دعوة للتسامح تطلقها دولة الإمارات اليوم من أرضها حيث يستقبل الشيخ محمد بن زايد غدا البابا فرانسيس بابا الفاتيكان استقبالا رسميا بقصر الرئاسة ، حيث قد وصل مساء أمس من روما فى زيارة تستغرق يومين إلى أبو ظبى وهى الزيارة التى أطلق عليها زيارة القرن فللمرة الاولى يزور بابا الفاتيكان منطقة الخليج.
تشهد الزيارة اهتماما غير مسبوق وتحظى بتغطية كبريات وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية حيث أعلن المجلس الوطني للإعلام عن مشاركة أكثر من إعلاميا يمثلون 30 بلدا حول العالم لتغطية فعالياتها.
وكشف المجلس الوطنى للإعلام بأبو ظبى عن تجهيز مركز إعلامي متكامل مزود بأحدث التقنيات ووسائل الاتصال لتمكين ممثلي وسائل الإعلام العالمية من تغطية فعاليات الزيارة بكل يسر وسهولة، وتقديم حزمة من التسهيلات لجميع الإعلاميين المشاركين في تغطية الزيارة ومن بينها تأمين أماكن إقامة قريبة من الحدث وتوفير وسائل نقل خاصة بين مقر إقامتهم ومواقع الفعاليات.
ويتضمن برنامج الزيارة لقاء خاصا لقداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وأعضاء مجلس حكماء المسلمين في مسجد الشيخ زايد الكبير، ثم ينتقل قداسته للمشاركة في "لقاء الأخوة الإنساني" في صرح زايد المؤسس حيث سيلقي كلمة خاصة بالمناسبة.
ويزور البابا فرنسيس كاتدرائية أبوظبي، ثم ينتقل إلى مدينة زايد الرياضية لإقامة القداس الذي يتوقع أن يحضره أكثر من 135 ألف شخص، على أن تختتم الزيارة بمراسم توديع رسمية في مطار أبوظبي الدولي.
من جانبه اعتبر البابا صفحة جديدة من تاريخ العلاقات بين الأديان والتأكيد على الأخوة الإنسانية ووصف الإمارات بأرض الازدهار والسلام، ودار التعايش واللقاء، فى رسالة وجهها عبر الفيديو للعالم ، موجهاً التحية للشعب الإماراتي قائلاً: "أستعد بفرح للقاء وتحية عيال زايد في دار زايد" .
وتزامنا مع الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى الدولة وهي الأولى من نوعها إلى شبه الجزيرة العربية، والتى تجسد الدور الرائد الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة كعاصمةً عالميةً للتسامح والأخوة الإنسانية، انطلقت اليوم في أبوظبي فعاليات المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمشاركة قيادات دينية وشخصيات فكرية وإعلامية من مختلف دول العالم، بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر وأهميته ومُنطلقاته وسبل تعزيزه عالمياً.
يستمر المؤتمر يومين، و يشتمل على6 ورش عمل تناقش مختلف القضايا المتعلقة بقبول الآخر ومعوقات ذلك ، تنتهى فعاليات المؤتمر ببيان ختامى يلقيه الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين غدا .
يسعى المؤتمر إلى التصدي للتطرف الفكري وسلبياته، وتعزيز العلاقات الإنسانية بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، تقوم على احترام الاختلاف، وتساهم في إعادة بناء جسور التواصل والتعارف والتآلف والاحترام والمحبة، ومواجهة التحديات التي تعترض طريق الإنسانية للوصول إلى الأمان والاستقرار والسلام وتحقيق التعايش المنشود.
ويهدف المؤتمرإلى إرساء قاعدة جديدة للعلاقات بين أتباع الأديان والعقائد تقوم على احترام ثقافة التعدد والاختلاف وتوطيد أواصر الأخوة بين الناس وبناء الثقة المتبادلة ومواجهة التحديات التى تعيشها الإنسانية وتواجهها لتحقيق السلام والازدهار.
ويتضمن المؤتمر العديد من الجلسات العلمية وورش العمل والتي تناقش عدة محاور، الأول تحت عنوان منطلقات الأخوَّة الإنسانية، الداعية إلى إرساء ثقافة السلم، وترسيخ مفهوم المواطنة، ومواجهة التطرف الديني من منطلقات واقعية لتحقيق الأخوة الإنسانية المنشودة. كما سيتطرق المؤتمر في محوره الثاني إلى إعلاء مسؤولية حكماء الشرق والغرب في تحقيق السلام العالمي المبني على أسس الأخوة الإنسانية، والتركيز على الدور الكبير المنوط بالمنظمات الدولية والإنسانية في تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية. وسيناقش المؤتمر في يومه الأخير التحديات والفرص التي تواجه الأخوة الإنسانية ودعم المبادرات الداعية لإرساء ثقافة التآخي في مختلف المجتمعات الإنسانية.
من جانبه قال الدكتورسلطان فيصل الرميثي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، "إن انعقاد المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية في عام التسامح الذي أعلنته الإمارات في 2019، وبالتزامن مع الزيارة التاريخية المشتركة لقداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر يرسخ مكانة الإمارات منصةً عالميةً للتلاقي والحوار والتعايش الإنساني، بفضل مبادئ التعايش والتسامح الحاضرة في واقعها اليومي، إذ يعيش على أرضها، في تناغم، مقيمون من 200 جنسية من مختلف الأديان والعقائد والخلفيات الثقافية"..
وأكد الرميثى، أن كافة الأديان والعقائد تدعو إلى الأخلاق والرقي بالإنسانوإعداده إعداداً صحيحاً، روحياً وفكرياً ومادياً، كونه اللبنة والركيزة الأساسية لبناء المجتمعات الإنسانية المتقدمة والمتحضرة والمتسامحة، ولذا يسعى المؤتمر إلى إبراز القيم المشتركة بين الأديان والعقائد بما يعود بالخير على الإنسانية.
قال الدكتور أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية ؛ فى كلمته أمام المؤتمر العالمى للأخوة الإنسانية ، إن القرآن الكريم خاطب البشرية جمعاء، ان الاسلام والمسيحية عبرتا حاجز المكان والزمان ورسالتهما تخاطب الإنسانية بلا تمييز أو تفرقة .
وأضاف أن الإمارات قدمت تجربة فريدة فى استيعاب عدة جنسيات يتعايشون فى سلام.
وأكد ألا يوجد دين يحض على التطرف أو العنف وغالبية ضحايا القرن العشرين راحوا فى حروب ليس لها علاقة بالدين مثل الحرب العالمية الأولى ، فالتطرف جرثومة يمكننا أن نغلبها بالاخاء والتسامح .
وهناك ٣ شخصيات جمعتهم الرؤية الإنسانية هم الرئيس أنور السادات والزعيم نلسون مانديلا والشيخ زايد انهم أناروا الطريق للأجيال التى تلتهم بأهمية النظرة الانسانيةوقيمة التآخى.
من جانبها عبرت نورة الكعبى وزيرة الثقافة الإماراتية عن تقديرها للجهود التى تبذلها وزيرة الهجرة نبيلة مكرم ، وأكدت فى جلسة منطلقات الأخوة الإنسانية التى تعقد ضمن فعاليات المؤتمر العالمى للأخوة ؛ أنها تفخر بالأداء الإنسانى والنهج الإنسانى الذى تتبعه الدكتورة نبيلة فى عملها موضحة أن العالم العربى أجمع يشعر بهذه الجهود
وأوضحت أن مفهوم الأخوة يتطلب ارساء مبدأ ثقافة السلم وترسيخ مفاهيم المواطنة وإعادة بناء جسور التواصل الانسانى والتعاون المثمر وأوضحت الكعبى .
وطرحت الكعبى تساؤلا حول كيفية خلق سبل لتعزيز التواصل ونشر ثقافة قبول الاخر ، ونجاح مفهوم التآخى يقاس بمدى قوة تعاون الجميع والتزامهم بواجباتهم لإنجاح هذه العلاقة من أجل مصلحة الإنسانية .
وأضاف الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين:"نحن على ثقة أن هذا المؤتمر سيشكل منصة عالمية مثالية للحوار الإنساني، تنبذ ثقافة الكراهية والانعزال وتجمع مختلف الأديان السماوية والعقائد تحت سقف واحد، وتؤكد على أن الأخوة الإنسانية مسؤولية مشتركة للجميع، وتدعوإلى التعقل والحكمة في التعامل فيما بيننا كبشر، وتُرسي ثقافة السلم والحوار والمواطنة والتعايش المشترك باختلاف الثقافات والأطياف والمشارب".
من جانبها قالت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن مصر والإمارات نموذج يحتذى فى التسامح وقبول الآخر والخبرات المشتركة فى مجال إعلاء القيم الإنسانية وقد اقترحت وضع استراتيجية عربية تحت مظلة الجامعة العربية لإعلاء قيمنا العربية الأصيلة وقبول الآخر ويعد المؤتمر حدثا تاريخيا خاصة أنه يتزامن مع زيارة الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان.
وأكدت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج أن مفهوم الأخوة الإنسانية واقع يتحقق فى كافة ملفات وزارة الهجرة ،خاصة أن الوزارة تعنى بالملفات الإنسانية كأساس لى منطلق اقتصادى أو ثقافى، وأوضحت أن التعامل مع المصريين بالخارج بتنوعهم المهنى والمكانى والعمرى هو نوع من الإيحاء الإنسانى الذى دفع القيادة السياسية إلى اعادة وزارة الهجرة بعد ٢٠ عاما من إلغائها.
فالسبب من وجود وزارة للمصريين بالخارج هو منطلق انسانى لرعايتهم والاهتمام بهم وتلبية طلباتهم والتحرك عند تعرضهم لأى موقف حتى لو فردى ودمجهم فى جهود التنمية وربطهم بالوطن ،وكلها مفاهيم إنسانية.
وروت الوزيرة الموقف الأخير الذى أظهر ترابط المصريين بالخارج بما يحدث بوطنهم، فى إشارة إلى حادث العامل البسيط فى حى البساتين الذى ضحى بحياته ليحمى سيدة تعرضت للتعدى، دون النظر إلى اختلاف ديانتهم، وهو مدافع مجموعة من الشباب المصرى بالخارج إلى إطلاق حملة تبرعات لدعم أسرته وابنته الصغيرة دنيا، كل تلك المواقف إنسانية.
من جهته قال الأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة، فى كلمة ألقاها نيابة عن البابا تواضروس الثانى بطريرك الكرازة المرقسية أمام مؤتمر الأخوة الانسانية المنعقد فى أبو ظبى، أن الإمارات قدمت نموذجا يحتذى فى ترسيخ قيم التسامح والتقارب بين الشعوب فهى تحتضن عدة كنائس وتتيح الفرصة للجميع لممارسة الشعائر الدينية.
وأضاف فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن الرئيس السيسى يعمل بنفس الاتجاه للتقارب مع الآخر، وأكد أن زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان مهمة جدا خاصة أنها تأتى فى إطار عام التسامح الذى أطلقته الإمارات، وعلى أرضها نجحت فى تطبيق مبدأ التسامح والتعددية وأصبحت تحتضن أكثر من 200 جنسية فأعطت أفضل مثال لقبول الآخر ويعتبر الشيخ زايد أول من نادى بالأخوة الإنسانية بين الشعوب وأبناءه ينهجون نهجه، وتأتى زيارة البابا تأكيدا لدور الإمارات الرائد فى نشر قيم التسامح، وتأتى زيارته دفعة قوية لتأييد مبادرة عام التسامح، والبابا تواضروس قد كتب مقالا خصيصا عن أهمية هذا الحدث.
وأضاف أن الشيخ زايد كان ممتلئا بالخير ويحب الانسانية ونلمس صفاته فى شعب الامارات لذلك نتقدم للدولة بالشكر لرعايتها للجالية المصرية واستضافتها لهذا المؤتمر.
وأوضح أن الرئيس السيسى يحب ويرعى الجميع دون تمييز حيث افتتح مسجد العليم وكاتدرائية الميلاد المجيد بالعاصمة الإدارية الحديدة وهذا يدلل على أن المجتمع سواسية، وعلى الجميع اتباع ثقافة قبول الآخر حتى نتغلب على الصراعات.
وتعد زيارة بابا الفاتيكان زيارة تاريخية يصاحبها العديد من الفعاليات وهى إحدى المحطات المهمة التى تجسد التزام دولة الإمارات بتعزيز حوار الأديان والقيم المشتركة بينها مثل التسامح والتعايش السلمى بين كل البشر من جميع الديانات والعقائد.
وقد وقع اختيار كل من قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة هذا اللقاء التاريخى بينهما، ليطلقان منها دعوتهما للتسامح أمام العالم أجمع.
يتضمن جدول الزيارة، مجموعة من الفعاليات والأنشطة المكثفة، فمن المقرر أن يقوم قداسة البابا بإحياء قداس فى استاد مدينة زايد الرياضية فى العاشرة والنصف من صباح يوم الخامس من فبراير، بمشاركة أكثر من 135 ألف شخص من المقيمين فى دولة الإمارات ومن خارجها ومن المتوقع أن يكون هذا القداس أحد أكبر التجمعات فى تاريخ دولة الإمارات حتى الوقت الراهن.
تفتخر دولة الإمارات، منذ تأسيسها، بتعزيزها لقيم التعايش والتسامح بين جميع المقيمين على أرضها من الجنسيات والأديان والخلفيات العرقية المتعددة ويشهد تنظيمها لهذا الزيارة على القيم الإماراتية المبنية على التعايش السلمى والتسامح فى إطار تعزيز مكانتها كمنصة عالمية للحوار والتآخى والتضامن الإنسانى.