تمر اليوم الذكرى الـ 130 على ميلاد المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعى، إذ ولد فى 8 فبراير 1889م، وهو عبد الرحمن بن عبد اللطيف الرافعى، ولد بالزقازيق فى أسرة ذات أصول شامية، كان والده قاضيا شرعيا، قبل أن ينتقل إلى القاهرة.
تخرج الرافعى من مدرسة الحقوق الخديوية سنة 1908م، اشتغل فى المحاماة، ثم عمل بصحيفة اللواء، انضم إلى الحزب الوطنى وقاده نشاطه فى الحزب إلى أن اختير عضواً فى لجنة الحزب الإدارية 1921م، ثم سكرتيراً للحزب 1932م، وأدى به عمله الحزبى إلى السجن 1915م، كما أنه انتخب عضواً عن الحزب فى البرلمان 1924م، وتجدد انتخابه أكثر من مرة، وانتخب عضواً فى مجلس الشيوخ 1939م.
نشأ متأثر بالحركة الوطنية، والتى كانت فى حالة نمو واضح، بقيادة الزعيم مصطفى كامل، وكان معجب بأفكارهم، حتى إنه كان من أوائل من التحقوا بالحزب الوطنى الذى أنشأه الأخير، وكما يذكر كتاب "تاريخ الوفد" فإن الحزب الوطنى نشأ معاديا للثورة العرابية، وهو موقف الخديو عباس، الذى كان معاديا لأحمد عرابى، والشيخ محمد عبده، وسعد زعلول، والأخير كان يكتب فى جريدة الوقائع المصرية مؤيدًا لعرابى وللثورة العرابية.
قدم الراحل العديد من الكتابات، التى تناولت الثورة العرابية وزعيمها أحمد عرابى، وكيف جرت الأحداث، ووقائع محاكمته ومنفاه إلى الخارج، لمعارضته الإنجليز، البعض يرى أن عبد الرحمن الرافعى تحامل على الزعيم أحمد عرابى، وحمله نتائج فشل سياسات الخديو توفيق.
كان عمل المؤلف الراحل الرئيسي في مجال التاريخ إذ رصد بمؤلفاته العديدة تاريخ مصر الحديث في كل مراحله، فأصبح مؤرخ مصر القومى، ومن أبرز مؤلفاته : "الحركة القومية وتطور نظام الحكم في مصر"، "الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزى"، "فى أعقاب الثورة المصرية"، "مصطفى كامل"، "محمد فريد"، "مصر والسودان"، ويعد الرافعي من رواد الحركة التعاونية في مصر إذ أصدر كتاب "نقابات التعاون".
توفى فى القاهرة، عن ناهز 77 عاما، فى 3 ديسمبر من عام 1966 .