قال مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية إن قرار الحكومة الإسرائيلية طرد المراقبين الدوليين من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية بعد خمسة وعشرين عاما من وقوع مجزرة الحرم الإبراهيمي يحمل دلالات ومعاني خطيرة ويؤكد استخفافها بالمجتمع الدولي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد قرر أواخر يناير المنصرم عدم تمديد انتداب بعثة المراقبة الدولية في مدينة الخليل بزعم أنها تعمل ضد إسرائيل.
ونبه البرغوثي - في بيان اليوم الاثنين - إلى أن القرار الإسرائيلي بطرد المراقبين الدوليين، يعني إتاحة الفرصة للمستعمرين المستوطنين المعروفين بشراستهم في، للبطش بأهل الخليل دون حسيب أو رقيب، وبالتالي فإنه يمثل تشجيعا للمستوطنين على تصعيد جرائمهم ضد سكان البلدة القديمة في الخليل.. ويعني أيضا تهديد الوجود الفلسطيني والإسلامي في الحرم الإبراهيمي، وحق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية فيه.. ويعني أن إسرائيل ألغت رسميا من جانب واحد اتفاق أوسلو وملحقاته، بعد أن ألغت كل التزاماتها فيه من الناحية العملية، ولم يبق من أوسلو إلا الالتزامات المفروضة على الفلسطينيين.
واستطرد البرغوثي قائلا إن قرار طرد المراقبين يعني كذلك أن إسرائيل تتعمد توجيه إهانة للدول المشاركة في بعثة المراقبين الدوليين وهي النرويج وسويسرا والسويد وإيطاليا وتركيا.
ونبه إلى أن القرار يأتي في وقت تتصاعد فيه الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين من قبل المستعمرين المستوطنين ومن قبل جيش الاحتلال، حيث يقتل الفلسطينيون بدم بارد ودون مبرر، ودون مساءلة، كما جرى للشهداء حمدي النعسان في بلدة المغير قرب رام الله ولحمدان العارضة في قلب مدينة البيرة ولصالح البرغوثي، والطفلة سماح مبارك في القدس، ولمائة وثمانين شهيدا في مسيرات العودة في قطاع غزة، وكأن المستوطنين وجنود الاحتلال يمتلكون رخصة مفتوحة لقتل أي فلسطيني أو فلسطينية، حيثما يشاؤون، وأينما يشاؤون.
وأكد البرغوثي "أننا لم نكن لنصل إلى هذا المستوى، لولا الصمت الدولي والتعتيم الإعلامي على جرائم المستعمرين والمحتلين، ولولا قناعة المجرمين بأن جرائمهم ستمر دون محاسبة أو عقاب، ولولا تواطؤ جهاز القضاء الإسرائيلي مع كل هذه الجرائم".
وتساءل البرغوثي قائلا ماذا ستفعل الدول الخمسة التي طرد مراقبوها وماذا ستفعل الأمم المتحدة إزاء الاستهتار بها؟ وماذا سيفعل رعاة اتفاق أوسلو بعد أن مزقته إسرائيل المرة تلو الأخرى؟ مذكرا بأن البروتوكول الذي جاء بموجبه المراقبون الدوليون، كان ملحقا رسميا من ملاحق اتفاق أوسلو، وبالتالي كان جزءا منه.
ولفت البرغوثي إلى أن إرسال بعثة المراقبين الدوليين أو ما يسمى (TIPH) - التي أنشئت بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي التي ارتكبها الإرهابي الإسرائيلي باروخ جولدشتاين - كان أقل بكثير مما طالب به الفلسطينيون بطرد المستعمرين المستوطنين من مدينة الخليل وإرسال قوات حماية دولية للأراضي المحتلة، وخاصة إلى الخليل، لحماية الفلسطينيين من بطش المستعمرين وجيش الاحتلال الذي يرعاهم ويسلحهم ويحميهم.. مشيرا إلى أنه هكذا استعيض عن قوات الحماية الدولية بمجرد مراقبين من أربع دول أوروبية بالإضافة إلى تركيا ، مهمتهم المراقبة وتقديم التقارير دون أن يستطيعوا حتى حماية أنفسهم من المستوطنين.
وأكد البرغوثي أن التاريخ وحده سيقرر إن كانت الجهات المفاوضة من الجانب الفلسطيني قد فوتت فرصة تاريخية لطرد المستعمرين من مدينة الخليل، في وقت كان العالم فيه مصعوقا من هول جريمة الإرهاب الإسرائيلية التي طالت مائة وخمسين مصليا، استشهد تسعة وعشرون منهم، وهم راكعون يؤدون الصلاة، وكل ذلك بعد الاحتفالات البهيجة بتوقيع اتفاق أوسلو، وما بشر به من سلام قادم!
وشدد على أنه لن تردع هذه الجرائم إلا بمقاومتها، ولن تتوقف هذه الممارسات ما لم يعاقب ويقاطع من يرتكبها، وما من مجرم ارتدع ما لم يعرف أن هناك ثمنا لجرائمه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة