" لو ميسى موجود كانت النتيجة هتزيد قد ايه ؟ "، هذا كان السؤال الأهم بعد اكتساح برشلونة لريال مدريد 5-1، منذ 3 شهور تقريباً بالدور الأول للدورى، فى لقاء شهد غياب النجم الأرجنتينى للإصابة، وأناب عنه زميله سواريز بتسجيل 3 أهداف "هاتريك" فى شباك الملكى، الذى دخل الكلاسيكو الأول وقتها بعد انتقال أيقونته البرتغالية كريستيانو رونالدو لصفوف يوفنتوس الايطالى.
و بالأمس نجح سولارى المدير الفنى لريال مدريد، فى قيادة فريقه للتعادل والخروج بنتيجة إيجابية أمام برشلونة بمعقله الكامب نو، ضمن مواجهات الذهاب للدور قبل النهائى بكأس اسبانيا، بعد تقديم مباراة تكتيكية مميزة، كاد يحقق خلالها فوز عريض، لو أحسن لاعبى فريقه استغلال الفرص العديدة على المرمى خاصة فى الشوط الأول.
وبالرغم من الشكوك فى جاهزية ميسى بعد إصابته أمام فالنسيا، معظم الترشيحات كانت تصب فى مصلحة برشلونة، وفقاً لمعطيات اللقاء السابق، ويلعب على أرضه ووسط جماهيره، ويتصدر الدورى بفارق 8 نقاط كاملة عن غريمه التقليدى، بقيادة سولارى قليل الخبرات فى أول مباراة له بالكلاسيكو.
فى السطور التالية نجيب على عدة أسئلة تسلط الضوء على لقاء الأمس، فى حضور ميسى بالشوط الثانى.
ما هى أسباب فشل برشلونة فى تكرار فوز الدورى ؟
سولارى دخل المباراة باستراتيجية واضحة، التنظيم الدفاعى المحكم، والاعتماد على الهجمات السريعة المرتدة، وظهر ذلك فى الالتزام الدفاعى الغير معتاد معظم أوقات المباراة لظهيريى الجنب مارسيلو وكارفخال، والارتداد الدفاعى السريع بزيادة عددية تحت مستوى الكرة للاعبى الريال، الضغط القوى من ثلاثى الوسط لورينتى ومودريتش وتونى كروس على ثلاثى وسط برشلونة بوسكيتش وراكيتيتش وارتور، وعزلهم معظم أوقات المباراة عن ثلاثى الهجوم الأمامى خاصة قبل نزول ميسى، أدى لسرعة فقدان لاعبى البرسا للكرة بسرعة وبغرابة بعد عدد قليل من التمريرات فى الثلث الأخير، وعدم القدرة على الاستحواذ على الكرة الثانية، واجبارهم على المحاولات الفردية للنشيط مالكوم فى الجبهة اليمنى .. لماذا ؟
سولارى فى الحالة الدفاعية بنصف ملعبه، أغلق الجبهة اليسرى الخطيرة للبرسا بذكاء، كارفخال يحاصر كوتينيو على الأطراف وأثناء دخوله للعمق، فاسكيز يعود سريعا كباك يمين أثناء صعود البا، راموس يدعم مارسيلو المتحفظ هجومياً فى اغلاق جبهة مالكوم وسيميدو، ويساندهم تونى كروس أثناء تقدم فينيسيوس للضغط العالى مع بنزيمة على بوسكيتش وراكيتيتش، وبالتالى لم ينجح البرسا فى تهديد مرمى الريال سوى مرة وحيدة بالدقيقة 30، من تحرك مالكوم فى ظهر مارسيلو ثم التمرير للبرتغالى سيميدو المنفرد بالمرمى، تصدى لها الحارس نافاس، وبعدها فرصة رأسية راكيتيتش فى القائم من ركلة ثابتة.
فى الشوط الثانى نجح برشلونة فى إدراك التعادل من كرة نجح خلالها فى اختراق الجبهة اليمنى للريال، كوتينيو دخل للعمق وسحب معه كارفخال كالعادة، لينجليه أرسل تمريرة طويلة سريعة لألبا خلف فاسكيز، انفرد وسددها بالمرمى، وتابعها مالكوم بهدف فى الشباك.
ورغم نزول ميسى فى الدقيقة 63، ومجرد تواجده فى الملعب يشتت دفاع الريال، إلا أن البرسا عجز عن تسجيل الأهداف أو صناعة فرص عديدة، نظراً للتكتل والتمركز الدفاعى الجيد للملكى حتى نهاية المباراة.
برشلونة نجح فى الفوز بخماسية بمباراة الدورى، بأسبقية التقدم بهدفين، بعد تألق ثنائى الهجوم وقتها كوتينيو ورافينيا فى اختراق العمق بالتواجد بالمساحة بين قلبى دفاع و وثلاثى وسط الريال، والصعود المستمر للظهيرين خاصة "البا" فى طريق مفتوح بالجبهة اليسرى، فى غياب تمركز ناتشو وعدم عودة جاريث بيل لأداء نفس الدور الدفاعى الذى أجاده فاسكيز بالأمس، وفى الشوط الثانى نجح البرسا فى استغلال الهجمات المرتدة لتحقيق النتيجة 5-1 الثقيلة.
كيف نجح سولارى فى إزعاج برشلونة فقط بالثلاثى الأمامى ؟
بنزيمة قدم مباراة كبيرة فى الضغط العالى على بوسكيتش تحدياً ، وبمساندة الثنائى فينيسيوس وفاسكيز أيضاً للضغط على دفاع برشلونة أثناء بناء الهجمة، ونجحوا فى استخلاص الكرة وتهديد مرمى المنافس بفرص أهداف محققة، أيضاً التحول السريع للثلاثى فى الهجمات المرتدة خاصة خلف سيميدو.
بنزيمة أيضاً تألق بالتحرك فى الهدف الأول من اليسار الى داخل الصندوق، واستلام الكرة خلف البا وتمريرها بدقة لفاسكيز، فى لقطة تلخص كيف تسبب الثلاثى الأمامى فقط فى تهديد مرمى البرسا ( 3 مهاجمين / 8 مدافعين داخل الصندوق ).
لماذا ضاع على الريال فوز كبير خاصة بالشوط الأول ؟
الملكى كان يستطيع مضاعفة النتيجة أكثر من مرة خلال عدة فرص خطيرة بالشوط الأول، بالهجمات المرتدة للمتألق السريع والمهارى فينيسيوس خلف سيميدو، ولكن عابه لنقص الخبرة القرار السليم سواء فى التسديد أو التمرير الدقيق لزميل بوضعيه أفضل، فى مواقف زيادة عددية هجومية أو 3 مهاجمين ضد 3 مدافعين.
الريال تحصل أيضاً على أخطر فرصة فى الشوط الثانى لقتل المباراة أثناء التعادل، أضاعها بغرابة جاريث بيل والمرمى خالى من الحارس شتيجين.
رجل المباراة ؟
يستحق عدد كبير من لاعبى ريال مدريد خاصة الثلاثى الأمامى لقب نجم المباراة ومن قبلهم مديرهم الفنى سولارى، ولكن الأجدر بها هو البرازيلى فينيسيوس صاحب 18 عام، نظراً لدوره التكتيكى المميز فى تهديد دفاع منافسه، وبسرعته فى التحول من وإلى الدفاع والهجوم، بالإضافة لمساهمته فى صناعة هدف فريقه، بأول مشاركة له فى الكلاسيكو، بدون نسيان أيضاً الأداء الجيد لمواطنه مالكوم أفضل لاعبى برشلونة فى اللقاء، وصاحب هدف التعادل.
.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة