ما الذى يجعلنى أكتب عن مادلين موراى أوهير، السيدة الأمريكية التى وصفت نفسها بأنها أكثر امرأة مكروهة فى أمريكا، الذى دفعنى لذلك هو مشاهدة فيلم The Most Hated Woman in America الذى أخرجه وشارك فى كتابته تومى أوهيفير، الذى عرض عام 2017، ويحكى جانبا مهما من قصة «مادلين موراى» رائدة الإلحاد كما يسميها المتدينون فى أمريكا.
لكل منا أفكاره التى يؤمن بها، ومادلين موراى أوهير المولودة فى 13 إبريل 1919 والتى رحلت فى 29 سبتمبر 1995، كانت ملحدة أمريكية ومؤسسة منظمة الملحدين الأمريكيين ورئيستها من 1963 حتى 1986، ثم شغل ابنها جون جارث موراى رئاسة المنظمة من 1986 حتى عام 1995.
وتاريخ 1995 تاريخ مهم جدا فقد ماتت فيه «مادلين» مقتولة وكانت فى سن السادسة والسبعين من عمرها ومعها ابنها جون جارث وحفيدتها روبين موراى أوهير.
أسست مادلين موراى أوهير منظمة الملحدين الأمريكيين وتولت رئاستها من 1963 إلى 1986، وذلك بعدما حققت شهرة فى الشارع الأمريكى عندما أقنعت المحكمة العليا عام 1963 بإصدار قرار أنهى قراءة الكتاب المقدس فى المدارس الرسمية، فعلت ذلك لأنها كانت تريد لابنها أن يصبح «ملحدا» مثلها، بعدما ربحت القضية انطلق عالم المتدينين فى أمريكا فى مهاجمتها حتى أن الرئيس جون كيندى علق قائلا «لم يعجبنى الأمر لكننى أحترم القضاء»، وأطلقت عليها مجلة لايف الأمريكية «المرأة المكروهة رقم واحد فى أمريكا»، ويبدو أن الجملة لم تزعج مادلين حتى أنها كانت ترددها فى البرامج التليفزيونية التى تستضيفها.
لم تصادر مادلين على المؤمنين إيمانهم، لكنها طالبت بفصل الدين عن الدولة، وظلت طوال حياتها، تصيب وتخطئ، تدافع عن غير المتدينين حينا وتبحث عن الشهرة أحيانا كثيرة، والمجتمع الأمريكى يرسل لها رسائل كراهية وتهديد، وأخرى مشجعة ماديا ومعنويا، لكن أحدا لم يفكر فى أذيتها بشكل حقيقى.
جاءت النهاية بشكل غير متوقع بعدما اختطفها أحد العاملين السابقين معها ويدعى ديفيد واترز، اختطفها وابنها وحفيدتها من أجل المال، لكن السياق تحرك به بعيدا هو ومجموعته فقتلوا الثلاثة وشوهوا الجثث، ولم يحصلوا على المال.
صار الفيلم فى جزئه الأخير مثيرا للحزن، تتفق أو تختلف مع مادلين وجمعيتها، لكنها لم تسع أبدا لقتل أحد ولا تستحق حتى أن يطلق عليها أكثر امرأة مكروهة فى أمريكا.
لقد تعاطفت مع مادلين، التى لم تتوقع القتل، وتماهيت معها تماما بعدما شاهدت ابنها يُقتل أمام عينيها، فطلبت من «ديفيد» أن يقتلها أيضا، وفعل.