أثار الإعلان الفردى للنائب خوان جوايدو بصفته "الرئيس المسئول" عن فنزويلا أزمة سياسية لا تزال تقسم العالم، وظهرت بشكل واضح تعارض المواقف بين عدد من أهم دول الاتحاد الأوروبى بشأن طريقة التعامل مع الأزمة، ففى الوقت الذى اعترفت فيه إسبانيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، والتشيك، وليتوانيا ولاتفيا، والسويد، والدنمارك، وهولندا، والنمسا، والبرتغال بجوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا، عارضت إيطاليا واليونان تولى جوايدو السلطة التنفيذية فى كاراكاس.
وهناك 5 سيناريوهات محتملة فى الأزمة الفنزويلية بحسب خبراء، وهى استمرار مادورو فى الحكم، أو تنحيه واستمرار أيديولوجيته، وسيطرة جوايدو على الحكم، وسيطرة الجيش على الحكم، أو التدخل العسكرى الخارجى خاصة على أيدى الولايات المتحدة الأمريكية ولكن هذا الخيار مستبعد قليلاً.
وتعانى دول الاتحاد الأوروبى صعوبات فى اتخاذ قرار موحد، وهو ما يتضح من خلال اختلاف المواقف الأوروبية فى الملف الفنزويلى، الذى سجل تعارض مجموعتين، بين مؤيدة للرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، ومعترفة بالمعارض جوايدو.
وكانت إيطاليا أعربت عن رفضها لنزع الشرعية عن مادورو، وأى تدخل أوروبى لأزمة فنزويلا، كما عبرت اليونان على لسان رئيس حكومتها أليكسيس تسيبراس عن رفضها للموقف الأوروبى الداعم لزعيم المعارضة، مؤكدة "دعم الشرعية وحكومة مادورو".
هذه المواقف الأوروبية المتعارضة تعكس بشكل واضح حالة عدم التوافق بشأن قرار سيخرج من دول الاتحاد الأوروبى بشأن الأزمة الأيام المقبلة، خصوصًا الحكومات الاشتراكية التى تربطها علاقات سياسية واقتصادية قوية بالرئيس مادورو .
وليس الاتحاد الأوروبى فقط، بل قامت الازمة الفنزويلية بتقسيم العالم، حيث إنه فى الوقت الذى اعترفت دول أوروبية بجوايدو كرئيس مؤقت، بعد أن نفذ الموعد النهائى للرئيس نيكولاس مادورو على الدعوة لانتخابات رئاسية جديدة، شجبت فيه موسكو سياسة "الإنذارات" التى تتبعها بعض الدول الأوروبية، وأكدت أنها تدعم المبادرات التى تؤدى إلى حوار بين الفنزويليين.
وقالت وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، إن كندا والدول الأخرى التى اعترفت بخوان جوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا، عليها أن تفعل كل ما بوسعها لمساعدته فى استعادة الديمقراطية بشكل سلمى.
وتضغط المصالح السياسية والاقتصادية على مواقف تلك الدول المعارضة لجوايدو، وهو ما أعطى مادورو قوة دولية للوقوف أمام الانقلاب.
وتشهد فنزويلا توترًا منذ 23 يناير الماضى، إثر إعلان جوايدو نفسه "رئيساً مؤقتاً" للبلاد، وإعلان الرئيس مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، متهما إياها بـ"تدبير محاولة انقلاب عليه".
وسارع الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، إلى الاعتراف بزعيم المعارضة "رئيساً انتقالياً"، وتبعته كل من كندا، وكولومبيا، وبيرو، والإكوادور، وباراجواى، والبرازيل، وتشيلى، وبنما، والأرجنتين، وكوستاريكا، وجواتيمالا.
وفى المقابل، أيدت كل من تركيا وروسيا والمكسيك وكوبا شرعية مادورو، الذى أدى قبل أسابيع اليمين الدستورية رئيساً لفترة جديدة تمتد 6 سنوات.