تواصل ثورة 1919 يومياتها المتصاعدة فى طريق الثورة، لقد خرج المصريون وصاروا يهتفون ضد الإنجليز بحثا عن الحرية، وفى يوم 11 مارس 1919 يرصد عبد الرحمن الرافعي فى كتابه المهم "ثورة 1919 .. تاريخ مصر القومى من 1914 إلى 1921) العديد مما حدث فى هذه الأيام المثيرة.
يقول الكتاب إنه "فى يوم 11 مارس استمر إضراب الطلبة وتعطل سير الترام وأضرب سائقو سيارات الأجرة، واضطرب سير مركبات الأمنيبوس، وكان مسيرها من قبل محصورا فى خطوط ضيقة، فتعطلت المواصلات في جميع أنحاء العاصمة، وأقفل معظم التجار متاجرهم وأقفلت البيوت المالية أبوابها، وتجددت المظاهرات تطوف أنحاء المدينة، حتى صارت في شبه مظاهرة عامة".
ويتابع الرافعى "لما رأت السلطة العسكرية كثرة المظاهرات واتساعها وتشعبها في مختلف الأحياء، أصدر القائد العام في هذا اليوم أمرا بمنع المظاهرات وإنذار من يخالفون هذا الأمر بالمحاكمة العسكرية، وقد نشر الأمر في الصحف، وألصق على الجدران في الشوارع والميادين، وهذا نصه (جناب قائد عموم القوات فى القطر المصرى يلفت الجمهور إلى أنه لما كانت البلاد لا تزال تحت الأحكام العرفية فلا يجوز القيام بأى اجتماع عمومى أو أيه مظاهرة وكل شخص يخالف هذا الأمر يحاكم بصفة مستعجلة).
وتابع الرافعى "أخذت السرايا (الدرويات) البريطانية تطوف الشوارع والميادين لتنفيذ هذا الأمر، وسار الجند بأسلحتهم ومعداتهم من بنادق وحراب وسيارات مصفحة وأخرى مجهزة بالمدافع الرشاشة لقمع المظاهرات ، وأطلقوا النار على من صادفهم من المتظاهرين، وكان أول مصادمة بين الجنود البريطانيين والمتظاهرين في هذا اليوم بميدان باب الحديد على مقربة من كوبرى شبرا الممتد فوق السكة الحديدية، ثم في شارع عماد الدين".
أما عن الشهداء في ذلك اليوم يقول كتاب الرافعى "وقد عرفنا من أسماء الشهداء فى هذه المصادمة اسم كل من محمد عزت البيومى ، عبد الفتاح محمود جاد، طلبة حسن، وقد توقوا بقصر العينى بسبب ما أصابهم من الجروح النارية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة