يتناول كتاب مملكة الموضة لـ جيل ليبوفتسكي، من تقديم وترجمة دينا مندور، والصادر عن المركز القومى للترجمة، الموضة ومصيرها فى المجتمعات الغربية.
فى مقدمة الكتاب تسأل دينا مندور "ما الذى يدفع فيلسوفا ذائغ الصيت وعالم اجتماع مرموقا مثل جيل ليبوفتسكى إلى الحديث والاهتمام بمر مثل الموضة، يبدو للكثيرين كموضوع (ثانوى) أو عنصر رفاهية بحت تتمتع به الإنسانية"؟
وتجيب "مندور" إن ليبوفتسكى اشتهر بالحديث عن سلوكيات الإنسان فى مجتمع ما بعد الحداثةـ أو بما أسماه مجتمع "الحداثة المفرطة" عبر الاهتمام بموضوعات تجلت فى كتبه السابقة مثل "زمن العدم" و"مجتمعات الإخفاق" و"السعادة المفارقة" و"تجميل العالم" و"عن الخفة".
وترى دينا مندور أن "جيل ليبوفتسكي" حين اتلتفت إلى مضوع الموضة، كان حريا به أن ينظر إلى نشأة الظاهرة بطر جميع الأبواب المؤدية إليها، أو بمعنى أدقالمحيطة بها، فكانت البداية البديهية هى النظر إلى البعد التاريخي، والذى بذل فيه مجهودا ضخما وملحوظا بجمع مادة دقيقة عن الطبقات الاجتماعية وأزيائها وأفكارها إزاء الملبس والمظهر، دون إغفال الجماعات محدودة الانتشار فى أماكن متفرقة من العالم، متناولا تفاصيل مظهرها مرورا بمرجعيات الزى الثقافية وفقا لعادات تلك الجماعات وتقاليدها، وصولا لأسباب تغير نمط الزى وأسبابه.
وتتابع دينا مندور لم يتوقف الفيلسوف عند البعد التاريخى والاجتماعي، وانتقل إلى مناطق أكثر إثارة فى تاريخ الموضة، مثل نشوء الماركات العالمية وكيف استطاعتت أن تجذب فى ركابها رغم الأثمان الباهظة لأزيائها، عددا متزايدا من الزبائن والمهتمين بها.
بينما يقول "جيل" فى مقدمته لا تمثل الموضة جنونا ثقافيا، إنما هى ظاهرة تستحق التوقف عندها، فهى على الرغم من أنها لم تتوقف عن تسريع شرعنتها العابرة، وعن غزو فضاءات جديدة، وعن ضم الطبقات الاجتماعية كافة والأعمار المختلفة إلى مدارها، فإنها لم تبال بمن لديهم قناعة بإبراز مرونة المجتمعات الحديثة وتفعيلاتها.
ويقول جيل، سنقرأ تاريخ الأزياء، المفاهيم والإشكاليات، التى تسيطر عليها، لا من جل فحص مضمونها، الذى لا ينضب، ولكن من أجل التفسير العام لهذه الظاهرة وتحولاتها على المدى الطويل. لا يوجد تاريخ زمنى للأنماط وللمناسبات الأنيقة، ولكن هناك اللحظات العظيمة والحداث الكبيرة والنقاط النقاط التنظيمية والجمالية والمنااسبات الاجتماعية التى تحكم مسار الموضة منذ قرون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة