قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم الثلاثاء إن مسؤولى الإغاثة بالمنظمة الدولية تمكنوا من الوصول إلى شركة مطاحن البحر الأحمر فى ميناء الحديدة اليمنى للمرة الأولى منذ 6 أشهر، مما يظهر قدرا من التقدم البطىء فى الجهود الرامية لتجنب حدوث مجاعة.
جاء ذلك فى كلمة له أمام مؤتمر للأمم المتحدة فى جنيف يهدف لحشد مساعدات إنسانية لليمن هذا العام قيمتها 4 مليارات دولار. وأعلنت السعودية فى هذا المؤتمر مساهمتها بمساعدات قيمتها 500 مليون دولار.
وقال جوتيريش "تلقيت لتوى نبأ مهما. للمرة الأولى منذ 6 أشهر تمكننا من الوصول إلى شركة مطاحن البحر الأحمر التى تمثل بنية أساسية مهمة فيما يتعلق بتوزيع الغذاء الضرورى وغيره من المواد". وأضاف "وهكذا يتم على الأقل إحراز بعض التقدم البطىء".
وأكد جوتيريش أن اليمن يعانى من أسوأ كارثة إنسانية شهدها التاريخ، موضحا أن هناك أكثر من 80 ألف طفل يمنى معرض للوفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية.
وقال جوتيريش ـ فى كلمة خلال افتتاح مؤتمر المانحين الثالث لليمن منعقد فى جنيف اليوم الثلاثاء ـ إن هناك عشرات الآلاف من الأشخاص لقوا حتفهم فى اليمن منذ بدء القتال ومعظمهم من المدنيين والعديد منهم توفوا جراء المجاعة وسوء التغذية والأوبئة.
وأضاف أن هناك العديد من الأهالى غير قادرين على إطعام أطفالهم وهم يعانون اليوم من المجاعة، معتبرا أن أطفال اليمن أكثر من عانوا من مساوئ هذه الحرب.
وأضاف جوتيريش: "حوالى مليونى شخص فروا العام الماضى من القتال الدائر فى العديد من المدن اليمنية"، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن اليمنيين بحاجة ملحة لمساعدات طبية عاجلة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمات الدولية تبذل كل الجهود اللازمة للحد من انتشار مرض الكوليرا، والذى لا يزال يمثل تهديدا كبيرا على حياة اليمنيين.
وبشأن التعليم فى اليمن، قال جوتيريش إن هناك الملايين من الأطفال غير قادرين على الذهاب إلى المدارس، مشيرا إلى أن هناك مدارس لم تعد تعمل منذ أكثر من عامين.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن النساء والفتيات فى اليمن تعانين من انتشار ظاهرة العنف ضدهن، موضحا أن أكثر من ثلثى فتيات اليمن يتزوجن قبل سن 18 عاما، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسى من عقد مؤتمر المانحين هو الاستجابة للمعاناة الإنسانية التى يشهدها الشعب اليمني، مشددا على ضرورة بذل المزيد من الجهود لحل الأزمة الإنسانية فى اليمن.
وأوضح أن التوصل لحل الأزمة اليمنية يواجه العديد من التحديات، لافتا إلى أنه بالرغم من تصاعد المشاكل فى اليمن التى أدت إلى الحرب إلا أنه لابد أن نعلن التزامنا بتنفيذ كافة الاتفاقيات الخاصة بميناء الصليف وتعز، ودفع الآلية الخاصة بتحرير السجناء.
وقال جوتيريش إن الأمم المتحدة تعمل مع كافة الأطراف المعنية لحل الأزمة الإنسانية، معربا عن شكره لكافة الأطراف على الجهود التى تبذلها للتوصل إلى حلول للأزمة اليمنية.
وشدد على ضرورة استمرار تواصل الدعم من الدول الأعضاء فى مجلس الأمن، موضحا أن إيجاد حل للأزمة الإنسانية فى اليمن يحتاج إلى 4 مليارات دولار، وأن هناك تزايدا فى الأعداد التى تحتاج للمساعدات الغذائية تصل إلى 12 مليون شخص كل شهر، لافتا إلى أنه تم جمع 2.6 مليار دولار من إجمالى المبلغ المطلوب.