لا كرامة لنبى فى وطنه، ولا كرامة للشاعر الكبير محمود درويش فى شعره، حيا أو ميتا، فالاتهامات تحاصره فى كلا المرحلتين، فرغم اعتبار الراحل شاعر القضية الفلسطينية، والذى أطلق عليه أيضا شاعر الأرض المحتلة، لكن درويش رحل ولا تزال الاتهامات موجهة إليه.
وتمر اليوم الذكرى الـ78، على ميلاد الشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش، إذ ولد فى 13 مارس عام 1941، بينما غاب عن عالمنا فى 9 أغسطس عام 2008، عن عمر ناهز حينها 67 عاما، واجه خلالهم العديد والعديد من الاتهامات التى حاولت النيل منه.
التطبيع.
رغم أنه هو نفسه شاعر الأرض المحتلة، لكن اتهامات التطبيع مع الكيان الصهيونى، لم تترك الشاعر الراحل، وظلت تترصد له طوال حياته أى موقف لتأكيد صحة الاتهام، مستغلة شعره لحبيبته اليهودية "ريتا"، ومن بعده ترجمة أعماله للعبرية وإذاعة أشعاره على الإذاعات اليهودية، بالإضافة إلى زيارته إلى الأرض المحتلة، ومنها زيارته إلى حيفا عام 2007، والتى أثارت غضب كبير على الشاعر الراحل حينها، كما أن درويش نفسه درويش كان قد أعطى مقابلة للصحفى الصهيونى "اليسارى" حاييم هنجفى من جناح حركة "متسبين-تل أبيب قبل أن يصبح لبراليا (بمعاييرهم) والمقابلة لصالح جريدة " يديعوت أحرونوت" العبرية.
الإلحاد
أثار محمود درويش بسبب كتاباته الشعرية جدلًا واسعًا بين الناس حول دينه، ووجهت له اتهامات عدة بأنه ملحد وخارج عن الدين الإسلامى، وكما يقول حامد بن عبد الله العلى: "محمود دوريش كان ملحدا بامتياز" واستشهد المعارضون لدرويش بعدد من أبياته الشعرية، منها :"يا الله، جربناكَ، جربناكَ، من أعلاك فوق جراحنا".
اغتيال ناجى العلى
عرف عن الشاعر الراحل اختلافه فيما يقدمه رسام الكاريكاتير الراحل ناجى العلى، وكان معارضا له، وهو ما دفع البعض إلى اتهامه بالتورط فى اغتياله، وذلك حسبما الكاتب الصحفى عبدالله السناوى، حيث أكد أن الاتهام نفسه حاصر "درويش" على خلفية رسم كاريكاتيرى آخر، قبل الاغتيال مباشرة، وصفه بـ"محمود خيبتنا الأخيرة" باستيحاء عنوان قصيدته "بيروت خيمتنا الأخيرة" اعتراضا على ما دعا إليه من فتح حوارات مع اليسار الإسرائيلى، وتابع: لم يخف "درويش" اختلافه مع نهج "العلى" قد يكون "درويش" لوح بشىء من التهديد فى الاتصال الهاتفى النادر بينهما لكنه يصعب تخيل تورطه فى تلك الجريمة التى هزته من أعماقه: "إن ناجى العلى لنا، ومنا، ولنا.. ولنا".
السرقات الأدبية
بعض الصحف والمواقع الإلكترونية أشارت إلى ما مزاعم خاصة بأخذ محمود درويش بعض النصوص التوراتية التى أثرت فيه، وعليه، إلى درجة الاستلاب كما يقول الشاعر موسى حوامده، وكيف أن درويش مستل من غيره، السياب وأدونيس ونزار قبانى، على حد تعبير الناقد محمد صابر عبيد، وأنه أساء إلى القضية الفلسطينية ليس فقط ببعض مواقفه السياسية، وإنما أيضاً فى اعتماد قصيدته المشروع وغير المشروع على تراث أعداء هذه القضية، كما يمكن أن يفهم من مجمل ما قاله الباحث الفلسطينى أحمد أشقر، بطريقته الخاصة البعيدة قليلاً عن السياقات النقدية المعهودة، وذلك حسبما ذكر ملحق الخليج الثقافى.
معارضة المقاومة
موقفه من إسرائيل وناجى العلى، سالفى الذكر، ورغم عدم وجود دليل واحد عليهما، إلا أن اتهامات بوقوف درويش ضد المقاومة الفلسطينية وجهت له، فوفقا للباحث أحمد أشقر فإن درويش خشى الإسرائيليين بعد قصيدته "رقصة الهدهد الأخيرة"، لأن اليهود يعتبرون الهدهد نجسا ومراوغا ورمزا للتدمير، واعتبر أن درويش "يتنصل من المقاومة عند اليهود ومقاوم أمام العرب" بعدما أبلغه عضو عربى فى الكنيست أن الإسرائيليين متضايقون وربما يفكرون باغتياله، وأشار إلى أن قصيدة "لماذا تركت الحصان وحيدا" جاءت بمثابة "صلحة" حسب رأيه، وذلك حسبما جاء فى مسية ثقافية نظمتها رابطة الكتاب الأردنيين فى أكتوبر من عام 2012 بعنوان "درويش والتوراة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة