أوصت لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، برئاسة الدكتور أسامة العبد، الحكومة، بالعمل على ترميم المساجد الأثرية فى جميع المحافظات وافتتاح المساجد المغلقة.
وطالبت لجنة الشئون الدينية بالبرلمان، خلال اجتماعها اليوم الاثنين، بحضور وزيرى الأوقاف والآثار، للتعرف على خطة الوزارتين لتطوير المساجد الأثرية، بحماية المساجد الأثرية من السرقة، وقال الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة إنه كان يتم سرقة بعض الأشياء الثمينة من هذه المساجد ولا بد من حمايتها.
كما أوصت اللجنة الدينية الحكومة بدعم تمويل عملية تطوير المساجد الأثرية وتخصيص جزء فى الموازنة القادمة يكون موجها لصالح المساجد الأثرية، على الأقل 100 مليون إضافية بموازنة وزارة الأوقاف، وجاءت تلك التوصية بناء طلب وزير الأوقاف.
وتساءل الدكتور أسامة العبد عما تم اتخاذه من إجراءات بشأن تطوير بعض المساجد التى زارتها اللجنة فى مدينة الدرب الأحمر ومنها مسجد فاطمة الشقراء، وعقب وزير الآثار خالد العنانى أنه سيتم الانتهاء من مئذنة المسجد قبل شهر رمضان المقبل.
وأوضح العبد أن اجتماع اللجنة اليوم كان للوقوف على خطة عمل وزارتى الآثار والأوقاف لتطوير المساجد الأثرية، وأن اللجنة ستعد لجلسة أخرى بخصوص الكنائس والمعابد ومسار الرحلة المقدسة، قائلا: "لأننا لجنة دينية لكل الأديان وليست لجنة الشئون الإسلامية فقط"، مشيرا إلى أن وزيرى الآثار والأوقاف تبذلان جهودا كبيرة فى تطوير المساجد الأثرية واللجنة تشكرهما على هذه الجهود، وتستهدف معرفة الخطة المستقبلية لعمل كل وزارة منهما فى المساجد الأثرية، فمصر عامرة بالمساجد الأثرية سواء فى القاهرة أو باقى المحافظات.
وزير الأوقاف: الدولة تهتم بالكنائس مثل المساجد.. والأسرة المسيحية والمسلمة تقدم أبنائها فداء للوطن
من جانبه، وجه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الشكر للجنة الشئون الدينية والنواب على جهود اللجنة ودعمهم للوزارة الذى يعتبره دعما لانطلاقتهم فى تحقيق الأهداف، قائلا: "ندرك جيدا أن هذه اللجنة اسمها الشئون الدينية والأوقاف وليست الشئون الإسلامية والأوقاف، وكما هى معنية بالمساجد فهى معنية بالكنائس، والاهتمام بالكنائس لا يقل عن الاهتمام بالمساجد، ولكن هناك لجنة مشكلة من قبل مجلس الوزراء لتقنين الكنائس وتبذل جهودا غير مسبوقة، ولعل افتتاح الرئيس لمسجد الفتاح العليم والكاتدارئية فى العاصمة الإدارية فى يوم واحد أكبر رسالة على أننا لا نفرق بين دور العبادة مسجد أو كنيسة".
وتابع الوزير: "بالأمس كانت القوات المسلحة تحتفل بيوم الشهيد، وكلام أسرة الشهيد إسلام وأسرة الشهيد أبنوب، الاثنين أخصلوا للبلد والاثنين قدموا روحهم فداء للبلد والحساب عند ربنا يوم القيامة، كل يحاسب على ما قدمه وعقيدته، الأسرة المسلمة والمسيحية كل منها تقدم ابنها فداء للوطن، أحتسب ابنى عند ربنا، هذه الروح التى يجب أن يبنى عليها، محدش يضمن لا جنة ولا نار الأمر كله بيد الله، والروح الوطنية الأصيلة هى التى تبنى البلد وتدفعنا للأمام".
وزير الأوقاف: خفضنا المساجد المغلقة من 3400 لـ1800.. والدولة تطور مساجد أثرية بتكلفة كبيرة
وقال الدكتور مختار جمعة إن هناك خطة لتطوير المساجد الأثرية بالتنسيق والتعاون مع وزارة الآثار، وأن هناك مساعى مع مجلس الوزراء لتخصيص مبلغ فى الموازنة للسنة المالية الجديد لصالح تطوير وتجديد المساجد الأثرية.
وقال وزير الأوقاف إن المساجد الأثرية ليست مفصولة عن المساجد العامة، إنه مثلما هناك لجنة لتقنين الكنائس فى مصر، فإنه يؤكد أن مصر تشهد حاليا أفضل فترة فى تاريخ عمارة المساجد، متابعا: "خلال الأربع سنوات الماضية تم إحلال وتجديد نحو 2000 مسجد، بالتحديد 1966 مسجد تم إحلالها وتجديدها، وموازنتنا بتكلفة نحو 240 مليون جنيه، وعملنا إعلانين بـ540 مليونا، بخلاف المساجد، وحوالى 100 مليون لفرش المساجد، خلاف الصيانة والجهود الذاتية، فما ما يخصص لنا فى الموازنة حوالى 200 مليون بما فيها الصيانة، وعلى الأقل 300 مليون من الموارد الذاتية للوزارة".
وتابع وزير الأوقاف: "المساجد الأثرية فوق طاقتى أنا وزير الآثار، وهى لها طبيعة خاصة باعتبارها ثروة قومية وهناك ضرورة للمحافظة عليها سواء من ناحية مردود السياحة الدينية أو الأثرية، فتكلف تطوير المساجد الأثرية كبيرة، فمثلا مسجد المحلى فى رشيد يحتاج تكلفة 67 مليون جنيه منها 40 مليون جنيه فى المرحلة الأولى، وهناك اهتمام كبيرة بتطوير مسجد الظاهر بيبرس، وتأتى أهميته فى إننا نرتبط بعلاقات قوية مع دولة كازخستان، فهى دولة كبيرة مؤثرة، ومصر تمتلك جامعة الثقافة الأثرية الإسلامية فى وسط آسيا بكازاخستان، وحصلت على الاعتماد والجودة وبها 3 كليات ومصر هى التى بنت الجامعة، وهذه الجامعة مهمة جدا سياسيا لنا ولهم، ورئيس كازخستان منع إقامة أى جامعة أخرى، فهذه هى الجامعة الإسلامية الوحيدة هناك، حيث يحرص على نشر الإسلام الوسطى ويهتم بدور الأزهر اهتما بالغ"، موضحا أنهم يريدون الانتهاء من تطوير مسجد الظهر بيبرس لأن رئيس دولة كازاخستان سيزور مصر قريبا، لافتا إلى أن المسجد يحتاج تكلفة 181 مليون جنيه.
وأشار وزير الأوقاف إلى أهمية التوازن بين المساجد العامة والمساجد الأثرية، وأن هناك أولويات، لافتا إلى أنه كانت هناك مساجد مغلقة لا يتم الصلاة فيها، وعددها حوالى 3400 مسجد مغلق، منها مساجد كانت مغلقة منذ 18 سنة و22 سنة، مستطردا: "لدينا أولويات، وتم تخفيض عدد المساجد المغلقة إلى 1800 مسجد، أى قضينا على نصف قائمة الانتظار، وخلال 3 سنوات الوزارة قادرة على إنهاء قوائم الانتظار، والقضية تحتاج توازنات كبيرة".
وعن تطوير المساجد الأثرية، قال وزير الأوقاف: "رئيس الوزراء قال دى مهمة قومية والموازنة هتدخل فيها، ولو ربنا كرمنا الموازانة القادمة سنسعى لأن يكون هناك مبلغ خاص فى وزارة لأوقاف يخصص للمساجد الأثرية، وهناك جهود كبيرة، ونعمل حاليا على تطوير عدد كبير جدا بنحو 25 مسجد أثرى، فمثلا بالنسبة للمسجد المحلى برشيد حولنا فلوس للآثار، والآثار تحولها للمقاولين التى طلبت 40 مليون جنيه كمرحلة أولى، وحولنا نحو 10 ملايين، كما نعمل على تطوير مسجد الفتح بعابدين والآن شغالين فى تطوير مسجد السيد زينب والذى سيتولى الدكتور أسامة العبد رئاسة مجلس إدارته، والذى سيعمل نقلة كبيرة جدا فى السيدة زينب بالجهود الذاتية، وربما يتكلف نحو 80 مليون جنيه يتكلف بها متبرع واحد، كما نعمل على تطوير مسجد الإمام الحسين بتكلفة عالية، وكذلك مسجد السيدة عائشة بالجهود الذاتية".
وأردف وزير الأوقاف: "الفترة الحالية تشهد أفضل فترة تعاون بين الأوقاف والآثار، ولم نختلف فى أى شىء، ودائما نحل المشاكل ولم تتعطل أى أعمال، وأشكر الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، والدكتور أسامة العبد، فنحن نعمل كيد واحدة، وربما تكون المشكلة الوحيد التىة تقابل الأوقاف والآثار ارتفاع الكلفة وضعف التمويل، فالظاهر بيبرس يحتاج 181 مليونا، والمسجد المحلى 67 مليونا، يعنى بقيمة الموازنة كلها وعندى مساجد مغلقة، وكذلك نطور مسجد سيدى إبراهيم الدسوقى بكفر الشيخ وانتهينا من المرحلة الأولى، وعندنا مركزثقافة إسلامية فى تنزانيا به 11 إمام يدرسوا الثقافة الاسلامية".
وزير الأوقاف: هدم أى مسجد أثرى جريمة ضد القانون
كما قال الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه لا يجوز قانونا هدم المساجد الأثرية لأنها ثروة قومية، مؤكدا أن هدمها جريمة ضد القانون.
وأضاف وزير الأوقاف أن هدم المسجد الأثرى جريمة ضد القانون، ولا أحد يجرؤ على اتخاذ هذا القرار، ولا يجوز التصرف فى المسجد الأثرى، قائلا: "عشان نغير مروحة لازم بوجود لجنة مشتركة من الأوقاف والآثار".
وزير الأوقاف: وجهنا بمراعاة البعد الاجتماع فى تقنين الأوضاع للمواطنين
فى سياق آخر، أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أنه وجه بمراعاة البعد الاجتماعى عن تقنين الأوضاع للمواطنين بشأن أراضى وأملاك الأوقاف.
وقال وزير الأوقاف، ردا على تساؤلات لبعض النواب بشأن التيسير على المواطنين الذين يسكنون فى منازل منذ سنوات طويلة ومراعاة ظروفهم البسيطة، إن وزارة الأوقاف بدأت بحصر أملاك وأراضى الأوقاف على مستوى الجمهورية وأعدت أطلس من 70 مجلسا ستنتهى منه فى منتصف شهر إبريل المقبل، وتم بناء قاعدة بيانات غير مسبوقة ورقية وإلكترونية.
وتابع وزير الأوقاف: "فى إجراءات تقنين الأوضاع نسير بنظام سددلى جميع المبالغ السابقة، والناس كان إقبالها قليل، ثم أعطيت توجيهات بمراعاة البعد الاجتماعى مع الناس الغلابة الذين هم ظروفهم بسيطة، فمثلا واحد اتولد ووجد أبوه وجده ساكنين وعايز يتملك، أنا لا أملك إلا أن أقنن له بالقيمة السوقية العادلة، ولو عايز إيجار هأجر له، وممكن يقسط الديون السابقة، وهناك عدد 1005 حالات تم تقنين أوضاعهم فى النصف الأخير من 2018، و200 قننوا مؤخرا".
واستطرد الدكتور مختار جمعة: "أما الاستثمار سواء أرض زراعية أو محلات ليس حقى ولا حقك.. هو عدل وشرع الله، الواقف له شرط ولا نضيع الغاية من الوقف".
وزير الآثار: نطور عددا كبيرا من المساجد الأثرية.. ومسجد الظاهر بيبرس يتكلف 220 مليون جنيه
من ناحيته، أكد الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، أن هناك اهتماما كبيرا من الدولة بتطوير المساجد الأثرية ودعم السياحة الدينية، وحاليا يتم تطوير عدد كبير من المساجد والتى ستتكلف مبالغ كبيرة جدا.
وقال وزير الآثار إنه حتى 2017 لم يكن هناك أثر منقول فى مسجد أثرى مسجل فى الآثار، مثل الساعة والمصحف والمشكاة، وعندما كانت تتعرض للسرقة لم نكن نستطيع إثبات ملكيتها.
وأعلن الوزير أنه تم إجراء تعديلات قانونية لإنقاذ المساجد الأثرية بشكل سريع، قائلا: "علمت بأن هناك مئذنة سوف تسقط فى السويس، لم ننتظر تحرك وزارة الأوقاف وتعاملنا معها، فيما يشبه مخالفة قانونية، فعدلنا القانون ليشمل أنه فى حالة الخطر الداهم المتعلق بمبنى أثرى يتحرك المجلس الأعلى للآثار أو أى جهة لإنقاذ الموقف".
وأوضح أنه تم افتتاح عدد كبير من المساجد، مشيرا إلى أن جهات التمويل قد تكون متبرعين أو وزارتى الأوقاف والآثار.
وتابع وزير الآثار: "ميزانية ترميم الجامع الأثرى أغلى من تشييد 4 مساجد كبرى، لإعادته لأصله بمواد بناء معينة، تحافظ عليه كما كان من 700 عام"، موضحا أن مسجد الظاهر بيبرس تكلف 220 مليون جنيه.
وزير الآثار: افتتاح متحف كفر الشيخ نهاية 2019.. ومدينة فوه بها ثالث أكبر تجمع للآثار الإسلامية
من ناحيته، قال الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، إنه سيتم افتتاح متحف كفر الشيخ بعد تطويره فى نهاية عام 2019 الجارى، كما أكد أن مدينة فوه بكفر الشيخ تعد ثالث أكبر تجمع للآثار الإسلامية فى مصر، وأنه يتم تطوير بعض المساجد فى هذه المنطقة.
وقال وزير الآثار: "مدينة فوه بكفر الشيخ هى ثالث تجمع للآثار الإسلامية فى مصر بعد القاهرة ورشيد، وتلقيت طلب النائب شكرى الجندى، وطلبا آخر من النائبة هالة أبو السعد تطلب أن تكون فوه على خريطة السياحة العالمية، وأوضح أننا صرفنا 31 مليون جنيه على 6 جوامع فى فوه، كما نعمل على تطوير متحف كفر الشيخ الذى لم توضع فيه طوبة من خمس سنين، وبدأت المحافظة ووفرت 11,5 مليون جنيه، والوزارة ستكمل باقى المبلغ وسيتم افتتاح المتحف فى نهاية 2019، بالتالى مشروعين فى كفر الشيخ يكلفا وزارة الآثار أكثر من 50 مليون جنيه، والموضوع عشان تعمل منطقة واحدة للآثار الإسلامية المتمثلة فى المساجد بمدينة فوة لا يقتصر على مجرد ترميم مسجد، فهناك طرق وغيرها، نحن دورنا نرمم المساجد".
فى سياق متصل، أكد وزير الآثار صعوبة البدء فى بناء متاحف آثرية جديدة الآن، نظرا لعدم لصعوبة التمويل وعدم توفر التكلفة المالية، مشيرا إلى أن الأولوية حاليا لتطوير المتاحف القديمة.
فيما أكد الدكتور جمال محمد مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار، أنه تم خلال الفترة الماضية تسجيل 979 قطعة أثرية تم تسجيلها كآثار إسلامية، وهناك نحو 1049 قطعة أثرية قبطية ويهودية فى سيتم تسجيلها الفترة المقبلة.