انتهت منذ أيام قليلة فعاليات مهرجان أسوان الدولى لسينما المرأة فى دورته الثالثة، والتى أكدت بما لا يدع مجالا للشك نجاح هذا المهرجان الجديد من نوعه من حيث اهتمامه بالمرأة بشكل خاص وتواجده على أرض مدينة أسوان العريقة، وارتباطه باسمها بما يحمله من عبق التاريخ؛ الذى يضرب بجذوره ليمتد لآلاف السنين من ناحية آخرى.
فنحن لا نتحدث عن مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ولا مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط اللذان يمتد عمريهما لسنوات طويلة من التواجد والنجاح والشهرة، لكننا نتحدث عن مهرجان وليد عمره ثلاث دورات فقط، استطاع خلالهم أن يتخذ له مكانا مرموقا وشهرة واسعة بين هذا وذاك، فاختيار المكان المناسب الذى كان له أثراً كبيراً على خصوصية هذا المهرجان والفوز بجمهور عريض متذوق للثقافة والفنون، وله من سماحة الروح ورقى الخلق وأدب التفاعل ما يكفى لإنجاح أى فعالية تقام على أرضه.
فشعب أسوان الطيب المرحب المؤدب المثقف كان خير سند للقائمين على تنظيم المهرجان، من حيث التفاعل والدعم والاحتفاء الخالى من أى ضجيج.
حقيقة فقد أسعدنى الحظ أن أتواجد بالدورة الثالثة لهذا المهرجان الذى سمعت عنه من قبل، ولكن من سمع ليس كمن رأى، فقد أدهشنى توافد هذا العدد من النجوم والنجمات من مصر والعالم، الذى ينم عن السمعة الطيبة والثقة الكبيرة بهذه الفعالية التى تعتبر جديدة، إلى جانب دقة التنظيم الذى يستوجب الشكر الجزيل للقائمين على هذا الحدث وحسن اختيار الشخصيات الفنية المكرمة، التى جمعت بين الأجيال القديمة والحديثة بشكلٍ رائع.
فقد كان اختيار الفنانة القديرة محسنة توفيق للتكريم بحفل الافتتاح أعظم مفاجأة، و كان له من التفاعل الجماهيرى ما لم أره من قبل، فهذا التقدير المستحق لفنانة كبيرة لم ينتبه أحد من قبل لضرورة شكرها وتقدير مشوارها الفنى الطويل بالسينما والتليفزيون والمسرح، كان من أهم أسباب التوفيق، فضلاً عن تكريم النجمة الأمريكية الكبيرة باربرا لينش، والنجمة منة شلبى كان بحق اختياراً موفقاً.
كما أسعدنى كثيراً أن أرى بحفل الافتتاح ثلاث نماذج مشرفة لسيدات مصريات على رأسهم الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، والدكتورة ميرفت التلاوى رئيس مجلس أمناء المهرجان والدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة، فهل لنا أن نفخر بوجود مثل هذه النماذج الرائعة التى تدل على أهمية ومكانة ونجاح المرأة المصرية بكل المحافل وعلى كل المستويات.
نعم فقد ألقى مهرجان سينما المرأة الضوء على دور النساء الفعال فى جميع المجالات العلمية والفنية والأدبية والثقافية ومكانتها التى يجب أن تتخذها عن جدارة واستحقاق، فالمرأة بحق هى نصف المجتمع و دينامو الأسرة وعمودها الفقرى الذى أن استقام استقامت هذه الأسرة التى هى نواة المجتمع ومؤشر استقراره .
نهاية: كل التحية والتقدير للقائمين على مهرجان سينما المرأة بأسوان وشعب أسوان الجميل بروحه الطيبة التى كانت من أهم أسباب نجاحه و تميزه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة