أبطال بمعنى الكلمة، لا يبالون الموت يواجهوه بشجاعة، منهم" مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا".
في اليوم العالمي للحماية المدنية، لا أحد ينسى البطولات التي يقوم بها ضباط وأفراد الحماية المدنية بوزارة الداخلية، الذين يتعاملون مع الموت بصفة لحظية، لا تعرف منهم الخطأ، فالخطأ الأول هو الأخير.
ضباط قسم المفرقعات بالحماية المدنية، مهنتهم الأكثر خطورة، حيث يتعاملون مع المتفجرات والقنابل، فيرتدي الضابط البدلة الواقية ويردد الشهادتين ويتحرك نحو المواد المتفجرة بخطوات ثابتة، فقد يعود بطلاً بعد تفكيك القنابل، وقد يعود محمولاً فى نعوش الموت عبر جنازة عسكرية، حاصلاً على اللقب الأسمى والأشرف "شهيد".
بطولات عديدة سطرها رجال المفرقعات بالحماية المدنية، كان أبرزها نجاح ضباط في تفكيك العديد من القنابل والمواد المتفجرة داخل منزل الانتحارى بمنطقة الدرب الأحمر، وسط حالة من الترقب، والخوف والقلق الذى سيطر على الأهالى، حتى عاد البطل، وقد أنهى مهمته بنجاح.
ولا أحد ينسى بطولة الشهيد الرائد مصطفى عبيد ضابط المفرقعات الذى استشهد أثناء تفكيك عبوات ناسفة بمنطقة عزبة الهجانة زرعها إرهابي أعلى عقار بالمنطقة قبل احتفالات الأقباط، ليحمى المنطقة بأكملها من تفجيرات ضخمة كادت أن تطول الجميع، لولا تدخل البطل الشهيد، والذى اختار التضحية بالنفس ليحمى الجميع.
بطولات ضباط المفرقعات بالحماية المدنية تتكرر، ويبقى اسم الشهيد البطل "ضياء فتوح" أبرز هؤلاء الأبطال الذين سطروا بطولات في سجل الشرف لجهاز الشرطة، عندما قرر الضابط أن يفكك قنبلة بمحيط قسم شرطة الطالبية لتنفجر به ويرحل شهيداً، وتطلق والدته الزغاريد فرحاً باستشهاده، فقد شرفها حياً وميتاً، فطالما تمنى الشهادة ولم ينالها منذ أن كان يعمل بسيناء، ليكون المشهد الأخير في منطقة الطالبية ويرحل شهيداً تزفه الملائكة للجنة.
ولا أحد ينسى دور البطل المقدم محمود الكومى الذى أصيب في سيناء بحادث إرهابى، ليكون ضمن أيقونة البطولات لضباط قسم المفرقعات.
أبطال المفرقعات ليسوا بمفردهم الذين يقدمون البطولات والتضحيات في الحماية المدنية، وإنما يسطر رجال الإنقاذ النهرى بطولات مستمرة، من خلال التدافع فى عمق المياه لإنقاذ الأشخاص من الموت غرقا.
ويتحرك أبطال الحماية المدنية أسفل العقارات المنهارة لانتشال الضحايا لا يبالون الموت، في سبيل انقاذ الأرواح، مؤمنين برسالتهم النبيلة، على يقين بأنه من أحيا هذه الأنفس فكأنما أحيا الناس جميعاً.
وفي مشهد متكرر، تجد المواطنين يهربون من النيران لدى اندلاع الحرائق، فيما يواجه أبطال قوات الدفاع المدني النيران بشجاعة، يحاصروها لمنع امتدادها وانقاذ الأرواح.
مشاهد إنسانية لأبطال الحماية المدنية لا يمر يوم حتى تتكرر، ما بين إنقاذ مسنة محتجزة في شقة، أو أطفال أغلقت عليهم الأبواب، وانتشال مواطنين حاصرتهم السيول والأمطار، ليبقى القاسم المشترك في جميع هذا الوقائع بطولات وتضحيات رجال الحماية المدنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة