دائما ما تحمل فترة حكم جماعة الإخوان وما قبلها، الكثير من الأسرار، وكيف سعت جماعة الإخوان لاستقطاب كافة الهيئات والمؤسسات لها سواء من خلال محاولة تدمير تلك المؤسسات أو اختراقها، وكان من بينها جمعية أنصار السنة المحمدية.
وفى كتاب "آثر السرورية على الثورات العربية" يكشف فيه الكاتب الشيخ "عادل السيد"، وهو أحد أعضاء مجلس إدارة جمعية أنصار السنة المحمدية، حيث يسرد فى كتابه تفاصيل وأسرار تنشر لأول مرة حول كيف اخترق الإخوان جمعية أنصار السنة المحمدية، وكيف ساهم عبد الله شاكر فى هذا الأمر.
الكاتب يذكر السبب الذى دفعه إلى نشر هذا الكتاب هو استقالة مسببة تقدم بها لمدلس إدارة جمعية أنصار السنة المحمدية وذلك بعد أن قام رئيس الجمعية الدكتور عبد الله شاكر بتوريط الجمعية فى بيانات سياسية قدرت من مجلس ما يسمى بـ"شورى العلماء" الذى كان يترأسه وكم نصحنا له بعدم إدخالنا فى هذه المعارك السياسية التى لا ناقة فيها ولا جمل كمال يقال بل هى تضر الدعوة فضلا عن كونها مخالفة تماما لمنهج أعل السنة والجماعة الذى أنشئت الجمعية على أساه كما أراده لها مؤسسوها الفضلاء.
ويتابع الشيخ عادل السيد فى كتابه: لما تدارس أعضاء مجلس الإدارة استقالته وجدوها تمثل الوجهة الشرعية الصحيحة مما جعل بعض أعضاء مجلس الإدارة وهو الشيح جمال عبد الرحمن الذى كان يشغل حينها منسق مجلس ما يسمى "شورى العلماء" يخبره بأنه قام بتصوير انتقاداته لبيانات شورى العلماء الخاصة بعزل محمد مرسى وتوزيعها على طلاب العالم فى مسجده بمحافظة الشرقية وأخبره أنه قال للشباب الذى يريد الخروج فى مظاهرات الإخوان أقرءوا هذه الرسالة وقال فى نص استقالته إنه قرر تقديم استقالته من مدلس إدارة جمعية أنصار السنة المحمدية نظرا لانحراف رئيسها وبعض أعضاء المجلس عن أصول أهل السنة والجماعة وعن القانون المنظم للجمعيات والذى على أساسه صرح للجمعية من الجهات المسؤولة من الدولة بمباشرة أعمالها الدعوة.
ويقول عادل السيد: اتضح أن الدكتور عبد الله شاكر رئيس جمعية أنصار السنة لا يستطيع أن يبيض وجهه مهما حاول المحيطون به لأن تبيض الصفحة لا يكون إلا بالأسلوب الشرعى الصحيح لا بالمداراة ولا بالأساليب السياسية وإنما بالاعتراف بالخطأ وبيان الحق والدعوة إليه والتحذير من المناهج المخالفة ومن أصحابها فماذا يستفيد الإنسان إذا كسب الناس جميعا وخسر دينه لذلك أصررت على موقفى لأننى رأت الدكتور فى واد وما نقوله ونأخذه عليه فى واد أخر والغريب أن الذين يوافقوننى من أعضاء مجلس الإدارة لم يتخذوا موقفا إيجابيا يصلح الجمعية ويجبنها الشرور التى تحيط بها، ولذلك قررت الابتعاد تماما بعد أن بذلك ما أظن أنه غاية النصح حتى أصبحت عبئا عليهم فإذا جالسونى اعترفوا بأخطاء الرجل وبأنه أورد الجمعية فى المهالك وإذا طالبتهم باتخاذ موقف إيجابى لصالح الجمعية طالبونى بالتمهل والرفق بالرجل.
وقال أحد أعضاء مجلس إدارة جمعية أنصار السنة المحمدية، إن خطابا عبد الله شاكر أكبر من أن تحتمل فهى ليست أخطاء اجتهادية وإنما هى تخطيط منظم لاختطاف جمعية أنصار السنة لتصبح خلية من خلايا الإخوان السرورية فهو جاء لتنفيذ هذا المخطط السرورى فهذه هى الحقيقة التى ينبغى أن يفهمها أعضاء الجمعية ، حيث كثرت فروع الجمعية فهذا الفرع تابع لحزب النور وذاك الفرع تابع للجماعة الإسلامية والآخر تابع للإخوان والرابع تجتمع فيه كل الأفكار
وتابع الشيخ عادل السيد: أنا أعرف فرعا فى الجيزة من أكبر فروع الجمعية كان مأوى لكل الأفكار حيث يخطب فيه عاصم عبد الماجد ومصطفى سلامة ويضعون عليه لافتات لحزب الحرية والعدالة ويقومون بتوزيع اللحوم والأقمشة فى الانتخابات لصالح الإخوان ، فهذا حدث فى عهد عبد الله شاكر .
تحدث عماد السيد عن مناهج هذه الجمعية قائلا: إن معاهد أنصار السنة كان يدرس فيها محمد عبد المقصود الداعية السلفى الموالى للإخوان وسيد العربى عقيدة، فأخلت الجمعية من علماء قادرين على تدريس العقيدة حتى يسند الأمر إلى مشايخ الخوارج من التيار السرورى بل ومن التكفيريين أيضا، أما منابر مساجد الجمعية فقد عشش فيها المبتدعة والخوارج ، فمسجد التوحيد برمسيس كان يخطب فيه محمد عبد المقصود وسيد العربى والإخوانى جمال عبد الهادى أمام المسؤول عن المسجد كان فوزى السعيد ، فلقد تم الأمر بعدما بيت بليل منذ أن قرر الإخوان اختراق الجمعية عن طريق عبد الرحمن عبد الخالق الإخوانى المتسلف، وبلغ الاختراق أوجه حينما وصل عبد الله شاكر إلى رئاسة الجمعية، وفى 25 يناير 2011 كشف الرجل عن وجهته وقام بفرض محمد يسرى إبراهيم رجل السرورية فى مصر على الجمعية فرضا فأدخله مجلس علماء الجماعة وأصلح له مقالة ثابتة فى المجلة وأصبحت كتبه التى تدعو إلى التكفير توزع فى الجمعية بآلاف النسخ منها.
ويقول الكاتب: ولما جاءت ثورة 30 يونيو وأزيح الإخوان عن الحكم وجد عبد الله شاكر نفسه فى مأزق شديد فماذا يفعل أشار عليه المنتفعون بوجوده أن يقوم بغسل يديه مما اقترفته ولكن للأسف لم يستطع أن يخدع الآخرين مرة أخرى فلقد كان حجم الجرم أكبر من أن يغسل بحوار فى مجلة التوحيد التابعة للجمعية، فالرجل يريد أن يظل فى نفس المكان بأى طريقة وبأى أسلوب.
ووجه الكاتب رسالة إلى عبد الله شاكر قائلا: لقد استطعت أن تقضى على الجمعية كما أراد لها الإخوان ذلك، وسيكتب فى التاريخ أنك الرئيس العام للجمعية الذى كان سببا فى ضياعها وسقوطها ، فقد وجدت المخلصين ينفضون عن الجمعية وبقى فيها للأسف أصحاب المصالح الذين لا يعنيهم منهج الجمعية من قريب أو بعيد وبعض من يتسوى لديهم الطيب بالخبيث ، فلقد كان الفكر المسيطر على الجمعية ودعاتها وكتاب المجلة بل والموظفين بعد 25 يناير 2011 هو الفكر القطبى ، وكنا نمثل بينهم نشازا وكم عانينا فى مناقشاتنا معهم حتى بُحت صوتنا ومرضت حناجرنا وقلوبنا.
ويتابع الشيخ عادل السيد: ما كان يحدث كان يتم بتخطيط من الإخوان للقضاء على جميع الهيئات الأخرى، فإما أن تدمر وإما أن تنضم إليهم عن طريق اختراقها وذلك ما حدث معنا منذ اختراق الجمعية عن طريق عبد الرحمن عبد الخالق وجمعية إحياء التراث فعلو ذلك بجمعية العزيز بالله منذ زمت بعيد وفعلوه مع أنصار السنة والغريب أن القطب السرورى محمد يسرى بمجرد نشوب أحداث 25 يناير إذا به يقفز مرة واحدة إلى منصبين عضو مجلس علماء جمعية أنصار السنة المحمدية، ورئيس مجلس شورى الدعوة السلفية بالإسكندرية، وذلك فى الوقت الذى أسس فيه كيان "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح"، والتى تم توريط عبد الله شاكر فى تأسيسها فأصبح اسمه لصيقا بالأسماء خيرت الشاطر وطارق الزمر وصفوت حجازى ومحمد عبد المقصود، وهى مجموعة من عتاة الإرهابيين كيف يوضع معها الرئيس العام لجمعية أنصار السنة المحمدية وكيف يقبل ذلك .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة