بمناسبة اليوم العالمى للسرطان الموافق 4 فبراير من كل عام، كشف الدكتور حاتم أبو القاسم عميد المعهد القومى للأورام جامعة القاهرة، فى حوار خاص لــ "اليوم السابع"، أن المعهد يستقبل 25 ألف مريض جديد سنويا، ويتم علاج المرضى مجانا من خلال ميزانية جامعة القاهرة والتى تغطى 30% من ميزانية المعهد، و70% من خلال التبرعات، موضحا أن اكثر الأورام انتشارا فى مصر هو سرطان الثدى فى السيدات، والذى تصل نسبته حوالى 32% من مجموع السرطانات، وسرطان الكبد فى الرجال الذى تبلغ نسبته 30% بين الرجال.
وأكد أبو القاسم، على أن نسب السرطانات فى مصر تبلغ 115 ألف حالة جديدة مصابة بالسرطان سنويا، وقد تم تخصيص مستشفى التجمع الاول لعلاج سرطان الثدى وجراحاته المتخصصه، ومركز أورام دار السلام، لاستقبال الأطفال المصابين بالسرطان وعلاجهم، حيث يعالج المعهد الكبار والأطفال، وسيصل المعهد قريبا إلى 1000 سرير بعد التوسعة التى ساهمت فيها جامعة القاهرة، وحاكم امارة الشارقة الشيخ سلطان القاسمى عام 2017 بعد تدشين دعم المعهد داخليا بقيمة 350 مليون جنيه.. وإليكم نص الحوار ..
س: كم عدد المترددين على المعهد القومى للأورام؟
*معهد الأورام يعتبر صرحا للتعليم، والتدريب، والبحث العلمى، وأكبر مؤسسة تعليمية بحثية فى مجال الأورام، تأسس منذ عام 1950، حيث تم إنشائه عام 1968، والمعهد القومى للأورام يتردد عليه 300 ألف مريض سنويا، و25 ألف مريض جديد سنويا، نسب حدوث الأورام تتراوح ما بين 114 إلى 116 لكل 100 ألف مواطن أى أن حجم المشكلة فى مصر 115 ألف مريض جديد سنويا موزعين على مصر، وبه أكثر من 700 عضو هيئة تدريس.
س: كم سرير بالمعهد وهل يكفى لاستقبال المرضى من جميع مصر؟
*المعهد كان به 200 سرير فى المبنى الشمالى لخدمة المرضى، وأضفنا المبنى الجنوبى فى التسعينات، فأصبح لدينا حوالى 600 سرير، وحدث تصدع بالمبنى الجنوبى، وتم اخلائه عام 2010، فأصبح عدد الأسرة 220 سريرا فقط، وتم إجراء بعض المناقصات لدعم المبنى، ونظرا للأحداث التى حدثت خلال هذه الأعوام، تم الانتهاء منه عام 2018، واستلمته شركة لإنهاء المشروعات التى يقوم بها المعهد، وبدعم من رئيس الجمهورية بتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لإنجاز التوسع فى مشروع " 500500"، بعد تشكيل لجنة هندسية من جامعة القاهرة، ، وحدث تدخل سريع، وحل المشكلة بالاستعانة بالدكتور حسين خالد وزير التعليم والبحث العلمى الأسبق، وتم إسناد مستشفى التجمع الأول لملكية معهد الأورام، والتى كانت مستشفى جراحات اليوم الواحد التابع لوزارة الصحة، بواقع 100سرير، وفى الفترة التى جهزنا فيها المستشفى داخليا كان الأطباء يقومون بإجراء الجراحة فى مستشفى الطلبة، و قصر العينى، وحدث توأمة أيضا بين المعهد، ومركز أورام دار السلام، والتى كانت تسمى مستشفى "هرمل" على بعد 300 مترا من المعهد، حيث أخذنا دور كامل لصالح الأطفال المصابين بالسرطان من 80 سرير، و20 سرير رعاية مركزة، وأصبح لدينا 100 سرير للأطفال هناك، لأن المعهد يعالج الأورام من الكبار والصغار، وأصبح لدينا حوالى 420 سرير، إلى أن يتم تجهيز المبنى الجنوبى، وقد قام الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، وحاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان القاسمى فى عام 2017 بتدشين دعم جامعة القاهرة لدعم المعهد داخليا بقيمة 350 مليون جنيه لكى يتوسع المعهد بحوالى 680 سريرا أخرى، وبدعم السياسى من رئيس الجمهورية سيتم افتتاح المرحلة الأولى عام 2020 بـ320 سريرا بحيث يكون لدينا 1000 سرير بعد توسعات مشروع 500500.
س: هل يتم إجراء جراحات حديثة بالمعهد وخصوصا استخدام الروبوت وهل تم تدريب الأطباء على استخدامه؟
*الروبوت عبارة عن جهاز يستخدمه جراح واحد، أو اثنين من الجراحين بالتبادل بدلا من قيام 6 إلى 7 جراحين من الجراحين بدخول غرفة العمليات، حيث يتم التحكم من خلال أذرع الروبوتات، بتحكم من استشارى الجراحة من خلال فتحات صغيرة للأورام داخل البطن أو الحوض، وهى تقنية أحدث من المنظار الجراحى، ويتم استئصال الأورام الصغيرة جدا، والمختبأة، وأكثر الأورام التى يتم استئصالها بالروبوت هى أورام البروستاتا، وأورام الجهاز التناسلى، والجهاز الهضمى، بفتحات صغيرة جدا، بالاستعانة بالدكتور عمرو فرجانى بجامعة كلايفلاند كلينك بالولايات المتحدة، ويقوم بتدريب الأطباء تحت إشرافه، واهتمامه بالعمل فى أورام الجهاز البولى، ومن مميزاته هو عدم حدوث جرح كبير فى الجسم وكمية الدم المفقودة تكون أقل، ولكن مع التدريب يتحسن أداء الجراحين، حيث يستغرق وقتا طويلا لأنه يعتمد على جراح أو اثنين فقط لتحريك أزرع الروبوت، وهى تقنية ممتازة، ويتم إجراء من 60 إلى 70 عملية سنويا، وهو موجود وأصبح لدينا خبرة فى استخدامه.
س:هل الأورام السرطانية أكثر الأورام انتشارا فى مصر عن العالم؟
لا نبعد كثيرا عن النسب العالمية، لأن حياتنا مثل حياتهم، ومسببات السرطان هى نفسها، مثل التدخين، الذى يسبب عدة أنواع من السرطانات وخصوصا سرطان الرئة، وفيروس سى والذى يؤدى للإصابة بسرطان الكبد، ونشكر الرئيس على اطلاق حملة 100 مليون صحة لعلاج فيروس سى والحد من انتشار الأمراض غير السارية.
س: ما نسب الإصابة بالأورام السرطانية؟
*نسبة الإصابة بسرطان الثدى فى مصر يبلغ 32% من حجم أورام النساء، ويمثل 14% إلى 18% من حجم الأورام المنتشرة عموما، وسرطان الكبد يبلغ 32%، وسرطان الرئة حوالى 12% فى الرجال بسبب التدخين، وأقل نسبيا فى السيدات 6 إلى 7%، محذرا من التدخين السلبى الذى قد يحدث أورام سرطانية مثل المدخنين، لذلك لابد أن يكون التدخين فى الأماكن المفتوحة بعيدا عن الأطفال، والسيدات الحوامل، وبعيد عن المصابين بالحساسية ويفضل الامتناع عن التدخين، وتمثل أورام العقد الليمفاوية من 10 إلى 12%، وأورام الجهاز الهضمى من 6 إلى 8%، وأورام الجهاز التناسلى للمرأة من سرطان عنق الرحم وسرطان الرحم والمبايض من 4 إلى 5%، وأورام البروستاتا من 4 إلى 6%، وأورام الرأس والرقبة من 4 إلى 6%، ولكنها تحتاج إلى نوعية خاصة للتعامل معها لما يحمله الرأس والرقبة من وظائف عديدة لأنها تتعلق بوظائف الشم، والتذوق، والكلام.
س: هل ممكن أن يفقد المريض المصاب بسرطان الرأس والرقبة حواسه؟
*يعتمد على مكان الورم، وقد يفقد بعض الوظائف مثل فقد العين إذا تم استئصال الورم، وهناك أطباء متخصصين فى أورام الرأس والرقبة، ويتم الاستعانة ببعض استشارى العيون عند الحاجة،
ولدينا فريق متكامل فى أورام الرأس والرقبة، ويتم الاستعانة ببعض استشارى العيون عند الحاجة.
س: هل يمكن بعد استئصال اللسان عن الإصابة بالأورام فقد وظيفة الكلام؟
*استئصال جزء من اللسان قد لا يؤدى إلى فقدان الكلام، ولكن استئصال أكثر من نصف اللسان يمكن الاستعانة بجزء تعويضى، ويمكن إجراء عملية تعويضية لكى يستطيع الكلام.
س: كم ميزانية معهد الأورام وهى هى كافية لاستقبال كل هذا العدد من المرضى؟
ميزانية المعهد تأتى من جامعة القاهرة، و تمثل حوالى 30% من حجم المنصرف سنويا، الميزانية حوالى 80 مليون جنيه، وآخر ميزانية العام الماضى كان 90 مليون جنيه، حجم المنصرف حوالى 255 مليون جنيه، حيث أن التبرعات تمثل من حوالى 70% من حجم المنصرف على معهد الأورام.
فالناس تأتى للتبرع حتى ولو بجنيه يمكن أن يتوافر لدينا حوالى أكثر من 45 مليون جنيه، حيث أن المعهد يوفر كل العلاجات الجديدة المعتمدة دوليا، إذا كان موجة أو مناعى.
فإذا ثبت فائدته علميا لن تتوانى الدولة لصرف العلاجات المناعية، وكل هدف المعهد هو توفير كل الأدوية للمترددين على المعهد، وتعتبر نفقة الدولة جزء من الدعم، وبعض الحالات نرسل التقارير الطبية لنفقة الدولة للمساهمة فى علاجها مثل معهد ناصر، حيث تساعدنا الدولة فى مجال نفقة الدولة.
س: ما الجديد فى جراحات سرطان الثدى؟
*كان يتم استئصال الثدى بالعضلات، والغدد الليمفاوية تحت الإبط، حيث كان يتم استئصال جذرى للثدى، بعد ذلك أصبح يتم الاستئصال بدون استئصال العضلات، حاليا نحافظ على الثدى بالجراحات التحفظية، للمحافظة على شكل الثدى وتجنب المضاعفات، وأصبح لا يتم استئصال سوى الغدة الحارثة، وليست جميع الغدد حتى لا يحدث تورم بالذراع، ويمكن إعطاء علاج إشعاعى للحفاظ على الثدى، واستخدام الغدة الحارثة، ويتم من خلال الصبغة الزرقاء أو المادة المشعة لمعرفة إذا كانت مصابة بالورم، ويتم استئصال الغدة الحارثة والتقليل من مشاكل الذراع، ويعتبر مستشفى التجمع الأول أول مركز متخصص لعلاج وتشخيص أورام الثدى، ويجرى 1400 جراحة سنويا، ويتم عرضهم فى لجنة متخصصة بالمعهد.
س: كيف نقى أنفسنا من السرطانات؟
الوقاية من السرطان قابل للتحقق على أرض الواقع، فإذا أقلعنا عن التدخين، وإذا تناولنا الغذاء الصحى، وتجنبنا الوجبات السريعة، والإقلال من مكسبات الطعم، واللون، والمواد الحافظة بالمعلبات كل هذا يحمى من الإصابة بالسرطان، فالمعهد القومى للأورام وضع 4 توصيات هامة للوقاية من السرطان أهمها: الإقلاع عن التدخين، الحفاظ على الوزن المثالى، والأكل الصحى، وممارسة الرياضة، حيث أن إتباع هذه التوصيات يمكن الوقاية من السرطان فى 50% من الحالات، وقد عرفنا أن سرطان الكبد يمكن الوقاية منه عند علاج فيروس سى، وبالتالى يمكن توفير نفقات العلاج، والتكلفة العلاجية الكبيرة فى مجال السرطان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة