من الأفلام التى احتفت بها جوائز الأوسكار فى دورتها الـ 91 والتى أقيمت الليلة الماضية فيلم "بلاك كلانزمان BlacKkKlansman" الذى حصل على جائزة أفضل فيلم مقتبس.
والفيلم يحكى عن (رون ستالوورث) ضابط شرطة أفريقى أمريكى من (كولورادو)، نجح فى التسلل إلى إحدى تجمعات (كو كلوكس كلان) المحلية - وهى حركات تؤيد بعض المواقف الرجعية المتطرفة والعنيفة ضد السود - إلى أن يصبح رئيسًا لإحداها.
ويستند الفيلم على أحداث حقيقية وقعت فى فترة السبعينات، تحديدا سنة 1979 فى ولاية "كولورادو سبرينجز"، حينها بدأت أمريكا تحاول الاستفاقة من كابوس العنصرية المقيت، الذى أودى بحياة آلاف الأشخاص وسبب حروبا أهلية، لأول مرة، يتم إلحاق شرطى أسود بالخدمة، رون ستالورث، الذى أدى دوره جون ديفيد واشنطن ابن دانزيل واشنطن.
أحداث الفيلم فهى مبنية على ما جاء فى كتاب عضو كلان الأسود (Black Klansman ) الذى أصدره بطل الفيلم الحقيقى رون ستالورث (Ron Stallworth) عام 2014، والذى حكى فيه عن نفسه كأول شرطى أسود البشرة فى مدينة (كولورادو سبرينغس) بولاية (كولورادو) الأمريكية، والذى أصبح فيما بعد ضابطًا سريًا يتم تكليفه فى سبعينات القرن الماضي، أو بالأحرى يتطوع، لاختراق منظمة كو كلوكس كلان (Ku Klux Klan)، أو كما تُعرف اختصارًا بـ (KKK)، لإثبات الجرائم العنصرية والتخريبية عليهم.
والـ (KKK) هذه هى منظمة أمريكية عنصرية مخربة متعصبة للعرق الأبيض عمومًا وتعادى الكاثوليكية واليهود وكل ما هو أسود البشرة، الشيء الذى يستدعى (رون) لتشكيل فريق لتنفيذ مهمته عن طريق التواصل مع المنظمة عن طريق الهاتف على أنه شخص أبيض، ويقوم (فليب)، والذى قام بدوره الممثل آدم درايفر (Adam Driver)، بالتواصل مع المنظمة شخصيًا باعتباره نفس الشخص الأبيض الذى يتحدث عبر الهاتف.
رون ستولورث ولد عام 1953 فى شيكاغو، وتربى فى تكساس، ثم انتقل إلى كولورادو عام 1972، والتحق بالشرطة فيها ليعمل ضابط تحرٍّ سري، وفى عام 1978 لاحظ إعلاناً فى الصحيفة المحلية يبحث عن أعضاء لفرع جديد من كو كلوكس كلان فى كولورادو سبرينجز، فاتصل برقم الهاتف المدرج فى الإعلان، وقدم نفسه على أنه رجل أبيض عنصرى يكره السود واليهود والمكسيكيين والآسيويين.
وخلال المحادثة، علم أن الرجل الذى أسس الفرع الجديد كان جندياً فى فورت كارسون المجاورة، وقد دعاه الرجل للقائه فى حانة محلية، فكان أن أرسل رون -بترتيب مع قياداته- ضابطاً أبيض على أنه هو، وكانت هذه الحيلة ناجحة، ومن ثم استمرّ رون فى تلك الحيلة ما يقرب من ثمانية أشهر، وفى مرحلة ما من التحقيق، اتصل بـ «ديفيد ديوك»، الذى كان يرأس التنظيم حينها، وذلك للسؤال عن وضع طلب عضويته، فاعتذر له ديفيد عن التأخير فى الرد على طلبه، ووعد بأن ينظر فى طلبه شخصياً، وبالفعل أرسل له شهادة وبطاقة عضوية موقعة منه.
وخلال أشهر التحرى والتواصل السري، أثمر العمل عن منع ثلاث عمليات إرهابية محلية، كما تم كشف اثنين من العسكريين العاملين فى قيادة الدفاع الجوى لأميركا الشمالية، ممن كان لديهم تصريح أمنى كبير للعمل على لوحة التحكم التى كانت تراقب المجال الجوى لأميركا الشمالية، حيث تم إبعادهما عن منصبهما الحساس، وأعيد تعيينهما فى مكان آخر فى القطب الشمالى أو جرينلاند.
وبعد ذلك تواصل معه التنظيم لتعيينه (تعيين زميله الأبيض) رئيساً للفرع المحلي، وعندما أخبر رون رئيس الشرطة بهذا التطور، أمره بإنهاء التحقيق فوراً قائلاً: «لقد ذهبنا بعيداً بما فيه الكفاية»، وطلب منه ألا يجرى اتصالاً معهم ثانية، وألا يجيب على الهاتف، وألا يذهب لأى اجتماعات أخرى، كما أمر بتدمير الملف الذى بحوزته، لكنه غافَلَ الرقيب، وأخذ الدفاتر التى تحوى المعلومات إلى منزله، وقد أبقى رون بعد ذلك الأمر سراً، ولم يخبر أحداً عن دوره فيه إلى أن تقاعد عام 2005.
وفى يناير 2006، أجرى رون مقابلة مع صحيفة Deseret News of Salt Lake City، تكلم فيها عن كل تفاصيل التحقيق، وفى عام 2014، نشر كتابه عن تجربته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة