صور.. فى اليوم العالمى لمناهضة ختان الإناث.. "اليوم السابع" يلتقى آباء وأمهات قرروا التخلى عن الظاهرة.. سيدات بأسيوط: تؤثر على الفتيات سلبيا وقد تؤدى للوفاة.. وأم لـ5 بنات بالفيوم: لم أختنهن لأنها عملية مهينة

الأربعاء، 06 فبراير 2019 12:50 م

رافضوا ختان الإناث يروون تجاربهم

المحافظات – أحمد مرعى – رباب الجالى – محمود عجمى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحتفل العالم فى السادس من شهر فبراير الجارى، باليوم العالمى لمناهضة ختان الإناث، تلك العادة السيئة التى تسبب أضرار نفسية وجسدية للإناث فى الصغر وقد تؤدى إلى موتها فى بعض الأحيان وتعتبر بمثابة اليوم الأسود فى حياة البنت مع اختلاف عقيدتها أو ثقافتها، وأصبح الختان منذ عام 2008 جريمة جنائية بموجب قانون العقوبات المصرية.

وفى هذا الصدد أكدت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان أن المجلس القومى للسكان يولى اهتماما كبيرا بملف ختان الإناث، مشيرة إلى أنه سيتم إطلاق مبادرة قومية للقضاء على ممارسة جريمة ختان الإناث، والعقوبات على جرائم ختان الإناث مغلظة ونحتاج إلى إرثاء الثقافة الشاملة بخطورتها ومضارها الكبيرة.

وفيما يلى يرصد "اليوم السابع" آراء المواطنين حول مبادرة وزارة الصحة للقضاء على ممارسة جريمة ختان الإناث.

محافظة أسيوط

"اليوم السابع" التقى بعض الآباء والأمهات الذين قررن التخلى عن العادات والموروثات القديمة، معلنين تخليهم عن "ختان الإناث"، حيث تقول سيدة محمود إبراهيم، موظفة بأسيوط، إنها ضد عملية ختان الإناث لأنها تؤثر على البنات نفسيا وجسديا، وهذه العادة تسبب مشكلات كثيرة منها الأسرية، ومنها ما لا نقوى على ذكره، مضيفا: "أنا من المشاكل اللى شفتها، معايا 3 بنات أول اتنين عملتلهم ختان، بس لما أتجوزوا حصلت مشاكل كتيرة، عشان كدة مرضتش أعمل العملية لبنتى الثالثة، ورفضت الموضوع خالص"، ووجهت "سيدة" رسالة لكل أم بأن عادة الختان عادة خاطئة، ولابد كل أم أن تكون واعية تماما سواء دينيا أو صحيا أو نفسيا ومقتنعة بعدم جدوى هذه العادة".

وتناشد أسماء أحمد، إحدى السيدات بأسيوط، كل أم وأب، بعدم ختان الإناث، لأنها عادة سيئة ومضرة للغاية، وتؤثر بالسلب على الفتاة، مشيرة إلى أنها حضرت ندوات عديدة، حول مناهضة ختان الإناث، وسمعت أحاديث رجال الدين سواء الإسلامى أو المسيحى، لافتة إلى أن الختان عادة غير مذكورة فى القرآن ولا الإنجيل، والأطباء ذكروا أنها تؤثر على نفسية وصحة الفتاة وقد تؤدى إلى الوفاة، وقالت أم محمد، ربة منزل بقرية الواسطى: "أنا أم لخمس بنات، عملت ختان للبنتين وعانيت فى التلاتة، عشان مشاكل البنات الكبار لأن أنا تعبت معاهم، وده بيأثر على زواجهم".

ومن جانبه، قال صفوت صديق صالح، مسئول الطليعة بمركز شباب الفتح وأحد المدربين فى مشروع مناهضة ختان الإناث، يذكر أنه من خلال مشروع مناهضة ختان الإناث يستفيد الجميع وبالأخص هو، إذ أنه امتنع عن ختان بناته الاثنين لأنه مقتنع جدا بالفكرة، ويعتقد أن كل الناس عرفت أنها عادة سيئة وقديمة وليست لها أصول دينية ولا أى تشريعات.

وأوضح صالح، أن فوائد عدم ختان الإناث كثيرة ومنها أن يصبحن إناث أصحاء ومن ثم أمهات وزوجات أصحاء ما يؤدى لتربية الأطفال بصورة سليمة، ومن الناحية الصحية هذه العادة سلبية جدا وتؤثر نفسيا على الفتاة ويكفى أنها تتذكر يوم الختان بـ"اليوم الأسود فى حياتها"، موجها رسالة لكل أم: "ارجعى للمعلومات وبصى على اللى بيحصل للبنات اللى بتتختن أكيد هيكون فى آثار سلبية عليها".

وقالت الدكتورة سمية عنتر، مدير عام إدارة تنظيم الأسرة بمديرية الصحة بأسيوط، لـ"اليوم السابع" إن نسب انتشار ظاهرة ختان الإناث تراجعت من 74% وسط الفئة العمرية من سن "15- 17" عاما 2008 إلى 61% عام 2014، طبقا لإحصائيات المجلس القومى للسكان، مما يعكس استجابة المجتمعات الريفية لرسائل مناهضة ختان الإناث التى يتم تنفيذها فى القرى والمراكز لتوعية السيدات الريفيات بخطورة ختان الإناث وأنها تسبب عاهة مستديمة أو نزيف أو وفاة للفتاة التى يتم إجراء لها العملية".

وأوضحت سمية عنتر، أنه يتم تدريب وتوعية الأطباء والتمريض فى القرى والمراكز عن تجريم عملية ختان الإناث والإضرار الصحية الناتجة عنها، حيث استجاب نحو 80% من الأطباء لمناهضة تلك الظاهرة، كما التنبيه عليهم بأن ختان الإناث أصبح جريمة يعاقب مرتكبها بدلًا من كونها عرف أو عادة اجتماعية، حيث صدر قانون اعتبر ختان الإناث جنحه ثم تم تغليط العقوبة ليصبح جناية يعاقب مرتكبها بالسجن من 5 إلى 7 سنوات، وإذا نتج عنها عاهة مستديمة أو وفاة الضحية يعاقب المخالف بالسجن المشدد.

محافظة الفيوم

وقالت "أم رضا" إحدى سيدات المحافظة، إن لديها 6 بنات ولا تعلم ماذا تفعل فى الختان حيث إنه بوصول ابنتها الكبرى لسن الثانوية العامة بدأت جاراتها وأقاربها وشقيقات زوجها يطالبنها بإجراء الختان، لافتة إلى أن الأمهات بحاجة إلى حملات توعية وأطباء يشرحون خطورة الوضع أن كان به خطورة أو أن تباح عملية الختان ويكون هناك مراكز جراحية متخصصة لذلك إذا كانت بالفعل عملية تجميلية ضرورية كما يزعم بعض الأطباء.

فيما أكدت مديحة على، إحدى سيدات المحافظة، على أن لديها 5 فتيات وأنها قررت ألا تقوم بختانهن حيث أن شقيقتها الكبرى أجرت عملية ختان لابنتها وأصيبت البنت بحالة نفسية سيئة وأصبح لديها تخوف كبير من الزواج وأنها نصحتها بألا تقوم بإجراء الختان لبناتها، مؤكدة لها أنها عميلة مهينة وتترك انطباعا نفسيا سيئا لدى الفتيات، لافتة إلى أنها زوجت بناتها الـ5 دون إجراء عملية الختان وأصبحت عادة الختان غير موجودة لدى أقاربها وأصدقائها.

أما هالة ذكى فتؤكد أنها رغم أنها متعلمة وموظفة إلا أنها قامت بإجراء عملية الختان لابنتها حيث أن ابنتها كانت طالبة فى الجامعة وعادت إليها فى يوم بعد دراستها وطالبتها بإجراء الختان لها، مؤكدة لها أن جميع زميلاتها أجروا عملية الختان وأنها عملية تجميلية لابد منها وبالفعل اتفقت مع طبيبة وحضرت للمنزل وأجرت لابنتى عملية الختان، ولكن ابنتى أصيبت بنزيف حاد وكادت ترى الموت لولا عناية الله ولذلك لا أنصح أحد بإجراء الختان.

محافظة الأقصر

تستعد مديرية الشئون الصحية بقيادة الدكتور السيد عبد الجواد وكيل الوزارة، وبإشراف الدكتور هشام الراوى مدير المكتب الفنى لانطلاق المبادرة التى أطلقتها وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، وذلك فى إطار الجهود التى تتبناها الوزارة ومؤسسات الدولة فى محاولة القضاء على ختان الإناث، بهدف حماية الفتيات الصغيرات من الأخطار الصحية والنفسية المرتبطة بالختان والتى قد تعرض بحياة بعضهن للخطر، والتأكيد على استمرار العمل على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمناهضة ختان الاناث (2016 – 2020) والتى أعدها المجلس، كما أنه يتم تنسيق كل الجهود الوطنية والدولية لتنفيذ الأهداف الاستراتيجية.

وقال الدكتور السيد عبد الجواد وكيل وزارة الصحة بالأقصر، إنه يتم مواجهة ختان الإناث فى 3 محاور تشمل العمل (التثقيفى والرقابى واللوجيستي)، ففى المحور التثقيفى يتم بصورة دائمة تنظيم ندوات تثقيفية بالإدارات الصحية والأمومة والطفولة وتنظيم الأسرة للتوعية بمخاطر الختان للمجتمع بأكمله، وفى المحور الرقابى يتم العمل على تشديد على الرقابة على العيادات الخاصة والمستشفيات الخاصة لعدم اجراء مثل تلك الهمليات ومواجهتها، كما يتم تجريم تلك العمليات فى المستشفيات الحكومية، وفى المحور اللوجيستى يتم تقديم كافة المساعدات للأهالى حال الاتصال بالمديرية عبر الخط الساخن لتقديم مساعدات طبية ومعنوية ونفسية للمتضررين من الختان، وذلك ضمن الخطة الشاملة لمناهضة العنف ضد المرأة.

ويضيف وكيل صحة الأقصر، لـ"اليوم السابع"، أنه يتم العمل بالمديرية ضمن الاستراتيجية الوطنية لمناهضة ختان الإناث، والتى تهدف إلى خفض معدلات ختان الإناث بنسبة تتراوح من 10% إلى 15% وسط الأجيال الجديدة فى الفئة العمرية من 10: 19 سنة.

وقالت سعاد سعد، مقررة فرع المجلس القومى للمرأة بمحافظة الأقصر، إن المجلس ينظم ندوات بصورة دائمة شهريًا بكافة قرى ونجوع المحافظة لمواجهة ختان الإناث التى تعرض الفتيات المختتنات إلى أضرار عديدة منها ما يمكن أن نعدها مشكلات قصيرة المدى، ومنها ما يعد مشكلات صحية مزمنة، بالإضافة إلى مخاطر أخرى كبيرة حيث تتصف بيئة الختان عادة بعدم الاهتمام بالنظافة وعدم الوعى الصحى.

وأضافت سعد، لـ"اليوم السابع"، أنه يتم خلال الندوات أيضًا حضور رجال الدين للتأكيد على تحريم الختان حيث أن رجال الأوقاف يؤكدون بكافة الندوات على أن الدين الإسلامى وكل الديانات السماوية استنكروا تلك الأفعال وأكدوا حسن معاملة المرأة، وأن الختان عادة وليست عبادة وأن الزواج المبكر له شروط ومعايير فلابد من أنها تتبع ما جاء به الكتاب والسنة وأنه يكون البلوغ العقلى البلوغ الجسدى.

أما الدكتور أسماء أحمد طبيبة نساء وتوليد، قالت إن ختان الإناث يختلف عن ختان الذكور حيث يرتبط ختان الذكور بإزالة الجلد الزائد عن العضو الذكرى حفاظًا على الطهارة والنظافة، أما ختان الإناث فيكون إما بخفض البظر أو إزالته إزالة كليًا رغم احتوائه على الأنسجة القابلة للانتصاب التى تمنح المرأة شعور النشوة فى العلاقة الحميمة، قائلة: "فى المجتمع المصرى الختان قديمًا كان عادة يقوم بها الأهالى لظنهم أنها من الدين وكذلك تحفظ عفة الفتاة بتقليل الحاجة الجنسية، ولكن العلم أثبت أن الختان يعرض الفتيات لعدة أضرار ومنها النزيف أثناء الختان أو التلوث بالمعدات المستخدمة وكذلك صعوبة فى التبول والتضرر كثيرًا خلال فترة الحيض، ويتسبب الختان فى زيادة نسبة العقم أو التمزق خلال الحمل والنزيف الحاد خلال الحمل، وذلك بجانب الضرر النفسى على الفتيات".