مكانة الأم لها ثقل فى قلوب الأبرار، ومن يجهل ذلك أو يغيب عنه الإحسان لها فإنه يتخبط فى غياهب القسوة وضروبها، فما بالنا بأنها ليست أما لابنا واحدا بل لستة أبناء، لم يحن قلب أحدهم على راحتها وإعالتها فى هذا السن الكبير، على الرغم من أن الجميع يعلم أن رضا الأم من رضا الرب، إلا أن هؤلاء الستة لم يقدموا أبسط الأشياء التى تبين هذا، وعلى الرغم من كل هذا الجفاء تجد لسان حال هذه الأم بالدعاء لهم بيسر الحال، فهذا هو قلب الأم.
"ست الناس"، 75 عاما بمدينة شبرا الخيمة، لم ترضخ لجفاء وقسوة قلوب أبنائها، بل عملت حتى هذه اللحظة على كسب قوت يومها بنفسها حتى وإن كان فيه المشقة الكبيرة والتعب، من عملية "بيع أسطوانات الغاز" من خلال الحصول عليها من أحد المستودعات بالمدينة، فى الصباح الباكر يوميا، ثم توزيعها على زبائنها المعتادين، وكل هذا عن طريق "عربة يد"، تدفعها بيدها التى تظهر عليها علامات الشقاء، لتجد جنيهات معدودة تستطيع خلالها سد احتياجاتها اليومية، وسد إيجار المنزل الذى تقطن به.
وكان لـ "اليوم السابع" هذا اللقاء مع ست الناس سعيد السيد ياسين، صاحبة الـ 75 عاما، بمنطقة بهتيم بشبرا الخيمة بالقليوبية، الذى استعرضت خلاله ما مرت به من ظروف قاسية، مشيرة إلى أن زوجها توفى منذ 15 عاما، وترك لها معاشا 500 جنيه، لكنه لا يفى احتياجاتها من إيجار المنزل الذى تقطن به، إلى جانب دفع فواتير المياه والكهرباء وعلاجها الشهرى الذى يتخطى وحده الـ 200 جنيه.
وأضاف "ست الناس"، أن لها 6 أبناء، جميعهم تزوجوا ورحلوا بزوجاتهم إلى مساكن أخرى، ولا أحد منهم يعولها ولا حتى يلقى نظرة عليها، لتواجه آلامها بنفسها دون سند، وعلى الرغم من ذلك لم يزل لسانها رطب بالدعاء لهم بحسن ويسر المعيشة والسعادة داخل بيوتهم.
وأوضحت "ست الناس"، أن يومها يبدأ بعد صلاة الفجر بعد أن تؤدى فرضها تعد عربة اليد الخاصة بها وتضع 3 أسطوانات غاز ثم تتوجه إلى مستودع للغاز بمنطقة مسطرد، حيث تقطع مسافة كبيرة على قدمها النحيفتين، لاستبدال الثلاث أسطوانات بأخرى مملوءة، لتعود قاطعة نفس المسافة لتوزيعها على زبائنها المعتادين، لتتحصل على مكسب لا يتعدى الجنيهات المعدودة لتقضى بها احتياجاتها دون مد اليد لأحد من أبنائها.
وتابعت، "كبرت على خدمة البيوت والشغلانة دى أكرم ليا من مد الإيد، ولحد ما أموت طول ما فيا صحة مش همد إيدى لحد، وهفضل أنزل وأشتغل وألف بالأسطوانات دى، وأصرف على نفسى، وأولادى ربنا يكرمهم فى عيشتهم ويكتب لهم السعادة، ومش محتاجة حاجة من حد، بس قعدتى لوحدى فى البيت طمع الناس فيا، كنت جمعت فلوس علشان أعمل عملية، واحد خلانى فى المستودع ودخل البيت سرق الفلوس، ورحت الحسين دعيت عليه".
واستطردت، "نفسى فى عمره وأشوف بيت ربنا، وأرتاح من الشقى شويه لأن الجسم مش مستحمل تانى، ونفسى فى حاجة تسند مع المعاش علشان أرتاح، وأعيش اليومين الباقيين مع ربنا، ويبقى حسن الختام مع ربنا، ومش عاوزة حاجة من أولادى".
للتواصل مع الحالة
ست الحسن سعيد السيد ياسين
01284114794
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة