تصر جماعة الإخوان الإرهابية علي استدعاء أفكار سيد قطب، من مجاهل التاريخ لتعيد توظيفها في الوقت الراهن، بتقديمها في صورة مباديء وإرشادات.
وتجاهلت تلك الجماعة أن سيد قطب يعد رأس الفتنة والإرهاب وأول من نظر للعمليات الإرهابية والعنف الممنهج، بأفكاره السامة، التي كان قد طرحها في كتابة الملغم "معالم في الطريق، وهو الكتاب الأبرز الذي تتخذه جماعة الإرهابية مرجعاً لها، لتبرير عملياتها الخسيسة.
ولم يجد قادة الإرهابية أفضل من كلمات سيد قطب كبيرهم الذي علمهم الإرهاب، والزج باسمة في بيان أخير لهم، موجه إلي شباب الجماعة للتحريض ضد الدولة باسم أفكار سيد قطب المتطرفة، الذين تعمدوا وصفة في بيانهم الواهي بالشهيد القائد سيد قطب، للعب على وتر "الرمز والقدوة"، حتى تصبح أفكار سيد قطب في التطرف والإرهاب حجة لدى الشباب في تنفيذ مخطط الإرهابية بالتدمير والتخريب.
وكان ذلك واضحاً من اعترافات عناصر الإرهابية المقبوض عليهم، المتهمين بتنفيذ عمليات تخريبية، أمام جهات التحقيق أثناء مناقشتهم، حيث جاءت جميع الاعترافات لتؤكد اعتناقهم فكر سيد قطب .
ومع محاولات تلك الجماعة المضللة في كل حادث ، بنفي علاقتهم بالتحريض علية أو تمويلة ، إلا أن بيانهم الصادر منهم منذ عدة أيام خيرشاهد علي تورط أيديهم الملوثة بالدماء .
وجاء بيان الجماعة بعد أسبوعين من احتضان تركيا وبإشراف رسمي من قبل حزب "العدالة والتنمية" بزعامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لندوة عالمية حول سيد قطب بعنوان "المحلية والعالمية في فكر سيد قطب"، والتي عقدت في مركز "علي أميري" الثقافي في جامعة "ماردين"، وسط مدينة إسطنبول، وتحت إشراف أساتذة كلية الإلهيات بجامعة "سرت" التركية في ولاية باتمان، وألقى ياسين آقتاي مستشار أردوغان كلمة خلالها واصفاً فيها فكر سيد قطب بأنه ميراث عالمي وإلهامات ربانية.
من جانبة قال صلاح الدين حسن الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن بيان الإخوان الأخير، يثبت أنهم جماعة في حالة إنكار وعدم الاعتراف بخطاياهم من البداية حتى النهاية، فالإخوان لم تعترف بخطأ مره في تاريخها، حتى أن حسن الهضيبي عام 1954 في تصريح شهير له، بعد محاولة اغتيال الزعيم عبد الناصر في المنشية، قال "الإخوان جماعة لا تعتذر".
وأضاف صلاح الدين أن الجماعة الملوثة أيديها بدماء الأبرياء تحرص طول الوقت على عدم الاعتراف بارتكاب الجرائم، حتي سيد قطب نفسة اعترف على نفسه في كتاب " لماذا أعدموني" رصد خلاله تأسيس التنظيم وفكرة ضرب القناطر الخيرية وإغراق القاهرة وخلافه"، ومع ذلك فإن الإخوان تصر أن سيد قطب كان بريئاً، بدليل وصفه في بيانهم الأخير "بالشهيد"، وكأن أفعال الإخوان حتى لو إجرامية فهي من وجهة نظرهم أفعال بطولية ولا تستحق الاعتذار.
واختتم صلاح الدين حديثه قائلا، إن عدم اعتراف الجماعة الإرهابية بالخطأ يعد مبدأ عاما وعقيدة ثابتة لديها، بدليل أنها لا تعترف بأن كل من يعدم من جماعة الإخوان قاتل، بل تنعيه في كل مناسبة بالشهيد، وتدعي على النظام بإعدامه ظلماً كما ادعت على النظام بعد إعدام سيد قطب، أنهم قاموا بقتلة،وفي التخطيط لاغتيال جمال عبد الناصر، واغتيال النقراشي، واغتيال الخازندار، رأى الإخوان أنهم يقومون بعمل بطولى لا جريمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة