تعد مرحلة الطفولة من المراحل المهمة التى يمر بها كل انسان باختلاف ثقافته وبيئته، فلا تزال ذكرياتنا فى هذه المرحلة محفورة فى عقولنا حتى الآن، كما نتعلق بالأشياء التى تعودنا عليها بشكل أكبر بكثير من أى مرحلة أخرى، وتعد الدمية "باربى" من أبرز الأشياء التى ما زلت موجودة إلى الآن منذ الأجيال السابقة وحتى الجيل الحالى، تلك التى احتفل العالم أمس الموافق 9 من مارس بعيد ميلادها الـ 60، وسوف نتعرف خلال السطور القادمة كيف أصبحت "باربى" رمزًا لطفولتنا منذ قديم الزمان إلى الآن وذلك تبعًا لمجلة "فوج".
مازالت باربى تحتفظ بصورتها الشقراء الجميلة وعيونها الزرقاء لدينا، كما قدمتها سيدة الأعمال الأمريكية "روث هاندلر" منذ عام 1959، وكانت تمثل ثورة فى ذلك الوقت قبل أن تصبح أول دمية للكبار فى السوق، فقد كانت فى ذلك الوقت مخصصة للفتيات الرضع الصغيرات، كما حققت نجاحًا كبيرًا فى عامها الأول وباعت أكثر من 350.000 نسخة وقد حققت ثروة تساوى 2000000$ فى عام 1960 بسببها.
تعرضت أيضًا على مر السنين الى انتقادات كثيرة، فيما يتعلق بتأثيرها على احترام الذات لدى الفتيات الصغيرة، وكانت جميعها معرضة لشركة "ماتيل" الشركة التى تسوق باربى فى السنوات الأخيرة.
وفى عام 2016 أطلقت العلامة التجارية "Project Dawn" دمى باربى الجديدة ذات 7 ألوان مختلفة للبشرة بالإضافة إلى 24 نمطا مختلفا من الشعر وألوان العين، وتحمل 3 أشكال مورفولوجية جديدة "مستديرة، صغيرة، كبيرة" كجزء من مجموعة أزيائها.
كما كانت تحمل رسالة تحمل التنوع من جميع الزوايا تشمل العرق والشكل وأنماط الملابس التى ترتديها أيضًا، حتى يكون هناك مزيدًا من الأطفال المحبيبن لـ "باربى" من جميع أنحاء العالم، وارتفعت المبيعات بنسبة 7% لتصل إلى 972 مليون دولار، وكانت دمية "لاتينا" الأفضل مبيعًا على الإطلاق بعد هذا النطاق.
واليوم أصبح أكثر من نصف دمى باربى المباعة ليست من المجموعة الأصلية صاحبة العيون الزرقاء والشعر الأشقر، كما أعلنت العلامة التجارية فى فبراير عن أفضل مبيعاتها فى 5 سنوات.
وقالت "باربى جلوبال هيد" نائبة رئيس الشركة، إن هذا يؤكد حقيقة استراتيجية المزيد من التنوع فى المنتجات المعروضة، وأضافت أن صوت العملاء كان هو الأقوى فقد عبروا عن رغبتهم بدمى تمثلهم، ووفقًا للقائمين على الشركة فإن أصالة الدمى الجديدة كانت المفتاح لنجاحها.
كما ظهرت باربى مؤخرا ذات إعاقات مختلفة، وسوف يتم إصدار دمية جديدة بها البهاق، قد كشف عنها النقاب على حساب إنستجرام الخاص بالعلامة التجارية فى هذا العام.
وتكشف "ماتيل" عن رغبتها فى تقديم مجموعة من الدمى ذات تنوع عظيم هى رغبة العلامة التجارية فى احترام الطموح الأصلى لمؤسسها، وتقول "ليزا ماك نايت" نحافظ على أهميتنا من خلال الحفاظ على صدق غايتنا الأصلية، وهى رؤية "روث" لتحقيق الإمكانات اللا محدودة لكل فتاة صغيرة.
وبالفعل أصدرت العلامة التجارية بالفعل دمى"قدوة" مستوحاه من مجموعة من النساء أمثال الفنانة "فريدا كاهلو" و"أشلى غراهام" و"ضبابية كوبلاند" و "افا دوفرناى".
وبمناسبة الذكرى السنوية الـ60 لباربى فإن العلامة التجارية قامت بإصدار 20 نموذجًا جديدًا من الدمى مستوحاة من 18 دولة بما فى ذلك الولايات المتحدة الممثلة "يارا شهيدى" والنموذج البريطانى" أدوا".
كما إن التوتر بين تراث باربي - ووضعها الأشقر في الثقافة الشعبية - ورغبة العلامة التجارية فى تعزيز المساواة بين الجنسين والتنوع يشكل تحديًا كبيرًا "لماتيل"، وقد تم اختيار مارغوت روبى لتجسيد فيلم جديد "باربى فى استوديوهات وارنر بروس" وهو الخيار الذى يعزز صورة أول دمية شقراء زرقاء العينين. ولا تزال الصورة النمطية عن الأثار فى جميع أنحاء العالم بما فى ذلك مبنى "امباير ستيت" فى نيويورك، وبرج فى "تورنتو وطوكيو".
"باربى هى رمز ثقافى معروف فى جميع أنحاء العالم ونحن نريد أن نكرمها ونخن فخورين جدًا بأن نكون حماة لعلامة تجارية صمدت أمام اختبار الزمن ونالت إعجاب 3 أجيال، وفى النهاية نريد أن يركز المجتمع ليس على ما تقدمه باربى بل على ما يشتهيه" هكذا اختتم McKnight حديثه عن العروسة.