تعددت قصص الشباب والفتيات فى قرى ومدن محافظة كفر الشيخ، الذين واجهوا ظروفهم، وغيروها بأيديهم، ولم ينتظروا وظيفة حكومية ليوفروا لأسرهم قوت يومهم.
ومن بين هؤلاء سيدة متزوجة من ابن خالتها، وأنجبت طفلتين، حاصلة على ليسانس الآداب قسم فلسفة جامعة كفر الشيخ، وحصلت على تمهيدى ماجستير، وزوجها يعمل نجارًا، ولم تجد وسيلة لمساعدة أسرتها إلا تبنى مشروع صغير لعله يساعد فى احتياجات أسرتها، فقررت فتح مكتبة بقريتها شباس الشهداء التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وحصلت على قرضين متتاليين بـ36 ألف جنيه لإقامة مكتبة من جهاز تنمية المشروعات.
حنان صبحى زكى عبد الشهيد 29 سنة من قرية شباس الشهداء مركز دسوق قالت لـ"اليوم السابع"، إنها حرصت على التعليم لتكون فى مكانة متميزة وتخدم نفسها ومجتمعها، وتحصل على وظيفة حكومية، فى مجال تخصصها، ولا تكون مثل الآلاف الذين حصلوا على الليسانس وعلقوه فى صالونات منازلهم، ولكنها لم تجد يدًا تمتد لها لتساعدها فى تحقيق هدفها وتأمل أن تجد تلك المساعدة، لتعلم طلاب المدارس ما تعلمته طوال فترة دراستها بالكلية، بعد حصولها على المؤهل العالى عام 2010، ولم تجد مفرا إلا تبنى مشروع، وتمكنت بالفعل من تأسيسه من خلال قرضين.
وأضافت حنان، عندما تفرض الظروف على شخص ما، فإما أن يستسلم للأمر الواقع أو يتحدى تلك الظروف وهذا ما فعلته خاصة بعد وفاة والدها رحمه الله، تاركاً 4 أشقاء فى مراحل التعليم المختلفة ووالدتها، فتحملت المسئولية وبعدها تزوجت من ابن خالتها، وأنجبت منه بنتين الأولى 6 سنوات والثانية 4 سنوات، يعانيان من نقص فى التمثيل الغذائى وتحتاجان لعلاج، وتحاول بقدر استطاعتها توفيره لهما، متمنية أن تجد المساندة .
وتابعت حنان، أنه أمام تلك الظروف التى مرت بها من وفاة الوالد ووجود أشقاء صغار، وبعدها زواج وإنجاب طفلتين قررت فتح مكتبة وحصلت على قرضين بـ36 ألف جنيه من جهاز تنمية المشروعات، ووجدت تعاونا كبيرا وتحمسا شديدا من القائمين على الجهاز لمساعدتها فى الحصول على القرضين، وأدارت هذا المشروع بنجاح كبير بمفردها، وحرصت على مواصلة دراستها وحصلت على دبلومة، وتمهيدى الماجستير بجانب عملها للبيع بالمكتبة للإنفاق على أسرتها البسيطة، وتوفير احتياجات ابنتيها، وزوجها المريض، مطالبة الشباب بعدم الاستسلام بسهولة ومواجهة الظروف القَهرية الصعبة والعمل بجد واجتهاد، للبحث عن قرض من جهاز تنمية المشروعات للبدء فى مشروع يدر عليهم وعلى أسرهم ما يسد احتياجتهم، بدلا من انتظار الوظيفة الحكومية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة