تتسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى، فى دورته الجديدة، بعد سنوات أعادت فيها مصر بناء جسور الثقة مع القارة الأفريقية بعد سنوات من الانصراف، وكانت التحركات المصرية تلبية لمطالب شعبية مصرية ومطالب أفريقية على مدى سنوات. وتنطلق مصر من رؤية واضحة، تستند إلى أن التنمية والاستقرار، مع عدالة توزيع العوائد، تضمن مزيدًا من التقدم والاستقرار لكل شعب على حدة، ولشعوب القارة عمومًا.
وقد حدد الرئيس السيسى استراتيجية مصر مبكرًا خلال العديد من الفعاليات التى شاركت فيها مصر وأفريقيا.من واقع إعادة تحديد المصالح المشتركة لمصر وأفريقيا، حق القارة فى ثرواتها وفى تنمية عادلة لمواردها، وفرض أسس الاستقرار فى المناطق الساخنة. وخلال العام الماضى حملت مصر قضايا القارة الأفريقية إلى شرق العالم وغربه، من الصين فى آسيا إلى النمسا فى أوروبا.
واحتضنت شرم الشيخ منتدى شباب العالم، مثلت أفريقيا محوره الرئيسى، تأكيدًا على انتماء مصر واعتزازها بهذا الانتماء. وتركز على أهمية توزيع التنمية والتدريب والتعاون انطلاقًا إلى تكامل اقتصادى يعود فى النهاية بنتائجه على مواطنى أفريقيا. مصر ترى أن الصراعات والحروب العرقية والأهلية تؤثر على أمن ومستقبل أفريقيا وأيضًا على العالم بما فيه أوروبا.
كما انعقد منتدى أفريقيا 2018 فى شرم الشيخ بحضور رؤساء النيجر وسيراليون ومدغشقر، وعدد من رؤساء مؤسسات التمويل الدولية، كما استضافت مصر المعرض الأفريقى الأول للتجارة البينية.وشهد منتدى أفريقيا 2018 مناقشات مهمة فيما يتعلق بالاستثمار واستراتيجيات جذب الاستثمارات ودعم الاقتصادات الأفريقية.
مصر تتعامل بشكل واقعى وتحدد النقاط الاستراتيجية فى الانطلاق نحو المستقبل، فى سبتمبر انعقدت قمة «الصين وأفريقيا»، حدد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أولويات مصر عند رئاستها للاتحاد الأفريقى فى2019 فى نقاط واضحة: تحقيق التنمية المستدامة وتوفير مزيد من فرص العمل للشعوب الأفريقية وتطوير البنية التحتية، وتعزيز حرية التجارة فى إطار اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية، وتطوير المنظومة الاقتصادية الأفريقية وتنويعها، وتعزيز المنظومة الصناعية.
وترى مصر أن التنمية والتحديث هما أقوى سلاح لمجابهة أغلب التحديات المعاصرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كالإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة، والفقر والمرض، والهجرة غير الشرعية.
وفى النمسا أمام منتدى أوروبا أفريقيا بفيينا، أعلن الرئيس أن تحديات الأمن والاستقرار حالت دون ترجمة النمو إلى تحسن ملموس فى حياة الأفارقة، وقال إن %60 من سكان أفريقيا البالغ تعدادهم أكثر من 1.2 مليار نسمة دون سن الـ25 عامًا، ينضم منهم 12 مليونًا إلى سوق العمل سنويًا، منوهًا مما يرفع معدلات البطالة ويشير إلى غياب الأمن الوظيفى فى أفريقيا. وأشار إلى أن التنمية فى أفريقيا وعدالة توزيع ثمارها تضمن أمن أفريقيا، وأيضًا أوروبا لأن البطالة والصراعات تقود للهجرة غير الشرعية.
وتعرف مصر أن دول العالم كله تتوجه إلى أفريقيا فى عالم لايعرف سوى لغة المصالح، وترى أن الدعوة للاستثمار تعنى أن يكون العائد عادلًا لشعوب أفريقيا، وأن استقرار أفريقيا وتنميتها ورخاء شعوبها يضمن الكثير من السلام للعالم، وترى مصر أن الصراعات والإرهاب والجريمة أخطار لاتتعلق بالقارة وحدها، وإنما تمتد بتأثيراتها إلى العالم. وبالتالى فإن التنمية العادلة تضمن التقدم والاستقرار لأفريقيا والعالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة