وائل السمرى

لماذا نخترع فى كل جائزة عالمية «عفريت»؟

الأربعاء، 27 فبراير 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالأمس وهنا، كتبت مهاجما من ينكرون «مصرية» الفنان العالمى «رامى مالك» الذى أسعدنا بفوزه بجائزة الأوسكار، ويا للعجب، فقد كان رامى بالأمس من وجهة نظر الكثيرين «أمريكيا» وليس مصريا، وكأن المصريين يستكثرون على أنفسهم انتساب هذا النجم العالمى إليهم، واليوم ويا للعجب أكتب مهاجما أيضا من يريدون تشويه «رامى مالك»، تحت زعم أنه حصل على تلك الجائزة، لأنه مثل دور مطرب «شاذ» جنسيا، وفى الخلفية تخيل بشع أن الغرب «الكافر» أراد أن يكرم ممثلا «عربيا» لترويج فكرة الشذوذ للعرب!
 
أعلم طبعا أن نظرية المؤامرة كثيرا ما تتحكم فى العقلية العربية، لكننى فى الحقيقة أرى أنها هنا ليس فى محلها على الإطلاق، فرامى مالك هذا الشاب «اللى زى الورد» قام بالدور المطلوب منه، وهو دور عظيم لمطرب عظيم أيضا، فشخصية «فريدى ميركورى» من الصعب تجاهلها فى تاريخ الأغنية العالمية، ولا يوجد رجل فى العالم كله لا يعرف أغنيته الشهيرة «We Will Rock You» التى أصبحت هتافا رسميا للعديد من المناسبات، ومن هنا فقد كان التحدى كبيرا بتجسيد هذه الشخصية، وكون «ميركورى» مثلى الجنس لا يعيب «رامى» على الإطلاق، وفى اعتقادى أن الفرق الوحيد بيننا والغرب يكمن فى الصراحة التى يتمتعون بها، والإنكار الذى يلازمنا، فالغرب صريح بما فيه الكفاية ليتعامل مع هذه المسألة باعتبارها حرية شخصية، أما نحن فمازلنا فى مرحلة «الوصاية» على بعضنا البعض.
 
أقولها هنا صريحة واضحة، رامى فاز فوزا مستحقا، لأنه ممثل عبقرى فحسب، متفوقا على أقرانه من «عظماء هوليود»، وفى الحقيقة فإن هذه الضجة المفتعلة أرى أنها عقدة تلازمنا نحن فحسب، وتظهر هذه العقدة كلما نبغ أحدنا أو تألق، فجميعنا يذكر أن نجيب محفوظ تعرض لمثل هذه الحملة حينما فاز بجائزة نوبل، فالبعض ادعى أن الغرب كرمه، لأنه كتب «أولاد حارتنا» التى يزعمون أن محفوظ أراد أن يروج فيها للإلحاد، كما ادعى البعض أن زويل «ليس مصريا» حينما فاز، بينما تطاول البعض الآخر على العظيم «مجدى يعقوب» بأشكال منحطة حينما نبغ وتألق وأراد أن يساعد أهله وناسه فى أقصى صعيد مصر، وهذه الأمور من وجهة نظرى تدل على أننا نعيش فى مرحلة مؤلمة من احتقار أنفسنا لدرجة أننا نخيل أن وراء كل نجاح «مؤامرة».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة