من داخل محطة مصر وورش أبو غاطس.. "نواب النقل" يواجهون قيادات السكة الحديد حول حادثة رصيف "6".. ورئيس الهيئة يكشف تفاصيل خروج الجرار حتى اصطدامه فى المحطة.. ويؤكد: المنظومة بقالها 40 سنة فى مصيبة

فى أول رد فعل للجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، برئاسة هشام عبد الواحد، على حادثة محطة سكك حديد مصر، والتى أسفر عن استشهاد 22 شخصا وإصابة 41 آخر ين، قامت صباح اليوم الخميس، بزيارة تفقدية إلى موقع الحادث "رصيف 6" للوقوف على ملابسات الواقعه وعقد لقاء استمر لأكثر من ساعة ونصف مع رئيس هيئة السكة الحديد أشرف رسلان ونائب وزير النقل الدكتور عمر سعيد.

وشملت الجولة التفقدية، مقر ورش أبى غطاس، والتى أنطلق منها جرار الوردية رقم (2302) نحو رصيف رقم 6 بمحطة مصر متسبباً فى حادثة أمس الأربعاء، والتى استعرض خلالها رئيس هيئة السكة الحديد تفاصيل الواقعة منذ بدايتها وكيفية حدوث الأشتباك "المُحاشرة" على حد وصفه بين الجرار المتسبب فى الواقعه وجرار آخر بالورشة أسفرت عن تكسير "البساتل"، لينطلق الجرار رقم (2302) نحو المحطة بعدما تركة السائق "علاء صلاح" على "تعشيقة بسرعة 8 " ليعاتب زميله، ليقطع مسافة قدرها 700 متر فى دقيقة واحدة.

وحمل رئيس هيئة السكة الحديد، علاء فتحى سائق الجرار المتسبب فى حادث محطة مصر، المسئولية فى هذا الحادث، بعدما قرر النزول من الجرار لمعاتبة سائق الجرار الثانى الذى اصطدم به، قائلاً: لقد ترك "التعشيق" على سرعة 8 وعجل الجرار ظلت دائرة إلا أن التصاق الجرار الاخر به منع حركته فى البداية قبل أن ينطلق بمجرد فك حالة الاشتباك بينهما".

ولفت رئيس الهيئة، إلى أن تحرك الجرار بهذا الشكل أمر نادر للغاية وشاذ، لكن السائق أيضا "غشيم"مشيرا أن منظومة السكك الحديد تحتاج لتحويلها للنظام الكهربائى بالكامل لمنع تكرار مثل هذه الحوادث

وانفعل رسلان ردا على تساؤلات أعضاء الوفد البرلمانى: "منظومة 9 آلاف كيلو متر وصلت لمرحلة لا يمكن تخيلها، فالسكك الحديد بقالها 40 سنة فى مصيبة ومحدش قرب منها"، منوها أن مطالب الهيئة السكك الحديد من البرلمان هى زيادة الاعتمادات المالية لها، وضرورة وجود عمالة فنية كافية، وسيتم تقديم مذكرة بهذه المطالب للبرلمان".

وتعقيباً على حديث رئيس هيئك سكك حديد مصر المهندس أشرف رسلان، حول ضعف الموارد المالية المخصصة لمرفق السكة الحديد، رد النائب هشام عبدالواحد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، والنائب وحيد قرر عضو اللجنة بقولهم: "يا جماعة قلنا كذا مرة لو عايزين فلوس قولوا لنا، واحنا مش بنأخر عليكم حاجة"، متسائلًا: "انتوا عمركم طلبتوا فلوس من البرلمان ورفض؟"، ليعيد رئيس هيئة البريد حديثه مرة آخرى، قائلًا: "احنا قلنا الحل هو توفير فلوس للتطوير".

وسأل رئيس اللجنة البرلمانية: عما إذا كان هناك ما يستطيع إيقاف الجرار عن التوجه إلى رصيف رقم 6 بمحطة مصر، ليعقب المهندس سامى عفيفى نائب رئيس الهيئة لقطاع الصيانة بهيئة سكك حديد مصر بقوله: "لا مفيش حاجة حضرتك لأنه كان مسرب يعنى مكنش رابط وكان فاتح السرعات على الآخر"، وعاد رئيس اللجنة ليسأل قيادات الهيئة: "يعنى مفيش أداه إليكترونية زى اللى فى كل الدول.. هناك وسائل آخر ى نستطيع من خلالها إيقاف نوقف القطار أوتوماتك بدل التحكم الذاتى"، ليرد عليه نائب رئيس الهيئة: "لا مكنش ممكن، بس كان ممكن من البرج بقى".

ومن جانبه قال النائب وحيد قرقر، : "البرج كان هيدخل قطار تانى لولا سمع الناس بتقول حاسب"، ليرد المهندس سامى عفيفى، على حديث قرقر: "تقريبًا باللاسلكى بلغوا البرج أن فى جرار جى بسرعة جنونية فى اتجاه المحطة".

وطالب قرقر "عفيفي" بعدم التطرق نهائيًا للجزئية التى تبحثها النيابة، لافتًا إلى حديث رئيس لجنة النقل بأن الحادث تسبب فيه عنصر بشرى وهو ما لا نريد تكراره فى المستقبل وهذا وارد أن يتكرر والأساس قلنا لابد من وجود 2 سائق فى جرارات الورش أو الخطوط "، فقاطع نائب رئيس الهيئة النائب حيد قرقر قائلًا: "وعامل مناورة كمان"

من جانبه، عقب النائب هشام عبدالواحد، قائلًا: "طالما انت عارف كده، معملتش ده ليه".

وخلال الجولة التفقدية لـ(رصيف 6) ووجه النائب، هشام عبد الواحد، رئيس لجنة النقل والمواصلات، مسئولى هيئة السكك الحديدية، بضرورة استمرار عملية تطوير الهيئة، مؤكدا أن مجلس النواب سيقدم كافة الدعم اللازم لرفع قدرات السائقين وجميع العاملين بالهيئة.

وفى ذات السياق استعرض النائب هشام عبدالواحد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، فى مؤتمر صحفى الذى عقده اليوم تفاصيل اللقاء الذى استمر لأكثر من 60 دقيقة مع رئيس هيئة السكة الحديد ونائب وزير النقل، واصفاً حادث قطار محطة مصر بمنطقة رمسيس بـ " الجلل ".

وقال عبد الواحد، أن زيارة لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب اليوم لمحطة مصر، واجتماعها مع رئيس الهيئة يأتى سعيا لتدارس بعض الأمور عن قرب وعلى الطبيعة، مؤكدا أن ما يقع من حوادث فى السكة الحديد نتيجة إهمال شديد وتراكمات منذ 70سنة.

وأضاف عبد الواحد إلى أن عمليات تطوير السكة الحديد بدأت بالفعل من خلال بنية تشريعية قوية تتيح السلامة والأمان لركاب السكة الحديد من خلال شراكة أوروبية عربية حيث تم بالفعل التعاقد على 1300عربة و100جرار جدد وصيانة 81 جرارا، مشيراً إلى أن الدولة ستستكمل خطة تطوير قطاع هيئة السكك الحديد، والذى بدأ من فترة من خلال خطط قصيرة الأجل، تؤدى فى النهاية لرؤية مصر 2030، قائلاً: "الخطة سيتم استكملها بغض النظر عن استقالة الوزير ونتابع ذلك من خلال لجنة النقل بالبرلمان".

وتابع عبد الواحد، أن هيئة السكة الحديد تحتاج لاعادة هيكلة شاملة وبالأخص الفكرية والتدريبية للموظفين والعاملين بها، قائلاً: "نعالج قصور عمره 70 عاما، وحان الوقت لعلاجه، وبشكل عاجل سيتم اتخاذ عدد من الإجراءات لمنع حدوث مثل هذه الحوادث مستقبلا، من خلال مراجعة، اللائحة الداخلية للعاملين، والتى تحتاج إلى إعادة نظر لمحاسبة المخطئ، فضلا على التدريب والوقوف على مشاكله ليكون التدريب حقيقى وفعلى، "كما تحدثنا عن وحدات الإطفاء الذاتى، وإمكانية تطبيقه".

وشدد عبد الواحد، على ضرورة سن لائحة جزاءات جديدة صارمة وبناء عليه طالبت اللجنة بالإطلاع على اللوائح والعديد من المستندات، مؤكدا أن مصر بحاجة إلى رجال أقوياء قادرين على العمل بجد وتحمل المسئولية.

وأشار النائب هشام عبدالواحد، إلى أنه رغم الفاجعة الكبيرة والنقاط السوداء، التى ظهرت فى حريق محطة مصر، إلا أن هناك نقطة بيضاء ظهرت خلال الحادثة، و تتمثل فى تعامل الدولة باحترافية مع الحادث، وتوجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى بسرعة معاقبة المقصرين، فضلا عن سرعة الشعور بالمسئولية السياسية للوزير وتقديم استقالته وكذلك القرار الجريئ بقبول رئيس الوزراء الاستقالة.

وأكد عبدالواحد، أن اللجنة فى حالة إنعقاد دائم لحين التغلب على كافة المشكلات التى تواجه الهيئة على أن تعد تقريراً حول تفاصيل الزيارة البرلمانية تمهيداً لرفعها إلى الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، قائلا: التطوير لم يبدأ الآن ولكنه بدا منذ فترة.

من جانبه، قال النائب خالد عبدالمولى، عضو اللجنة أن هدفنا من الجولة الإطلاع على موقع الحادث والخروج بتوصيات للخروج من الأزمة، مشيراً إلى أنهم طالبوا بوجود سائق مساعد، وتفعيل وسائل الأمان مثل الإطفاء الذاتى فى المحطة والعربات.

وأضاف عبد المولى، أن اللجنة طالبت بتفعيل دور معهد وردان المسئول عن إعداد الكوادر البشرية، وكذلك العمل على حل مشكلات العاملين، مشيرا إلى أن اللجنة ستقوم بكتابة تقرير كامل عن الزيارة وعرضه على البرلمان.

وضم الوفد البرلمانى برئاسة النائب هشام عبد الواحد، كل من النواب رزق راغب ومحمد عبد الله زين، وخالد عبد المولي، محمد بدوى دسوقى، محمد قرقر، سامح خليل، أحمد الخشب.