بعد صدور كتابه "الكنيسة صراع أم مخاض ميلاد؟".. كمال زاخر: لا سبيل لتجاوز أزمة الكنيسة الراهنة إلا بإعادة دور العلمانين ورجال الدين معًا لبنائها.. وصراع البابا شنودة ومتى المسكين عرقل مسيرة الأقباط

الخميس، 28 فبراير 2019 09:00 ص
بعد صدور كتابه "الكنيسة صراع أم مخاض ميلاد؟".. كمال زاخر: لا سبيل لتجاوز أزمة الكنيسة الراهنة إلا بإعادة دور العلمانين ورجال الدين معًا لبنائها.. وصراع البابا شنودة ومتى المسكين عرقل مسيرة الأقباط صدور كتابه "الكنيسة صراع أم مخاض ميلاد؟"
حوار: سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد صدور كتابه "الكنيسة صراع أم مخاض ميلاد؟".. كمال زاخر:لا سبيل لتجاوز أزمة الكنيسة الراهنة إلا بإعادة دور العلمانين ورجال الدين معًا لبنائها.. وصراع البابا شنودة ومتى المسكين عرقل مسيرة الأقباط ومازال الموالين لكل منهما يتراشقان لفظيا على السوشيال ميديا

 

مدارس الأحد بحاجة دائمة لتطوير أدواتها فى ظل ثورة المعلوماتعلينا استعادة مدرسة إعداد الأساقفة التي توقفت بوفاة البابا يوسابدور المرشدين الروحي فى الأديرة تراجع وفاقم أزمة الرهبنة الحالية البابا يحاول جديًا ضبط المعاهد الكنسية إداريا ووضعها على الطريق الصحيحمن الضروري تقنين العلاقة بين الكنيسة القبطية والكنائس الأخرى

صدور كتابه الكنيسة صراع أم مخاض ميلاد؟ (3)

فى كتابه الجديد "الكنيسة صراع أم مخاض ميلاد؟"، يشتبك كمال زاخر مؤسس التيار العلمانى المسيحى، مع واقع الكنيسة المعاش إذ كان عبر سلسلة مقالات تحمل الاسم نفسه قد تنبـأ بوقوع لحظة انفجار قريبة للوضع المتأزم داخل أسوار الكنيسة القبطية العريقة، هذه الأزمة التي تصاحب عملية التحول من عصر إلى عصر وقد كان مقتل الأنبا ابيفانيوس اسقف دير أبو مقار مجرد حلقة من حلقات الصراع الذى يرى الكاتب إنه صراع ذو طبيعة مزدوجة إذ يحمل بين جنباته الأمل في ميلاد وبعث الكنيسة من جديد.

تخطى زاخر فى كتابه زاوية الراصد إلى المعالج وكتب عبر صفحات هذا العمل الصادر عن دار بتانة روشتة للخروج من الأزمة الكنسية الراهنة استنادًا إلى تجربته الطويلة فيها، عن هذا الكتاب كان لنا معه هذا الحوار:

 

تحدثت عن نشأة وتطور مدارس الأحد منذ نشأتها الأولى وحتى وصولها لكرسي البطريرك، كيف يمكن تطوير تلك التجربة؟

تعد مدارس الأحد واحدة من أهم آليات تعليم النشء مبادئ الإيمان فى الكنيسة، وهى تتشكل من الشباب الذين تتلمذوا على أجيال سابقة وتشكلت ذهنيتهم الدينية داخل الكنيسة وطقوسها وأنساق العبادة بها، وفى نفس الوقت لم ينفصلوا عن مجتمعاتهم خارجها، ولذلك فمنظومة مدارس الأحد تجد نفسها دوما بحاجة إلى تطوير أدواتها وطرق إعداد هؤلاء الشباب لتوصيل رسالتها للنشء حتى لا تنفصل عن الواقع ومتغيراته، ويستوجب ذلك مراجعة طرق إعداد الخدام، وطرق تقديم أساسيات الإيمان بما يتناسب مع التطور الذى أحدثته النقلة المعرفية التى جاءت بها ثورة المعلومات وتقنيات التواصل وما حملته من تحديات للأنساق السائدة.

 

 طرحت فكرة تأسيس مدرسة للأساقفة قبل تعيينهم ألا ترى أن الأمر قد يفهم على إنه انتقاصًا منهم؟

ـ لسنا بحاجة إلى تأسيس مدرسة جديدة لإعداد المرشحين لتولى مهام الأسقفية؛ بل إلى إحياء ما عرف بمدرسة الرهبان التى تأسست فى مطلع القرن العشرين وكان مقرها ضاحية حلوان، وكانت محل اهتمام ورعاية البابا الراحل الأنبا يوساب، وكانت تضم المتميزين من الرهبان من كافة الأديرة، والذين كان رؤساء الأديرة يرون فيهم موهبة الإدارة وسعيهم للمعرفة الدينية والعامة، وكانت هذه المدرسة تمثل المرحلة الانتقالية من أجواء الأديرة إلى العيش بالمدينة، وكانت تدرس لهم طيف من العلوم الإنسانية وعلوم الإدارة بجانب العلوم الكنسية واللاهوتية، وتوقفت برحيل هذا البطريرك

صدور كتابه الكنيسة صراع أم مخاض ميلاد؟ (4)

وقد يكون من اللازم إعادة إحياء الدور البحثى للأديرة وإنشاء مراكز إعداد داخلها، وقد طرحت عبر العديد من المقالات الحاجة إلى دراسة ما عرفته الكنيسة الغربية بالرهبنة الخادمة، وما عرفناه بشكل جزئى عندنا بالتكريس، وهى منظومة تتماس مع الرهبنة فى التزاماتها ما عدا العزلة، وانتجت العديد من الكيانات الخدمية الاجتماعية (المدارس والمستشفيات ودور الإيواء) وتتيح لأفرادها الاحتكاك المباشر مع المجتمع، ويكونون الأقرب للاختيار لمواقع الاسقفية.  

 

كررت تحذيرك من فكرة انفتاح الأديرة على العالم الخارجى ألا ترى أن طرح الانغلاق غير واقعى في ظل ضغوط الحياة الحديثة؟انفتاح الأديرة على العالم خارجها، وهى ظاهرة شهدتها الأديرة بعد الإقبال الكثيف من الشباب على الرهبنة لأسباب عديدة، فضلاً عن امتداد الطرق المرصوفة اليها، وتطور وسائل المواصلات، ودخول الأديرة مجالات الزراعة والتصنيع الزراعى والحيوانى والداجنى، وما استتبعه من ضرورات التواصل من ما يرتبط بكل هذا خارجها.

وقد ضاعف من الآثار السلبية لهذا تراجع وجود الآباء المرشدين ومن ثم التلمذة داخل الأديرة، الأمر الذى اخل بضوابط ونذور الرهبنة، الأمر الذى دعا الكنيسة لاتخاذ عديد من القرارات الاحترازية لضبط مسيرتها.

 

إذن .. ما الذى تحتاجه الأديرة تحديدا لمراعاة كل تلك الأبعاد؟

أظن أن الأديرة تحتاج إلى فترة انتقالية قد تطول لمعالجة هذا الأمر، يتم خلالها وضع محددات وضوابط للقبول فيها، وعودة نظام التلمذة بشكل مدروس وجاد، ووضع ضوابط للاختيار لرتبة الاسقفية، وتنظيم الزيارات للأديرة، لتكون فى اضيق الحدود، واعادة الاعتبار للكنائس المحلية لتعود الى سابق عهدها فى الرعاية والتعليم.

صدور كتابه الكنيسة صراع أم مخاض ميلاد؟ (1)

تراجع دور العلمانيين في الكنيسة لصالح الأكليروس "رجال الدين"، ألا ترى أن العودة للاستفادة منهما معا تبدو مستحيلة ؟

ـ لا سبيل لعودة دور العلمانيين الداعم والبنائى إلا بالعمل على بناء الثقة بين مكونات الكنيسة المختلفة وهو أمر يصطدم مع المناخات الثقافية السائدة، ورسوخ اعتبار الكنيسة معبر العلمانيين الى مواقع مجتمعية وسياسية متقدمة بعد أن استقر فى الذهنية السياسية ما بعد يوليو 52 ـ بحسب الدكتور ميلاد حنا ـ اختزال الأقباط فى الكنيسة، والتى صارت هى المخولة بترشيح الكوادر التى يتم تسكينها فى المواقع السياسية والتشريعية، فضلاً عن احساس الإكليروس بمزاحمة العلمانيين لهم فى إدارة موارد الكنيسة، بالمخالفة لما استقر فى المجتمع الأبوى، وعلى كافة الاطراف الإقرار بتكامل العلاقة بين الاكليروس والعلمانيين، لحساب الكنيسة، والمؤشرات تقول بتنامى هذا التوجه لدى مجمع الكنيسة والبابا.

 

 تعرضت لما وصفته "الانقطاع المعرفى" عن الكنيسة وقد أشرت لدور العرب فى ذلك، فماذا تقصد؟

ـ كل من يقترب من التاريخ بموضوعية يلمس هذا الانقطاع خاصة مع القرن العاشر، حين صدر من الولاة قراراً بمنع التحدث باللغة القبطية، وفرض اللغة العربية على الكافة، فوجد الأقباط أنفسهم أمام إشكالية التواصل مع تراثهم الثقافى واللاهوتى المدون والمتداول باللغة القبطية، واحتاجوا الى عقود طويلة امتدت الى القرن التاسع عشر لوصل ما انقطع، باجادة اللغة الجديدة، وبزوغ حركة الترجمة سواء من لغات وسيطة أو من اللغات اليونانية والقبطية.

ولم يكن الانقطاع المعرفى قاصراً على الأقباط (المصريين المسيحيين) بل على كل المصريين بانقطاع التواصل الفاعل مع التراث والمعرفة المصرية القديمة.

 

إلى أي مدى أثر صراع القطبين "البابا شنودة" "و"متى المسكين" على واقع الكنيسة الحالي؟

 بالضرورة كان للصراع أو الصدام أو الجفوة بينهم أثراً سلبياً على مسيرة الكنيسة، وتفاقم كل هذا بسبب أجنحة الموالاة لكل منهم والتى عمقت لأسباب ذاتية الفجوة، ومازلنا نشهد العديد من هذه الآثار فيما يصدر عن كل جناح وخاصة على صفحات التواصل الإجتماعى، وظنى أن تمثل جملة اعتراضية ستنتهى مع الأجيال الجديدة التى لم تعش هذه الأجواء، ولم تنحاز لأيهم، وقد غابوا عن المشهد الحياتى، وهى أجيال سيتوفر لها مساحات أكثر اتساعاً من مصادر المعرفة والقدرة على التقييم ومن ثم الحكم على القضايا الخلافية دون تأثر عاطفى أو شخصى.

 

 ماذا تعنى بابتعاد المعاهد التعليمية الكنيسة عن الضبط الأكاديمي؟

تواجه المعاهد الدينية تحدياً كبيراً للمفارقة بين إمكاناتها وظروف النشأة من جانب، واحتياجات ومعطيات المعرفة وتعدد مصادرها من ناحية أخرى، ولعل ذلك يثمن ما تشهده هذه المعاهد من محاولات جادة من الكنيسة (البابا ومجمع الاساقفة) لتطويرها ووضعها على طريق الضبط الأكاديمى، بدعمها بكوادر من أساتذة الجامعات المختلفة فيما يتصل بالعلوم الانسانية، أو اللاهوتية والكنسية ووضع نظام إدارى يقترب بها من المؤسسية.

 

ـ تحدثت عن ملف الوحدة بين الكنائس وأدوار مجلس كنائس مصر والشرق الأوسط فى ذلك كيف يمكن تفعيل أدوارهما؟

ـ يتم تفعيل أدوار هذه المجالس بالتركيز على الدور التنموى المجتمعى لها وفتح قنوات بينها وبين الحكومات المختلفة فى أوطان الكنائس الأعضاء مع الاحتفاظ باستقلاليتها، والعمل الجاد على دعم وفتح قنوات التقارب الفعلى بين الكنائس الأعضاء وبعضها والقبول بالاختلاف والتنوع بعيدا عن ذهنية الصهر والسيطرة، وخلق القنوات التى تترجم هذا القبول الى رعاياها.

 

إذا كنا سنضع روشتة لحالة "الصراع أو مخاض الميلاد" التى تمر بها الكنيسة حاليا فما هي أولويات اللحظة؟

ـ إعادة الاعتبار لقيمة الحوار البينى

ـ الابتعاد عن الاشتباك السياسى أو مغازلة السياسة

ـ العمل على تنقية التراث تأسيساً على ما استقر فى المجامع المسكونية والمتسقة مع معطيات الإنجيل

ـ تأسيس مركز أبحاث اكاديمى يضم المتخصصين والباحثين عند أعلى نقطة فى الكنيسة، يعكف على وضع دستور يحدد ويقنن ويوثق :

*الإطار العقائدى للكنيسة ومصادره المعتمدة لديها.

*أبعاد وفلسفة الطقوس الكنسية وتحقيقها على المصادر الآبائية السليمة.

*توثيق القوانين الكنسية التى تقبلها الكنيسة.

*تقنين وتوثيق العلاقات البينية داخل الكنيسة.

*تقنين العلاقات (الكنسية ـ الكنسية) بين الكنيسة القبطية والكنائس والمذاهب المسيحية الأخرى.

*تحديد مسارات العلاقات مع الأديان الأخرى ومع المجتمع العام.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة