فى القرن الخامس قبل الميلاد، ظهرت السوفسطائية فى بلاد اليونان، ويكفى أن تعرف أن عقيدتهم، أو منطقهم، هو الجدل والانتصار للرأى والإقناع به، سواء أكان هذا بالحق أم بالباطل، وأن مبعث فخرهم تمثل فى قدرتهم على تأييد الرأى ونقيضه فى آن واحد.
تماما، كهؤلاء الذين يسيرون بين الناس، بمنطق "ولا تقربوا الصلاة" دون أن يكملوا الآية القرآنية الكريمة، وهكذا هم جماعة الإخوان الإرهابية، أو من شايعهم وإن لم يكن يعلم، نعم وإن لم يكن منهم، ولا يعلم، ويكفى أن تتصفح منصات مواقع التواصل الاجتماعى، لتتعرف على فئة بين الناس يصدق فى وصفهم أنهم "إن أحسن الناس أحسنوا وإن أساء الناس أساءوا"، أو "المهللين".
استخدام الفوتوشوب فى التضليل
وهؤلاء، المهللون، كالمطية، يستخدمهم الإخوان، على منصات التواصل الاجتماعى، لتحقيق أهدافهم، فإذا عدنا إلى أسلوب الجماعة فى تعاملها مع السوشيال ميديا، سنجد أنه دائما ما يركز على ثلاثة أمور، الأول هو اجتزاء الواقع، وخير دليل على ذلك، ما فعلوه مع حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى، بشأن تطوير السكك الحديدية، وقطع الحديث عند قوله "طيب ما أنا كمان غلبان"، فى حين أن الحديث فى مجمله، يهدف إلى مكاشفة الناس بالحقيقة، وذلك حينما قال: "هتبتدى الدايرة تتقفل علينا، نعمل الخدمة وناخد تمنها، ولا ما نعملهاش وتفضل مرافق الدولة تنهار مرفق ورا مرفق؟، لأ إحنا لازم نقول ونشرح رفع كفاءة شبكة القطارات هدفها أمان وتنمية.. عايز أقول لكل المصريين إن بناء الأمم والدول مش بالأمر اليسير فيه جهد ومعاناة علشان يتعمل، وغير كده هبقى بضحك عليكم".
فى الأمر الأول، لم يهتم الإخوان بالواقعة والضحايا، بقدر الاهتمام بمن يشغل منصب رئيس الدولة، ليتضح هنا أن الهدف الرئيسى، هو إسقاط النظام، أما أرواح الضحايا، والتصريحات التى توالت بشأن معاقبة المقصرين، والقبض على سائق الجرار، فهو أبعد من أن يشغلهم.
أما الأمر الثانى، فهو العمل دائما على إنكار الحقيقة، فعلى الرغم من تصريحات المسئولين عن محاسبة المقصرين والمتسببين فى حادث محطة مصر، وعقود وزارة النقل لتطوير السكة الحديد والتى تقدر بـ50 مليار جنيه، والاتفاق النهائى مع تحالف روسى لتصنيع 1300 عربة جديدة، وشراء وإعادة تأهيل 181 جرارا، إلا أن الإخوان ومن يجعلون من أنفسهم مطية لم لا زالوا فى وهمهم تائهون، كالعميان، يصدقون أكاذيب شبكة رصد الإخوانية.
الأمر الثالث، الذى يعمد إليه الإخوان، هو إطلاق الحملات أو الترندات الوهمية على منصات التواصل الاجتماعى، والعمل على جعلها الأبرز لتتصدر قائمة "التريندات"، مثل "راجعين التحرير" و"اطمن إنت مش لوحدك"، لكنك بالنظر إلى الواقع، تجد نفسك مجبرا على الضحك والسخرية ممن يعيشون فى الوهم، ويسعون لجعله حقيقة لا تقبل الشك، ولكن الأغرب فى هذا، هو مساهمة العديد ممن لا ينتمون إلى الإخوان، لكنهم يسيرون معهم، يساعدونهم فى تصديق كذبتهم، ليذكروننا برواية "ثرثرة فوق النيل" لأديب نوبل، الكاتب الكبير نجيب محفوظ، حينما قال: "ليس من العجيب أن يعبد المصريون فرعون، ولكن من العجيب أن فرعون آمن أنه إله".
الكذب واستخدم الصور الأرشيفية تفضح كذب الحملات الوهمية
وعلى الرغم من أن الواقع يتحدث عن نفسه، فى منصات السوشيال ميديا، وأثر بشكل كبير على الحملات المضللة التى أطلقوها، وتصدرت هاشتاجات أخرى مثل "خاف إنت طلعت لوحدك"، إلا أن قافلة الوهم ما زالت تسير بهم، لتفضح كذبهم والوهم الذى يعيشون فيه.
صور أرشيفية فى الحملات الوهمية للتضليل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة