"أسن السكين.. أسن المقص".. كلمات معروفة لدى الجميع بأن المنادى بها هو "سنان" السكاكين وأدوات الجزارة، إلا أن عم عبد الفتاح لم يكن ينادى بل هو صاحب أقدم ورشة لسن السكاكين والمقصات وأدوات الجزارة فى وسط بنها بالقليوبية، والتى تخطى عمرها الـ60 عاما، والتى ورثها عن والده ومن قبله جده، فلم يكن هو وحده الذى يعمل بتلك المهنة من العائلة بل اشتغل بها كل أفراد العائلة، على الرغم من المخاطر التى يتعرضون لها خلال العمل بها.
عبد الفتاح عبده، الرجل الخمسينى، صاحب ورشة لسن السكاكين والمقصات وأدوات الجزارة بمدينة بنها بالقليوبية، يستعرض مع "اليوم السابع"، نشأته بالمهنة وتربيته فيها منذ نعومة أظافره بمرافقة والده، إلى أن أورثها لنجله، كما استعرض أيضا مخاطر المهنة ومصاعبها، وأوقات رواجها وكسادا، والسبب الرئيسى فى ضعف الإقبال على الورش فى السنوات الأخيرة.
فى البداية قال عم عبد الفتاح، لـ"اليوم السابع"، إنه منذ نعومة أظافره نشأ فوجد والده يعمل فى مهنة سن السكاكين والمقصات وأدوات الجزارة، فبدأ العمل معه منذ الصغر فى المحل، أى قبل 50 عاما من الآن، مشيرا إلى أن عمر الورشة التى ورثها عن والده تخطت الـ60 عاما، ليبدأ فى استكمال المشوار الذى بدأه والده ومن قبله جده، ثم يورثها لنجله من بعده.
وأضاف "عبد الفتاح"، أنه تعلم المهنة من والده وكيفية الإمساك بالسكين أو المقص أثناء سنه على الحجر، إلى أن شب فى المهنة واستوى عوده، لتصبح هى من بعد رحيل والده مصدر الدخل له ولإخوته الذين فضلوا شراء ورش مجاورة له ليصبح باب العمل أوسع للجميع، مشيرا إلى أنه طوال السنوات الكبيرة تعلم العديد من الدروس للعمل بتلك المهنة، موضحا: "المهنة كلها مخاطر واللى ميفوقش فيها هيلاقى الغلطة بفورة، لأن كل حاجة ليها ماسكة أثناء السن على الحجر أو الموتور".
وتابع، "الواحد لازم يغلط علشان يتعلم وبعد كده يفضل فايق للشغل، وتشيل أى حاجة تانية من دماغك، وإحنا بنبدأ شغلنا الصبح ونستقبل الزبائن فى المنطقة لأنها مشهورة بسوق اللحمة وسط بنها، وكل الناس جاية ليها مخصوص، وإحنا شغالين سن وتصنيع، وبعد ما السكين تتسن على الحجر بيتم غسيلها وبعد كده تكحت على السيراميك لرفع أى رتوش من الصلب نتيجة السن ويكون أمان أكثر للمستخدم على السنون دى متعورهوش".
وأوضح عبد الفتاح، "الموسم الذهبى لينا هو عيد الأضحى بتلاقى كل الجزارين والأهالى اللى بيضحوا بييجوا يشتروا عدد جزارة ويسنوا العدة لعملية الذبيح، ودا لينا بيكون أفضل موسم، إلى جانب بعض الأعياد الخاصة بالإخوة المسيحيين، وفى الأيام دى بنطبق فى الشغل علشان دا موسم، وابنى ورث منى المهنة، ومن بعدى هيورثها لأبنه".
وأشار، إلى أنه طوال هذه المدة التى يعمل بها بسن السكاكين لم يقم بسن الأدوات المخالفة للخارجين عن القانون، موضحا: "فيه شباب كتير كان بييجى ليا علشان أسن له مطواة أو يقولى اعملى سنجة، وأقوله مع السلامة أنا مش بتاع الشغل دا، شوف حد تانى، لأن اللقمة الحلال مفيش أحسن منها، وكمان عشان ربنا يسترها معانا فى شغلنا".
وتابع عبد الفتاح: "المسنات الصينى اللى فى جهاز العرائس جعلت هناك عزوف كبير عن الأول، طبعا بيشتروا المسنة دى ويستخدموها فى البيت، مع إنها مش بتسن حلو زى الحجر، لكن هى بتقى الغرض منها، وكمان السكاكين الصينى بيبقى شغلها صعب ولازم تكون حذر جدا معاها لأنها ممكن فى أى لحظة تنكسر وتعور، وإيدى مليانة إصابات من المهنة دى لكن مش هسيبها لحد ما أموت، وابنى هيشتغلها من بدى ويورثها لابنه من بعده".
واستطرد: إدخال الكهرباء والموتور فى إدارة حجر السن سهل الكثير على العاملين بالمهنة، فهى كانت متعبة جدا قديما، حيث كان يدار الحجر عن طريق بدال بالقدم، وهو ما يتسبب فى تعب كبير خلال نهاية اليوم، إلا أنها حاليا أصبحت أكثر سهولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة