أثارت شائعات عزل قداسة البابا تواضروس التى أطلقتها لجان إلكترونية موجهة، غضب الشارع القبطى، وانتفض الأساقفة والشعب وكهنة الكنيسة للرد على تلك الحملات التى أكدوا أنها تنال من سلام الكنيسة وتحاول شق الصف، حيث روجت صفحات إلكترونية استمارات على مواقع التواصل الاجتماعى تهدف لعزله عن كرسيه بعد أن روجوا أكاذيب ضده تتعلق بسياسات الانفتاح على الكنائس الأخرى التى انتهجها البابا منذ أن جلس على كرسى مارمرقس، بالإضافة إلى ما وصفوه بدخول المرأة الكاتدرائية، حيث عمد البابا إلى تمكين النساء فى بعض المناصب غير الدينية بالكنيسة.
الشائعات التى استهدفت الرجل الأول فى الكنيسة القبطية، ليس لها وزن على الأرض، ولا فى عموم الكنائس بل تم مواجهتها بالمزيد من التضامن مع البابا البطريرك، فأعلن مجموعة من أقباط الولايات المتحدة يمثلون كنائس متعددة في بيان لهم صدر اليوم، تضامنهم الكامل معه.
وأكدوا، أن هناك ترويجا متعمدا للشائعات والأكاذيب من قبل من وصفوهم بجنود الظلام الذين يستهدفون شق الصف الكنسى وإحداث بلبلة وخداع فى المجتمع القبطي لتحقيق أهداف خفية تؤثر على سلام الكنيسة، مضيفين : نحن أقباط الولايات المتحدة الأمريكية نعلن عن كامل رفضنا لتلك الأفعال الشيطانية، ونؤكد تضامنا المطلق للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولجميع رعاتها الذين يقودونها بكل بر وتقوى وعلى رأسهم قداسة البابا تواضروس الثانى حفظه الله للكنيسة وشعبها".
واختتم أقباط الولايات المتحدة الأمريكية بيانهم قائلين: "نطالب هؤلاء المغيبون عن إرادة الله بوقف تلك التصرفات المشينة والتى لن تنال من كنيستنا بل ستزيدها قوة وثبات، ونشكر الله على حكمة الشعب القبطى الذى تصدى للدعوات المزعومة بعزل البطريرك فمن أجلسه الله على عرش مرقص الرسول لا يعزله بشر".
بينما قال الأنبا سيرابيون، مطران لوس أنجلوس بالولايات المتحدة، إن ما يشاع "فرقعات إعلامية" وتحدث من وقت لوقت، مشيرا إلى أن "هناك بعض الخلافات في الأراء بين أعضاء المجمع المقدس حول بعض الموضوعات، إلا أن الكنيسة منضبطة والآباء كلهم قديسين، ولا توجد مجموعة تتآمر أو تكتب وثيقة، لأن ذلك غريب عن الكنيسة".
وأضاف سيرابيون: "ليس كل ما نناقشه نتفق عليه، وذلك لا يعني أننا نتآمر أو يوجد انقسام، وأريد أن أحذر الأقباط من أنه ليس كل ما نقرأه أو نسمعه نصدقه، والهدف من ذلك أثارة البلبلة، ويجب أن يكون لدينا وعي بأن الكنيسة تتعرض في هذه الأيام لهجوم من الداخل والخارج، وهدف تلك الحملات الزعزعة، ولكن كنيستنا قوية وكنيسة شهداء وأكبر من أي شخص، ولا يمكن لأي شخص أن يغير شيئا فيها، ولابد أن يكون هناك وعي بطبيعة المرحلة التي تمر بها الكنيسة، فنحن نسير على رمال متحركة".
بينما أصدرت مطرانية الجيزة، بيانا رسميا، أشارت فيه إلى وجود هجوم على الكنيسة وعلى الرموز والقيم، من أجل تبديد الرعية، مشيرة إلى أنه صادر عن جماعة مغرضة، تهدم ولا تبني وينساق وراءها البسطاء من الشعب وكان "الكنيسة والإيمان في خطر".
من يقود حملات استهداف البابا تواضروس على السوشيال ميديا؟
منذ سنوات طويلة وتحديدًا منذ العام 2015 بدأت حملات استهداف البابا تواضروس حيث تشكلت جماعات مناهضة للبابا، ظهرت فى البداية كحركات ترفض تعديلات المجمع المقدس على لائحة زواج الأقباط، وقد بدأت تلك الجماعة باسم "حماة الإيمان"، ثم بدأت تتوسع وتؤسس صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى تحت اسم "أبناء البابا شنودة حامى الإيمان الأرثوذكسى"، وعضمة زرقاء" وغيرها، تعمل تلك الجماعات على تصدير فكرة الخلاف العقيدي بين البابا تواضروس وبين أساقفة التيار التقليدي فى الكنيسة القبطية، وتحاول دائما وصفه بالمفرط فى الإيمان وتستخدم فزاعات محددة لذلك أهمها قضية العلاقة مع الكنائس الأخرى التي تشكل نقلة إصلاحية رغب فيها البابا تواضروس من أجل تجاوز سنوات الشقاق، وتتناسى تلك الجماعات التى تدعي تمسكها بأفكار البابا شنودة الثالث، أن البطريرك الراحل كان من بين من عملوا على التواصل مع الكنائس الأخرى من بينها الفاتيكان حيث صلى فى قلب القصر الرسولى فى الثمانينات.
البابا تواضروس حذر أكثر من مرة من تلك الصفحات، وقال فى أحد عظاته إن الإيمان لا يحتاج من يحميه لأن المسيح وحده يحمى هذا الإيمان ويدافع عن كنيسته أيضًا، إلا أن بعض الأساقفة يحترفون إصدار البيانات المنفردة وتزعم فكرة الدفاع عن الإيمان التى انتقدها البابا وعلى رأسهم الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة.
الأنبا أغاثون يعود من جديد: نحن وكلاء الشعب القبطي وحماة الإيمان
الأسقف الذى احترف إصدار البيانات منفردا بعيدا عن الكاتدرائية أصدر بيانًا جديدًا مساء السبت، بعد أن جمع توقيعات من كهنة إيبراشية مغاغة والعدوة، يعلنون فيها التضامن معه ضد ما وصفه بالحملة الشرسة ضده.
وجاء فى البيان الذى تم توقيعه باسم مجمع كهنة الإيبراشية: يعلن مجمع الكهنة رفضهم لما يتعرض له الأسقف من هجوم سواء من " قلة" من أبناء الكنيسة أو خارجها، مشددين على أن الأسقف تعهد بالدفاع عن الإيمان وعقائد وتعاليم الكنيسة الأرثوذكسية، واحترام قوانينها.
وأشاروا إلى أن الأسقف يمارس حقوقه المسموحة له من قبل الكنيسة بالدفاع عنها، وعن إيمانها وعقيدتها، وأن كل تصريحاته وكتاباته نابعة من دراسة وتخصص ومسئولية، بل ويراعي فيها مشاعر الناس واحترامهم.
وتعجب مجمع كهنة مغاغة والعدوة من طريقة طرح القضايا ومناقشتها، وعدم محاسبة المتطاولين، مؤكدين أن مثل هذه الاتهامات سوف تضمحل وذلك وفق تاريخ الكنيسة.
وأوضحوا أن " أسقفهم" ومن مثله من المدافعين عن الإيمان الكنسي سيقفون كصحن منيع ضد الاختراقات الموجهة للكنيسة من المدارس الجديدة والمعلمين الجدد أصحاب الأفكار التى تتعارض مع إيمان الكنيسة، والذين علت أصواتهم منذ بضعة سنوات بل ووصل تعليمهم إلى درجة الهرطقات.
واعتبر مجمع المغاغة والعدوة" أنفسهم وكلاء عن الشعب القبطي فى تلك الإيبارشية.
البيان الذى أصدره الأنبا أغاثون أثار الجدل فى الشارع القبطي، خاصة وأنه ليس الأول بل يعتبر واحدا من ضمن سلسلة بيانات يصدرها الأسقف باستمرار فى مختلف القضايا التى تمر بها الكنيسة، ويتخذ فيها اتجاها معاديا للبابا تواضروس ولتوجهاته، بل وينصب نفسه وكيلا عن المسيحيين فى إيبراشيته، حتى أنه أصدر بيان علق فيه على حكم محكمة دمنهور الذى أحال أوراق الراهب المشلوح "إشعياء المقارى" وزميله فلتاؤس المقارى، للمفتى فى قضية مقتل الانبا ابيفانيوس، وتسبب الأمر فى تحريك دعوى قضائية ضده بتهمة إهانة القضاء، غير أن بيانات الأب الأسقف لم تتوقف عند هذا الحد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة