أكرم القصاص - علا الشافعي

حمدى رزق

ومنين أجـيب نـاس لمعناة الكـلام يتـلوه

الجمعة، 01 مارس 2019 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العقوق الوطنى ظاهرة بغيضة ضربت نفرًا من الرخصاء، يغتبطون مع كل مصيبة وطنية، من الرخص التهليل والتشيير شماتة فى استشهاد الغلابة فى حريق السكة الحديد، حالة من السعار تتلبس الفجار ويستبيحون الكود الأخلاقى ويشيرون صور الجثث متفحمة.. لعنة الله على الرخصاء المترخصين.
 
شماتة، ومكايدة، ونكاية، نفر فاسد الأخلاق عديم الضمير يتنكرون لأمهم فى مصابها، ترخص، وكأنهم مش مصريين، ولا ولدوا فى مصر، ولا نبتت أجسادهم من خيرها، ولا عاشوا فى ديارها، ولا تربوا بين أعطافها، يتمنون لها الشر كل الشر، وكلما حاق بها الشر باتوا سعداء مغتبطين.
 
مصر هى مصر، مصر أكبر من الثارات والعدائيات والخلافات، كل هذا الذى يستعر بيننا من ثأر مقيم جملة فى سطر من سطور العظيمة مصر فى كتب التاريخ، سنرحل جميعا وتبقى مصر إما لأجيال ستأتى وستعجب من هذا الذى كره أمه، كره مصر، وتمنى لها الركوع والاستسلام لخليفة الإخوان، وطلب لأهلها الحصار من الأساطيل الغربية، وتمنى قطع المساعدات العربية، وتجويع أهلها، وحصارهم فى شِعب ضيق، ويطلب لهم الأعداء تأديبا لخروجهم من بيت الطاعة الإخوانى.
 
الحكمة تقول: كلنا زائلون ومصر باقية، اكره نظامًا، اكره رئيسًا، كثيرون كرهوا خالد الذكر عبدالناصر ولكنهم لم يكرهوا مصر، ارفض نظاما أنى لك هذا، وشئت وشاء لك الهوى السياسى، كثيرون رفضوا السادات ونظامه، ومبارك ونظامه، وما كرهوا مصر، ولا رخصوا ولا ترخصوا، ولا نزلوا هذا الحضيض الذى يتترون فيه، اكره يا كريه، يا رخيص، ولكن أن تكره مصر وتتمنى سقوطها تحت عجلات القطار، هذا والله لكبيرة إلا على الإخوان والتابعين.
 
ومنين نجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه، سيبك من معزوفة المعارضة خيانة، الموالاة وطنية، سيبك من تخوين هذا لذاك، خلينا فى همنا الكبير، خلينا فى مصر، العقوق الوطنى خطر، لو تعلمون، مخيف، هل آذتك مصر يوما؟ معطاءة منذ الأزل. هل هنت أنت على مصر يومًا؟ رؤوم طوال تاريخها. هل عاقبتك مصر يوما؟ حتى الأمهات فى قعور البيوت تدعو على أبنائها العاقين وقلبها الطيب بيستغفر، هل ستكون سعيدا بخرابها؟ هل تحققت الأمنيات العقور، هل ثأرتَ من أهلك وشعبك، هل انطفأت النيران المستعرة داخلك، تنفخون فى الكير يلفح شرره الوجوه، يوم تخرب مصر، أنتم وأهلوكم وقود الخراب، ستحيق بنا جميعا المأساة.
 
لا أعرف سوابق تاريخية لهذا العقوق الوطنى، ولا أريد أن أعرفها أو أعرفهم، يا الله خرج من صلبها من يفرح فى حزنها، ومن ظهرها من يغتبط لخرابها، ومن رحمها من لا يرحم ضعفها، من بين الصلب والترائب خرج علينا مشوهون نفسيًا، فارق بين الغضب والترخص، حتى الغاضب منها يوما قال فيها شعرا «بلادى وإن جارت على عزيزة وأهلى وإن ضنوا على كرام»، لم يلعنها كما تلعنونها.. تلعنونها على السبحة التى فى أيديكم تتدثرون بها وتعلنون تدينًا زائفًا.
 
للأسف جاء علينا زمان، يتنكر المرء لأبيه وأمه وبنيه، يوم القيامة إذن، هل قامت القيامة ونحن عنها غافلون؟ أتنكرون مصر، لا أبا لكم قد ضل من كانت العميان تهديه، الله يرحمه الخال عبدالرحمن الأبنودى قال: «العدو زمان كان من بره البلد، دلوقتى بقى من جوه البلد»، يا حزنى على البلد التى خرج من صلبها ولد ينكرها ويستعدى عليها من لا يرحمها، ويتنكر ويترخص وهى فى أعلى عليين.
 
حالة الشماتة والحقد والثأرية التى بات عليها نفر معلوم من المصريين اسمًا، يحزن من الحزن، فرحان فى مصايب مصر يا رخيص، مسرور يا مسرور السياف، يا رخيص تعلن رخصك علانية، فعلا اللى اختشوا ماتوا.. وهم عرايا.. فعلا رخيص!.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة