤكداً حرص قبرص على مواصلة تفعيل أطر التعاون الثنائى.
كما أعرب "أنستاسيادس" عن تقدير بلاده لدعم مصر للقضية القبرصية، وفقاً لمرجعيات وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مشيداً كذلك بالدور الذى تقوم به مصر كركيزة للاستقرار فى الشرق الأوسط، فضلاً عن جهودها فى إطار مكافحة ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف التى تستهدف المجتمع الإنسانى بأسره.
وأضاف "راضى" أن اللقاء شهد التباحث حول سبل تعزيز العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، والتعاون القائم بينهما على مختلف الأصعدة، خاصةً فى مجال الطاقة، كما شدد الرئيسان على ضرورة المضى قدماً فى تدعيم آلية التعاون الثلاثى، بما يساهم فى جعلها نموذجاً يحتذى به للتنسيق والتشاور بين دول البحر المتوسط، ويعكس خصوصية العلاقات المصرية القبرصية.
كما تطرق اللقاء كذلك إلى آخر التطورات على الصعيد الإقليمى وجهود التوصل لتسوية سياسية للأزمات التى تعانى منها بعض دول منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن تبادل وجهات النظر بشأن فرص التعاون التنموى فى القارة الأفريقية، لا سيما فى ظل رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي.
كما استقبل الرئيس السيسى صباح اليوم، الأحد، أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء العمانى والممثل الشخصى للسلطان قابوس، وذلك على هامش انعقاد أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس طلب نقل تحياته إلى أخيه السلطان قابوس، مشيداً بمتانة العلاقات الثنائية بين البلدين، ومؤكداً فى ذات الوقت التطلع لتعزيز تلك العلاقات مع الجانب العمانى فى مختلف المجالات بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، وكذلك لتبادل وجهات النظر بشأن قضايا المنطقة، منوهاً سيادته فى هذا الصدد بالتوازن والحكمة التى تتسم بها السياسة العمانية بقيادة السلطان قابوس.
من جانبه؛ ثمن نائب رئيس وزراء عمان تميز العلاقات المصرية العمانية، وما يجمع الشعبين والبلدين الشقيقين من تاريخ ممتد من المودة والتعاون المشترك، مؤكداً حرص بلاده المتبادل على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على جميع الأصعدة ومواصلة دفع أطر التعاون المشترك إلى آفاق أرحب، لا سيما فى ضوء المكانة الخاصة التى تحظى بها مصر على المستويين الرسمى والشعبى فى عمان، ودور مصر الداعم لأمن واستقرار دول الوطن العربي، خاصةً الخليجية.
وأضاف السفير بسام راضى أن اللقاء تطرق إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية تضافر الجهود من أجل حلحلة الجمود الراهن فى عملية السلام وتسوية القضية الفلسطينية على نحو يلبى تطلعات الشعب الفلسطينى ويضمن حقوقه وفق الثوابت والمرجعيات الدولية ذات الصلة، كما تم كذلك تبادل وجهات النظر حول مستجدات مجمل الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، لا سيما الأزمة فى كلٍ من سوريا واليمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة