دندراوى الهوارى

خطيئة الخروج الآمن من معسكر رابعة الإرهابى.. تدفع مصر ثمنه الآن..!!

الثلاثاء، 26 فبراير 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«رابعة العدوية».. لم يكن اعتصاما كما تدّعى جماعة الإخوان الإرهابية ودراويشها، وإنما كان معسكرا لإعداد وتأهيل كوادر «إرهابية» ولعبت المنصة التى توسطت الميدان دورا بارزا فى غسل عقول المغيبين بمادة «الكذب الكاوية»، طوال 47 يوما كاملا، مدة إقامة «المعسكر» الذى بدأ يوم 28 يونيو 2013، واستمر حتى 14 أغسطس 2013.
 
طوال 47 يوما، تلقى كل المشاركين فى «المعسكر» الإرهابى المسلح، تدريبات عالية فى فنون القتال، وتدمير العقول بالأفكار التكفيرية، والاستعداد لتأسيس كيان موازٍ للدولة، بنفس الصيغة التنظيمية، رئيس وبرلمان وإعلام وميليشيات مسلحة، تخوض حربا طويلة مع الدولة المصرية، لاستنزافها، وإسقاطها، ثم تأسيس وترسيخ حكمهم على أطلالها.
 
وصباح يوم 14 أغسطس 2013، قررت الدولة التدخل ووضع حد لهذا الاعتصام الذى ينال من هيبتها وكبريائها، ويهز عرش استقرارها وأمنها، ويشوه صورتها دوليا، وتحركت قوات الأمن، مصطحبة معها الإعلام، ونشطاء حقوقيين، وبمجرد وصول القوات لمقر الاعتصام واتخاذها التدابير والاستعدادات اللازمة للفض، طالبوا المعتصمين وعبر مكبرات الصوت، بإخلاء الميدان، ووفرت لهم ممرات آمنة، للعودة لمنازلهم بأمن وسلام. 
 
ورغم أن قرار الدولة بالفض تأخر كثيرا، وساهم فى تفريخ عناصر إرهابية خطيرة، فإن هناك خطأ أكبر من خطأ تأخير قرار الفض، وهو السماح بإقامة ممرات آمنة لخروج الكوادر دون مساءلة، ودون الوضع فى الاعتبار أن من تبقى فى «المعسكر الإرهابى» حتى اللحظات الأخيرة، هم الأكثر خطرا، والأكثر تعرضا لغسيل مخ بمادة الكذب الكاوية، فتشوهت أفكارهم ومعتقداتهم، وقتلت بداخلهم روح الانتماء، وأعلت من شأن السمع والطاعة العمياء للجماعة الإرهابية فقط.
 
وعندما نجحت الدولة فى فض معسكر رابعة المسلح «أطول مركز تدريب على فنون القتال وتخريب العقول» شهدته مصر، انبهرنا ببديهيات الفض، وكان الانبهار البديهى خطيئة كبرى، لأن البديهى أن يتم فض الاعتصام، لكن السؤال المنطقى: ماذا بعد قرار الفض؟ وما خطط التعامل مع خريجى المعسكر فكريا وأمنيا؟
 
الحقيقة أن المؤسسات فاتها وسط تصاعد الأحداث الداخلية وصخب الإدانات الخارجية، حينذاك، الوقوف على مصير الذين خرجوا من الاعتصام فى ممرات آمنة بالمتابعة ورصد تحركاتهم على الأرض، وعدم تركهم فى المطلق يتحركون وينثرون سمومهم بين الناس بمنتهى الأريحية.
 
 ونظرا لهذا الخطأ غير المقصود، فوجئنا بالسواد الأعظم منهم يتوجه إلى سوريا والسودان وليبيا وتركيا وينضم لداعش وجبهة النصرة، وبعضهم ذهب إلى سيناء، والفريق الثالث عادوا لقراهم ينثرون أفكارهم المتطرفة فى عقول الأبرياء، وكانت النتيجة، تشكيل خلايا خطيرة تتمدد وتتوغل فى قرى ونجوع المحافظات المختلفة، ويشكلون مع المجرمين جنائيا من البلطجية وقطاع الطرق وتجار السلاح، خلايا إجرامية خطيرة، أسفرت عن ارتكاب عدد كبير من العمليات الإرهابية، خاصة تفجير كنائس البطرسية ومار جرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، وغيرها من الجرائم الإرهابية، وبالفحص والتدقيق فى قائمة الخلية التى نفذت هذه الجرائم، تمكنت الأجهزة الأمنية من التوصل إليهم، وتبين أن جميعهم من المشاركين فى اعتصام رابعة العدوية..!!
 
كما شكل عدد كبير من خريجى هذا المعسكر الإجرامى، خلايا إرهابية سكنت كهوف الجبال الوعرة، بسيناء ومنطقة الجبل الغربى لمحافظات الصعيد ذات الطبيعة الوعرة، خاصة المنطقة التى تبدأ من الفيوم شمالا وحتى أسوان جنوبا، وتمتد إلى ليبيا غربا، ونفذت عدة عمليات فى هذه المنطقة، وفطن لها الأمن، مؤخرا، واستطاع التعامل معها، وحقق نجاحات كبيرة، سواء بالقبض على الإرهابيين، أو تفكيك البنية التحتية لعدد من هذه الخلايا..!!
 
من هنا فإن قرار فض المعسكر الإرهابى، والذى كان يمارس دوره الإجرامى تحت سمع وبصر الجميع، وبثه على الهواء مباشرة على قنوات الجزيرة، بجانب ملاحقة الإعلام الغربى لكل تفاصيل الاعتصام، لحظة بلحظة، كان قرارا جوهريا رمم كبرياء وهيبة الدولة التى تسبب المعسكر الإرهابى فى تآكلها طوال فترة وجوده، لكن فات الجميع أن قرار توفير ممرات أمنية، لخروج من يريد «سلميا» كان خاطئا، لأن من كان فى المعسكر، هم الفرز الأول للإرهاب فى مصر..!!
 
تأسيسا على كل ذلك، فإن هناك عدة أمور أسفر عنها فض معسكر رابعة العدوية الإرهابى، أبرزها، إعادة هيبة وكبرياء الدولة المصرية، وتحسين صورتها فى المجتمع الدولى، واستخراج شهادة وفاة الجماعة الإرهابية رسميا، ثم والأهم إقرار أمر واقع أن إرادة الدولة أعلى وأكبر من إرادة أى جماعة أو حزب أو نقابة، أو أى تشكيل رسمى أو غير رسمى، والدليل أن الدولة عندما قررت فض معسكر رابعة الإرهابى، وهو الأكبر من حيث عدد المشاركين وتسليحهم وتحصيناتهم، تمكنت من ذلك خلال دقائق وبسهولة ويسر.
 
ومن ثم، تأكد المؤكد، بأن إرادة الدولة فوق كل إرادات الجماعات والكيانات رسمية أو غير رسمية، ولا يمكن لجماعة إرهابية وإجرامية أن تكسر أنف هذه الإرادة، وستظل مصر وطنا كبيرا وعظيما إلى يوم القيامة.
 
ويتبقى الأمر السلبى الذى خلفه فض الاعتصام، يتمثل فى توفير ممرات أمنية، للراغبين فى الخروج، وخرج من بين من خرجوا، الفرز الأول فى قوائم الإرهاب، وأصبحوا «ذئاب منفردة» تنفذ عمليات هنا أو هناك..!!
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة