أكد الدكتور محيى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن مصر تتبوأ حاليا مكانا فريدا بين دول الشرق الأوسط بفضل الجهود الدؤوبة للرئيس عبد الفتاح السيسى، وأنها أصبحت جسرا حضاريا وثقافيا بين الشرق الغرب، مدللا على ذلك باستضافتها لأول قمة عربية أوروبية ما يعكس مكانة مصر العالمية والإقليمية وسيرها على المسار الصحيح.
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية - فى حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن مصر نجحت بعد جهود كبيرة فى الوصول إلى بر الأمان والاستقرار، رغم المؤامرات التى تحيكها قوى الشر من أجل إسقاطها، مذكرا بانتصارها فى العديد من الحروب عبر تاريخها والتى عكست قوتها وصلابتها، ووعى شعبها وقوته وإرادته ومدى التحامه مع الجيش، ضاربا بحرب العاشر من رمضان مثالا على ذلك.
وأضاف عفيفى أنه رغم النجاحات التى حققتها مصر إلا أنها مازالت تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب، معربا عن ثقته فى دحره والانتصار عليه، خاصة وأنها تنفذ استراتيجية شاملة لمواجهته حيث يتولى رجال الجيش والشرطة المواجهة الأمنية، فيما تخوض باقى المؤسسات وعلى رأسهم الأزهر الشريف المواجهة الفكرية عبر تفنيد الأكاذيب والأفكار المتطرفة التى تروج لها الجماعات الإرهابية.
وأكد أهمية استعادة الشخصية الوطنية، والمعرفة بقيمة الوطن والأمن والأمان والاستقرار، موضحا أن تحقيق الأمن مسؤولية جماعية، تقع على عاتق كل مواطن.
وأشار إلى ضرورة التكاتف والتلاحم، وإعلاء قيمة الانتماء للوطن باعتباره جزءا لا يتجزأ من الانتماء للدين فعندما هاجر الرسول من مكة كان حزينا لتركها لأنه يعلم قيمة الوطن..مشددا على أهمية تغذية الشعور بالانتماء للوطن لدى الشباب باعتبارها قضية مهمة، لافتا إلى أن الهجرة غير الشرعية ومحاولات الخروج من الدول إنما تعكس عدم وضوح الرؤية فى أذهان الشباب.
وأوضح حاجة الشباب إلى المزيد من الوعى والمثابرة وفهم معنى وقيمة الوطن، لأن إحراز النجاحات ليس مرتبطا بالانتقال إلى دولة أو وطن آخر..منوها بالعديد من النماذج الناجحة والمشرفة التى تمكنت من تحقيق إنجازات فريدة داخل أوطانها.
وأشار إلى ضرورة أن يكون كل فرد فى المجتمع صانع نهضة، عبر تنمية مهاراته بالعلم والفكر وقوة عزيمته لأن الانكفاء على الذات لايفيد.
ولفت عفيفى إلى أن المجمع - وهو أحد الهيئات العلمية الكبرى فى الأزهر الشريف - يلعب دورا مهما فى بيان المبادئ الحقيقية للإسلام، وتفنيد ما يثار حوله من شبهات، والرد عليها فى شتى المجالات، منوها بأن ذلك يتم بواسطة لجان علمية عديدة أبرزها لجنة البحوث الفقهية ولجنة التفسير والحديث وعلومهما، حيث يتم دراسة القضايا التى تشغل الرأى العام بشكل مستفيض من جانب علماء متخصصين، وتخرج برأى لحل تلك القضايا معتمدا على منهج علمى سليم.
وقال عفيفى إن مجمع البحوث الإسلامية أخذ زمام المبادرة، فى التصدى للأفكار المتطرفة التى تنشرها الجماعات الإرهابية، وقام بالرد عليها وإظهار مدى مخالفتها لأوامر الدين وما يشوبها من مغالطات، وقام بتفكيكها بأسلوب علمى رصين.
وأضاف أن المجمع يخاطب جميع شرائح المجتمع ويقوم بحراك ثقافى ودعوى وتوعوى لمعالجة القضايا المعاصرة، مؤكدا أن المجمع لديه أكثر من 4 آلاف و200 واعظ، ونحو 230 لجنة فتوى رئيسة وفرعية على مستوى محافظات الجمهورية، وأن الوعاظ يقومون بالاحتكاك بالشارع للمس القضايا ومعالجتها.
وتابع أن هناك تعاونا بين المجمع وكافة وزارات ومؤسسات الدولة، لافتا إلى أنه يطلق حملات للتوعية فى كافة المحافظات، فى خطوة لقطع الطريق على أدعياء الدين ومحاولاتهم لنشر أفكارهم المغلوطة.
وقال إن أبرز القضايا التى يقوم المجمع بالعمل عليها حاليا والتوعية بشأنها هى إعلاء قيمة الوطن، وضرورة العمل والإنتاج لتحقيق النهضة، فضلا عن قضايا الطلاق، والتفكك الأسرى والعنف المدرسى والأسري، وذلك من خلال عدة وسائل منها السلاسل العلمية، والوعاظ، والموقع الإليكترونى للمجمع، مشيرا إلى وجود تناغم بين العمل الدعوى والعمل العلمى وبلورة المعالجات بأشكال مختلفة.
وأشاد عفيفى بجهود الرئيس السيسى والتى كان لها أكبر الأثر فى استعادة الدور المصرى فى إفريقيا، تزامنا مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى ..مشيرا إلى أن الأزهر يلعب دورا متزامنا مع الجهود المصرية نحو الاهتمام بإفريقيا حيث قام بزيادة عدد المنح الدراسية المقدمة لأبناء القارة فى الكليات العملية وليست الشرعية فقط، نظرا لحاجة إفريقيا لجميع التخصصات من أجل تحقيق التنمية.
وقال عفيفى إن الأزهر الشريف برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لديه حاليا 471 مبعوثا موزعين على أكثر من 30 دولة إفريقية لتلبية احتياجات بلدان القارة من حيث تخصصات العلوم الشرعية واللغة العربية، وبعض التخصصات الثقافية.
وأكد أن الأزهر يلعب دورا مهما فى تعزيز العلاقات المصرية الإفريقية، حيث يعقد الأزهر دورة كل شهرين لتدريب 60 من الأئمة الأفارقة وفى ختام الدورة يتم إهدائهم مكتبة قيمة، مشيرا إلى أن الدورة 120 للأزهر الشريف التى ستختتم أعمالها فى 28 فبراير الجاري، تشمل إعداد 114 إماما وخطيبا.
ولفت عفيفي، إلى أن الأزهر الشريف لديه حاليا 23 معهدا خارجيا، من بينها 16 فى الدول الإفريقية وفق بروتوكول تعاون بين مصر وهذه الدول، موضحا أن الأزهر يعمل من خلال هذه المعاهد على تحسين الأوضاع التعليمية وفق قواعد البيانات المتاحة، إلى جانب إعادة هيكلة هذه المعاهد بما يعود بالنفع على هذه الدول.
وأشار إلى أن هناك 2226 وافدا من دول القارة الإفريقية يدرسون بمنح دراسية على نفقة الأزهر الشريف، مضيفا أن عام 2018-2019 شهد تخصيص 767 منحة، فيما وصل عدد الوافدين الأفارقة من غير متلقى هذه المنح إلى 4 آلاف و40 طالبا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة