من الجمل الشهيرة عن تراث مصر أنها تملك ثلث آثار العالم، معظمها لا يزال مدفونًا تحت الأرض، وقليل منها خرج إلى السطح، وهذا الخروج تم بأشكال مختلفة، منها ما تولته المؤسسات متمثلة فى البعثات الأثرية باتفاق مع الدولة، ومنها ما تم عن طريق الأهالى، وهذا له شكلان أيضًا، الأول مصادفة سعيدة، والثانى عن طريق الحفائر المحرمة.
وفى التقرير التالى نعرض لبعض الاكتشافات الأثرية التى جاءت عن طريق الأهالى:
الحفائر المحرمة:
فى سوهاج تم العثور على 21 قطعة أثرية تعود للعصر الفرعونى، بعد القبض على 4 أشخاص بسبب التنقيب عن الآثار، وذلك فى 17 يناير من العام الحالى.
وفى 19 ديسمبر تم القبض على شخصين وبحوزتهما بعض القطع الأثرية بقصد الإتجار، نتيجة الحفر والتنقيب عن الآثار، فى البحيرة.
وفى 10 يوليو 2018، عثر تشكيل عصابى على مدينة أثرية بالمنيا تضم مخزونًا أثريًا كبيرًا حاولوا نهبه، وتم القبض عليهم وبحوزتهم 484 قطعة أثرية، والمدينة الأثرية ترجع للعصر اليونانى الرومانى وبها العديد من المقابر الأثرية المنحوتة فى الصخر وتمتد على طول 2كم وبعرض 600 متر.
مدينة أثرية بالمنيا
وفى 1 أكتوبر 2018، تم العثور على 3 مقابر أثرية ملونة خلال أعمال تنقيب تمت من خلال 3 أشخاص، بسوهاج، حيث تبين قيامهم بالحفر والتنقيب عن الآثار بالمنطقة، والعثور على حفر يؤدى إلى 3 مقابر أثرية ملونة يرجع تاريخها للعصر الفرعوني، وبها كمية من العظام لمومياوات فرعونية.
وفى 6 أغسطس 2017، تم العثور على مقبرة الملك سيتى الثانى، أثناء قيام فلاح بالبحث عن الآثار أسفل منزله بالمنيا، واستخرج منها بعض القطع الأثرية وذلك بعد حفر حفرة مستطيلة الشكل 8/4 بعمق 4 أمتار، وضبط 18 قطعة أثرية عبارة عن لوحه جدارية من الحجر الجيرى بأبعاد 70/40 عليها نقوش هيروغلفية تمثل خرطوشا ملكيا للملك سيتى الثانى، ولوحه جدارية من الحجر الجيرى بأبعاد 30/20 سم عليها رسم لمفتاح الحياة، ومائدة قرابين بأبعاد 40/60 سم بعمق 20سم، ومطحن من الحجر الجيرى بمقبضين بارتفاع 90 سم وقطر الفوهة70سم، و14 أنية فخارية مختلفة الأشكال والحجم.
وفى 10 ديسمبر 2014، تم العثور على مقبرة أثرية خلال تنقيب 14 شخصًا عن الآثار داخل أحد العقارات بالإسكندرية وضبط بحوزتهم قطع أثرية نادرة، وتبين أيضًا أن الحفر الذى قاموا به على عمق 20 مترًا وصلوا من خلاله إلى مقبرة أثرية، حيث أفادت منطقة آثار الإسكندرية، آنذاك بأن الحفرة تؤدى إلى حجرة دفن أثرية منحوتة بالصخر بها فتحات دفن وشكل جاملونى تشبه مقبرة كوم الشقافة الأثرية، وقد تمت إحالة جميع المتهمين إلى النيابة التى تولت التحقيق وأمرت بسرعة ضبط باقى المتهمين.
أما الحادثة التى كشفتها الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار اليوم بالقرب من منطقة أهرامات الجيزة، فبتفتيش المسكن تبين عدم تواجد المتحرى عنه، وعُثر بداخل المسكن على حفرتين الأولى بشكل مستطيل بأبعاد 1م × 1,5م وعمق 1,5م يصل لممر مُستعرض طوله 1,5م تقريباً يؤدى لغرفة منحوتة فى الصخر بمساحة 2م×2,5م تقريباً، لها باب وهمى أسفله بئر منحوت فى الصخر غير مكتمل والثانية: على شكل مستطيل بأبعاد 1م × 1,5م وعمق 4م تقريبًا يؤدى لممر طوله 1م يصل إلى بهو مستعرض بمساحة 5م × 2 م على جدرانه (6) تماثيل جدارية منحوتة فى الصخر مُهشمة الرأس وبعض الأرجل، كما تبين وجود إناء فخارى بحالة سيئة مُهشم الفوهة، وتم ضبط الأدوات المستخدمة فى الحفر.
الصدف السعيدة
حجر رشيد
جاء الاحتلال الفرنسى لمصر عام 1798م بقيادة نابليون بونابرت، وقد رست مراكب الحملة بمدينة الإسكندرية واستمرت بالتقدم عبر مدينة رشيد وهى إحدى مدن محافظة البحيرة، وبينما كان أحد الضباط الفرنسيين ويدعى بيير فرانسوا بوشار يقوم بحفر خندق عثر على هذا حجر رشيد عام 1799م، وقد تم الإعلان عن هذا الاكتشاف فى الصحيفة التى كانت تصدرها الحملة لمقاتليها .
تم نقل الحجر بعد ذلك إلى المجمع العلمى الذى أسسه نابليون بونابرت من مجموعة من العلماء الفرنسسين الذين أتوا مصر مع الحملة الفرنسية، وظل الحجر هناك دون التوصل إلى فهم الكتابات المنقوشة عليه حتى رحيل الحملة الفرنسية عن مصر وذلك فى عام 1801م .
حجر اللحمة فى المحلة الكبرى
سنوات طويلة لا يعرف أحد عددها، اعتاد الجزارون فى سوق السمين بمحلة «أبو على» بالمحلة الكبرى بالغربية، تكسير وتقطيع لحمة الرأس والكوارع، وتقطيع الكرشة على حجر ضخم، كان من علامات السوق، الصدفة وحدها كشفت أن الحجر أثرى منذ آلاف السنين، يعود للعصر البطلمى.
وبالفعل تبين أن الحجر يعود للأسرة الفرعونية الثلاثين، وكان يتواجد بمدينة «سمنود» التى كانت عاصمة مصر حينها، كما أن الأسرة الثلاثين تعتبر نهاية عصر الأسرات الذى تلاه عصر «الإسكندر المقدوني» وحقبته مختلفة تمامًا عن الحقب الفرعونية.
معبد كامل لـ«تحتمس الثالث»
قادت الصدفة بقرية ميت رهينة بمنطقة «تل العزيزية» المواطن «محمد عبد النبى» أثناء حفره لتركيب "طلمبة"، وبالبحث والتنقيب تم العثور على تمثال جرانيت لأحد قادة جيوش العصور الوسطى من منطقة حوض الملك العزيز بجوار حوض السيدة «زليخة»، وتم العثور على 5 لوحات أثرية من عمق 10 أمتار.
عنزة عبد الرسول تكتشف خبيئة الدير البحرى
شردت عنزة عبد الرسول من القطيع فى جبال الدير البحرى عام 1871، وحينما حاول صاحبها استعادتها عثر على البئر التى قادته إلى الكشف عن مومياوات وعتاد جنائزى لأكثر من خمسين فرعون مصرى، محققًا أعظم كشف أثرى فى القرن التاسع عشر، وسمى الكشف بخبيئة الدير البحري.
حمار حسين عبد الرسول ومقبرة توت عنخ آمون
كان حمار الصبى حسين عبد الرسول، وهو من ذات العائلة التى كشفت عن خبيئة الدير البحري، الذى كان يحمل عليه جرار الماء للعمال، دخل إلى الوادى حاملاً المياه ووراءه الصبى يمشي، وابتعد الحمار عن المكان الذى يعمل فيه العمال اتقاء الأتربة والضوضاء، وتوقف فى مكان ظليل، وبينما يحاول الصبى حسين عبد الرسول تمهيد الأرض لوضع جرار الماء يعثر على أول درجات السلم التى قادت هيوارد كارتر إلى الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون.
مقابر الكتاكومب بكوم الشقافة
فى يوم الجمعة الموافق 28 سبتمبر عام 1900 يختفى حمار السيد منصور السيد بينما هو يقوم بتحميل عربة الكارو بالأحجار المتناثرة بمنطقة كوم الشقافة الأثرية بالإسكندرية؛ حيث سقط الحمار فى بئر عميقة ليكشف عن مقابر الكتاكومب بكوم الشقافة.
وادى المومياوات الذهبية بالواحات البحرية
فى صيف عام 1997 كانت الواحات البحرية على موعد مع كشف أثرى مذهل؛ حيث كان الشيخ عبد الموجود حارس معبد "الإسكندر الأكبر" يهم بالعودة إلى منزله بعد انتهاء نوبة عمله، لكنه لاحظ أن حماره غير موجود وعندما ذهب ليستطلع الأمر وجد أن قدم الحمار سقطت فى حفرة بالأرض، وعندما نظر داخلها وجد وجوهًا من الذهب تنظر إليه مبتسمة! وكانت تلك هى بداية الكشف عن وادى المومياوات الذهبية بالواحات البحرية.
المومياوات الذهبية بالواحات البحرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة