تشهد منطقة الجنوب الليبى استقطابا حادا بين حكومة الوفاق الوطنى الليبية من ناحية وقوات الجيش الليبي من ناحية أخرى، وذلك بعد دخول قوات الجيش إلى مدينة أوبارى وإعلانها السيطرة على حقل الشرارة النفطى الذى يعد أكبر حقل نفطى فى البلاد.
وتسبب الهجوم العسكرى الذى نفذته قوات تتبع رئيس المجلس الرئاسى فائز السراج إلى سقوط 10 قتلى بينهم 4 من قوات الجيش الليبي ينحدرون من قبائل المقارحة والحساونة والطوارق، فضلا عن سقوط 4 آخرين من قوات الفريق على كنة – عينه فائز السراج قائد لمنطقة سبها العسكرية – وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا لأمن واستقرار مدن الجنوب الليبى بشكل عام.
وأعلنت غرفة عمليات القوات الجوية التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي، حظر الهبوط والإقلاع من وإلى مطارات ومهابط المنطقة الجنوبية إلا بعد موافقتها، محذرة أى طائرة من الهبوط فى مجال المنطقة الجنوبية إذا حلقت بدون تصريح من قيادة الجيش الليبى.
وأشارت غرفة عمليات القوات الجوية التابعة لقيادة الجيش الليبى إلى أنه فى حال عدم امتثال الطائرة للأوامر ستعامل كهدف معاد، موضحة أن أى طائرة أجنبية تهبط حتى فى المهابط الترابية ستكون هدفا مشروعا لمقاتلات السلاح الجوى الليبى لأن المنطقة معلن عنها منطقة عمليات حربية وحتى إشعار آخر.
وشددت غرفة عمليات القوات الجوية بأن عدم امتثال أى طائرة سيجرى معاملتها كهدف معاد، منوهة بأن أى طائرة أجنبية تحاول الهبوط حتى فى المهابط الترابية ستكون هدفاً مشروعاً على الفور لنيران مقاتلات السلاح الجوى الليبى.
وأعلنت غرفة عمليات القوات الجوية أن المنطقة المعلن عنها ومنذ منتصف ليل الخميس ولحظة إعلان هذا البلاغ هى منطقة عمليات حربية مغلقة حتى إشعار آخر.
كانت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية قد أعلنت انتهاءها من تأمين حقل الشرارة النفطى الواقع بحقل مرزق جنوب غربى البلاد.
وأهابت قيادة الجيش اللييى بحسب بيان صحفى، الأربعاء الماضى، بالمؤسسة الوطنية للنفط ضرورة الإعلان عن رفع حالة القوة القاهرة التى أعلنت عنها فى وقت سابق بسبب سيطرة جماعات مسلحة على الحقل.
وأكدت القيادة العامة للقوات المسلحة الليببة أنها مستمرة فى مهامها بمكافحة الإرهاب فى كافة ربوع البلاد وكذلك تأمين الحدود الليبية والحفاظ على مقدرات الشعب الليبى.
كانت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط قد أعلنت حالة القوة القاهرة على العمليات فى حقل الشرارة النفطى منتصف ديسمبر الماضى.
بدورها اتهمت لجنة الدفاع والأمن القومى فى مجلس النواب الليبى، الخميس، المجلس الرئاسى فى طرابلس بالتحالف مع القاعدة وتنظيم الإخوان الإرهابى برعاية قطرية، لضمان البقاء فى ظل الفوضى وانعدام الأمن بالبلاد.
وطالب رئيس اللجنة، طلال الميهوب، بالوقوف صفا واحدا خلف المؤسسة العسكرية الليبية لطرد العصابات المتواجدة فى الجنوب، وإفشال مشروع قطر فى بلاده، ورفض كل ما يصدر عما يعرف بالمجلس الرئاسى الليبى، وتحديدا فى الأمور العسكرية.
ومنعت قوات حرس المنشآت النفطية التابعة لقوات الجيش الوطني الليبي قوة عسكرية تتبع اللواء أسامة جويلى قائد المنطقة العسكرية الغربية بحكومة الوفاق من اقتحام الشرارة النفطة بجنوب البلاد.
كان اللواء أسامة جويلى قد أكد أن المجلس الرئاسى قرر إرسال قوة من المكلفين بحماية حقل الشرارة منذ عام 2012 ثم انقطعوا عنه فى وقت لاحق، مشيرا إلى أن هذه العناصر اضطرت إلى مغادرة الحقل سنة 2014 بسبب النزاع الذى قال بإنه حدث تحت مسمى ( فجر ليبيا)، مشيرا إلى أنهم لازالوا يتقاضون مرتباتهم على كادر حقل الشرارة حتى الآن .
وأوضح جويلى أن توجيه هذه القوة إلى الجنوب جاء نتيجة للاختراقات الأمنية المتكررة التى قال بإنها وضعت الحقل تحت القوة القاهرة وهو ما سبب خسائر نتيجة توقف الإنتاج تفوق المليار دولار.
وفى سياق متصل، أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة عمله على تأمين شروط العملية الانتخابية، وأبرزها فرض القانون والأمن، مشيداً بالنجاح الذي حققه الجيش الوطني الليبي جنوب البلاد، ما يؤكد أن هذا الإنجاز يعد رافداً من روافد الاستقرار لإجراء الاقتراع.
وحول موقف البعثة الأممية من عمليات الجيش الوطني الليبي جنوب البلاد، أكد وقوف البعثة مع أي طرف يقوم بمكافحة الإرهاب، مضيفا "عقب عمليات الجيش الليبي الأخيرة الأوضاع تحسنت في الجنوب والجريمة اختفت والأمن أصبح ملموساً لدى الليبيين وهذا ما يهمنا".
كان القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، قد أمر بمواصلة تطهير مدن الجنوب الليبى، وذلك استمراراً للعملية العسكرية التي أطلقها منذ أشهر لتطهير المنطقة من العصابات التشادية، والقضاء على عناصر تنظيم داعش الإرهابى فى المنطقة.
ووجه القائد العام للجيش الليبى قادة المحاور فى جنوب البلاد بالتعاون مع شيوخ القبائل، لملاحقة الجماعات الإرهابية التى تعبث بأمن واستقرار ليبيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة