مع حلول اليوم العالمى لرفض ختان الإناث، نجد الدولة المصرية نجحت بشكل كبير فى مواجهة تلك الظاهرة عبر حملات التوعية، وبيان خطورة هذا الفعل الشنيع على الإناث، بجانب البرلمان الذى أقر منذ أكثر من عامين على تعديل العقوبات الذى ينص على تغليظ العقوبات على ختان الإناث.
وفى نفس الوقت لم يكن انتشار ختان الإناث من فراغ، بل يرجع إلى فتاوى مضللة خرجت من قيادات التيار السلفى، اعتبروا أن ختان الإناث واجب شرعى، رغم أن هناك فتوى من دار الإفتاء تؤكد أن ختام الإناث مخالف للشريعة، إلا أن التيار السلفى اعتبره موروثا دينيا واجب تنفيذه وكانوا سببا فى انتشار الظاهرة.
من أبرز تلك الفتاوى، فتوى للشيخ أبو إسحق الحيونى الداعية السلفى قال فيها: "لا أستطيع أن أستوعب أن دارسى الفقه يقولون إن الختان يفتى فيه الأطباء، ليس من حق الطبيب أن يفتى بعمل ختان أم لا، الطبيب عليه توصيف الحالة فقط"، مهاجما من يقولون إن ختان الإناث بدعة أو أنه غير وارد فى الشريعة، ففتوى تحريم ختان الإناث ليست فتوى شرعية ولكن فتوى سياسية، فختان الإناث واجب.
https://www.youtube.com/watch?v=UQqIwQ8Fj54
الشيخ مصطفى العدوى، الداعية السلفى، كان أيضا أحد من يوجبون ختان الإناث، حينما قال إن ختان الإناث هى سنة تتأكد فى حق ما تحتاج إليه، والطبيبة ترى إذا كانت البنت تحتاج للختان فعلت وإن لم تحتاج لا تفعل، وأن هناك من قال بالوجوب فى ختان الإناث وهم أكثرية، وهناك من قال لا يجز وهو قول منبوذ وشاذ.
هذه الفتاوى الشاذة، تتناقض مع ما أكدت دار الإفتاء فى وقت سابق، منذ أكثر من 3 أعوام، أكد فيها أن قضية ختان الإناث ليست قضية دينية تعبدية في أصلها، ولكنها قضية ترجع إلى العادات والتقاليد والموروثات الشعبية، خاصة وأن موضوع الختان قد تغير وأصبحت له مضار كثيرة جسدية ونفسية؛ مما يستوجب معه القول بحرمته والاتفاق على ذلك، دون تفرق للكلمة واختلافٍ لا مبرر له، محذرة فى ذات التوقيت من الانجرار وراء تلك الدعوات التي تصدر من غير المتخصصين لا شرعيًّا ولا طبيًّا، والتي تدعو إلى الختان وتجعله فرضًا تعبديًّا، حيث إن تحريم ختان الإناث في هذا العصر هو القول الصواب الذي يتفق مع مقاصد الشرع ومصالح الخلق، وبالتالي فإن محاربة هذه العادة هو تطبيق أمين لمراد الله تعالى في خلقه، وبالإضافة إلى أن ممارسة هذه العادة مخالفة للشريعة الإسلامية فهي مخالفة كذلك للقانون، والسعي في القضاء عليها نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
من جانبه قال الدكتور عمر حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، إن السلفيين والفتاوى الشاذة وكل الخطب التى كانوا يروجون لها فى الفترات السابقة كانت سببا فى انتشار ظاهرة ختان الاناث بالمجتمع المصرى، مؤكدا أن هذه الظاهرة لازالوا فى خطبهم وكتبهم يروجون لها.
وأضاف أمين دينية البرلمان فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن فى اليوم العالمى لرفض ختان الإناث ، نشكر الدولة على مواجهة الظاهرة فى المجتمع ، ونعلم أن موجودة حاليا، ولكن بأعداد قليلة عن السابق فى بعض القرى والمراكز.
وتابع أن كل الخطب والافكار التى تروجها الجماعات الاسلامية كانت دائما تعتمد على الجهل والتخلف ، فهم كانوا يخاطبون المواطنين من خلال ذلك الافكار الجاهلية والمتطرفة ، وهم من كانوا يدعموا ختان الإناث فى المجتمع، فعلى الجميع أن يواجه هذه الظاهرة بشكل نهائى بالمجتمع المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة