أَسمَاء يُسرِى طَه تَكتُب: القَمَر.. صَانِعُ الأَسَاطِير

الثلاثاء، 26 فبراير 2019 12:00 م
أَسمَاء يُسرِى طَه تَكتُب: القَمَر.. صَانِعُ الأَسَاطِير القمر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أَرَاكَ فِى كُل يِوم مُكتَمِل  لِا يَنقُصك الضَّوء

وإنَّك فِى الوِاقِع لَستَّ بِمُضِىء

مَا سِرُكَّ أَنت يَا قمرِى نَراَك دَومًا شَدِيد الضَّوء

 سَاحِر المَنظَر لَا يَنقُصُكَ شَىء

 

مُجَرد النَظر إليك يَخُوضُنَا إلَى الذكَريَات والحَنِين

وربما الى الحزن

وأيضا الى الخوف

 

يُشَبِهُون الكَثير مِنَّا نَحنُ البَشَر بِكَ أَنت لَأنَك جَمِيل

فَكُل مَا هُو جَمِيل شَبَهُكَ

وَلَكِن هَل حَقًا أَنت جَمِيل سَاحِر مُضِىء

أَم أَنَّك حَقًا مُجَرَد مَرآة تَعكِس لَنَا الضَّوء

تَكِذب عَلَينَا وتَخدَعنَا بِسِحُركَ المُستَدِير  

وَتُوهِمنَا دَومًا بَالضَوء وَحَقِيقَتُكَ جِدًا عَتِيم

 

فَمَا سِرُكَ أَنت بالأَسَاطِير جَمِيعُهَا أَنَّت بَطَلَهَا الخَفِى

وإِذ رُبَمَا أَنتَ صَانِع تِلكَ الأَسَاطِير

تَأخُذُنَا مِن أُسطُورة البَشَر المُستَذِئبِين

هَؤُلَاء مِن خَدعتُهُم أَنتَ بضوئك الغَامِض

لِتُحَوِلَهُم بِمُجَرد النَّظر إِليَّك إِلى بَشَر مُستَذئِبين

 مَاذَا بِك مَا سِرُكَ غُمُوضَك القَاتِل يَصَنعُ فِى عَالمنَا أَسَاطِير

وَليسَت بِيَقِين أَنَّها خُرَافَات

فِى عَالمنَا صَنَعت أِنتَّ أُسطُورَتك الأُخرى مِن مَصاصِى دِمَاء

 أَيضًا بِمُجَرد اكتمَالُك المُستَدِير لَهُم يَرتَوِى بَعضُهُم بِدِمَاء الآخَر

 مَاذَا بِك وَلِمَا أَنتَّ هَكَذَا

 

سكُونَك القَاتِل دَومًا مَا يُسحِرنَا لِيَأتِى ذَلِك القَمَر المُضِىء الكَاذِب مِن وَرَاء الغُيُوم

لِنَتَعَجَب بِما تَفَعلُه فِى عَالمنَا

فِى كُل حِين تَكتَمِل فِيه أو تَنقُص تَهِيج مَعَك وتَرقُد البِحَار بِذلِك المَد وَالجَذر

 

بِالله هِل لاَزِلتَ مُضطَرِبًا

أَم لَازِلتَ تُخفِى عَنَّا الكَثِير

 

فَهَل صَنعُت لَنا أسطُورَتك الجَدِيدَة بِضَوئكَ الدَامِي

أَم أَنَّكَ عَكَست لَنَا مَا تَراهُ مِن دِمَاء فِى هَذا العَالم البَشَّرِي

بالله هَل لَازِلتَّ مُضطَرِبًا أَم أَنَّكَ سَتُفَاجِئنَا بأسطُورة جَدِيدَة

 

يُبهِرنى مِنكَ كُسُوفك وَخُسُوفك وَكَم أَنتَّ فِيُهم مَكِير

أَتَظُن أَنَّه لَيس هُنَاك شَاهِد عَيَان

 

كَفَاك يَا قَمَرِى أَسَاطِير

فَعالمنَا الآن شَبِعَ مِن التَدمِير

فَكُن للمُحبيِن مُستَمِعًا

للصَائِمين مُبَشِرُهُم

للتَائِهِين دَلِيلَهُم

لِلبَاكِينَ مطمئنهم

لِلأَطفَال أَنِيسَهُم

وَكَفَاك يَا قَمَرِى مِن صُنع الأَسَاطِير

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة