تمر اليوم الذكرى الـ799، على سقوط مدينة بخارى أمام قوات المغول بقيادة جنكيز خان بعد حصار دام 3 أيام، وذلك فى مارس من عام 1220م، وقام المغول بطرد أهل بخارى، وقتلوا من بقى بداخل المدينة وأنهوا عملهم الوحشى بإحراق المدينة.
وبخارى عاصمة ولاية بخارى وتعد خامس مدن أوزبكستان (حاليًا) سكانا، ومن أعلامها الإمام البخارى والعالم المسلم ابن سيناء، والزمخشرى وغيرهم، ما جعلها تلقب بمدينة الصالحين.
وبحسب كتاب "تاريخ المغول وغزو الدولة الإسلامية" للدكتورة إيناس محمد البهيجى، فأن بخارى كانت من مدن بلاد ما وراء النهر التى طمع المغول فى الاستحواذ عليها، فنزل جنكيز خان بظاهرها فى أواخر عام 616هـ/1219م، وبدأ لفوره يضرب حصارًا محكمًا عليها، وكانت القوة الإسلامية التى وكل إليها أمر الدفاع عنها تتكون من عشرين ألفا، واستمر الهجوم ثلاثة أيام، وبعد ثلاثة أيام ظهر بعدها للجش الخوارزمى المدافع ضعفه وقلة حيلته، وعندئذ قرر التقهقر إلى خراسان، التماسا للنجاة.
وأحس الخوارزميون الذين بقوا فى المدينة، إثر ذلك وأن قوهم ضعفت وبدأ اليأس يدب فى نفوسهم وهم يرون خيرة الجند يغادرها، فأرسلوا قاضى المدينة بدر الدين يعرض تسليم المدينة ويطلب الأمان، فأجابه جنكيز خان وفتحت المدينة أبواها، ودخل جنكيز خان ومر أمام مسجد هاشم، دخله ممتطيا جواده وسأل عما إذا كان هذا قصر السلطان، فلما قيل له أن هذا إنما هو بيت الله، نزل إلى الأرض وصعد المنبر، وصاح قائلا: "لقد قطع العلف، أعط الخيل طعاما" وهنا فهم المغول أن جنكيز خان يشير إلى جنده بأن ينهبوا المدينة.
وقد حمل الغول إلى فناء المسجد عدة صناديق تحوى نسخا كثيرا من القرآن الكريم وقعت تحت حوافر الخيل، وأهان المغول الدين الإسلامى، بإحضار قرب الخمر إلى المسجد، كما أحضروا المغنين من المدن المختلفة، وأخذوا يشربون ويطربون، وأعيان البلاد وكبار الأئمة يقومون بخدمة الجمد فى مجالس الشراب أو يؤدون لهم الرقصات وفق رسم المغول، وأرغم أعيان المدينة على إخراج كنوز المدينة المدفونة، وجعل كل رجل منهم فى حراسة رجل مغولى.
وقد وجد ما يقرب من 400 فارس من فارسى الجيش الخوارزمى لم يخرجوا من المدينة مع سائر الرجال، فذهبوا للاحتماء بالقلعة، وقد دافعت هذه الحامية الصغيرة بكل شجاعة لمدة أحد عشر يوما، وقتلت عددا كبيرا من المغول، ويظهر أن جنكيز خان ركب رأسه عند سقوط عدد كبير من المغول ضحايا فى ساحة القتل، وبعد أن استطاع أن يحدث ثغرة فى الحامية ولم يترك شخصا فيها على قيد الحياة، أرغم بعدها سكان المدينة ان يخرجوا مجردين من أموالهم، ولا يحمل أحدا منهم غير ملابسه التى يرتديها، ثم دخل المغول المدينة فأعملوا فيها النهب وقتلوا من صادفهم من السكان.
وتفيد المؤلفة أن معظم مبانى المدينة حينها كانت من الخشب، فأخترقت بأسرها، ولم يبق من المبانى إلا تلك المبنية من الآجر، وتشرد أهالى المدينة ونزح أهلها إلى إقليم خراسان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة