أحمد إبراهيم الشريف

قصور الثقافة.. الحصان الأسود

الأربعاء، 06 فبراير 2019 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نجحت الهيئة العامة لقصور الثقافة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الخمسين التى انتهت، أمس، محققة الصورة التى كنا دائمًا ما نتمنى أن يكون عليها نشر الهيئة وطرق توزيعه.
 
فى البداية نؤكد أن الإقبال كان كبيرًا، وهذا يحدث كل عام، لكن الجديد تمثل فى نقطتين أساسيتين.
 
 النقطة الأولى ظهرت فى الكتب المميزة التى توفرت هذا العام، فمعظم الكتب التى ظهرت فى الجناح كانت «مطلوبة»، وهذه نقطة مهمة خاصة فى النشر العام، الذى يقدم كتبًا «مخفضة السعر»، لذا فإن وجود موسوعات وترجمات وكتب لا يستطيع العاديون من الناس شراءها من الأماكن الخاصة لأنها ستخرب ميزانيتهم، أمر يحسب بقوة للهيئة هذا العام.
 
ولعل المتابع للهيئة ونتاجها من خلال الكتب الموجوة فى المعرض سوف يندهش، العناوين التراثية التى عادت للحياة، والتى استطاع القراء امتلاكها ويستعدون بعد المعرض لقراءتها أو على الأقل الاستفادة منها فى مراجعهم وإطلاعهم.
 
 أما النقطة الثانية وهى الفارقة فى استراتيجية هيئة قصور الثقافة هذا العام فتمثلت فى «سرعة الإمداد» فقديمًا كانت الهيئة تبعث بكتبها للمعرض والكتاب الذى ينفد لا يظهر مرة ثانية.
 
 نعم فى جميع دورات معرض القاهرة الدولى للكتاب كانت كتب قصور الثقافة هى أكثر الكتب التى تشهد إقبالًا كبيرًا لدرجة أنه سرعان ما تنتهى النسخ الموجودة فى مقرها بالمعرض، ربما يحدث ذلك فى اليوم الثانى أو الثالث من أيام هذا العُرس الثقافى الكبير، ومن بعدها نظل كل يوم نروح ونجىء على جناح الهيئة بالمعرض بحثًا عن الكتب التى انتهت، بينما موظفو الهيئة لا يملون التأكيد على أن الكتب سوف تأتى فى الغد، ونظل فى انتظار الذى لا يجىء حتى انتهاء المعرض.
 
 والبعض، خاصة المؤلفين، يظنون أن كتبهم قد نفدت من الهيئة فيفرحون، ثم يفاجأون بأنها لا تزال متكدسة فى المخازن تتمنى أن ترى الشمس، وأن تتاح لها فرصة للعرض خاصة فى مهرجان قرائى كبير مثل معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى لايزال هو السوق الشرائى الأكبر فى مصر. لكن الأمر اختلف هذه الدورة فقد امتلكت الهيئة خطة واضحة واستطاعت حتى الأيام الأخيرة قادرة على إرسال النسخ والطروحات الجديدة من الكتب، وواصل القراء التوافد على الجناح لاقتناء ما يحتاجون إليه، وتحول الجناح إلى «الحصان الأسود» لمعرض القاهرة الدولى للكتاب.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة