كانت صدمة كبيرة هزت وجدان العالم أجمع، قاتل تجرد من كافة المشاعر الإنسانية، يقتل بدم بارد مصلين عزل بمسجدين فى نيوزيلندا، ولا يكتفى بإراقة دمائهم بل يتفاخر بذلك ويبث جريمته الشنعاء على الهواء مباشرة، فى حادث شنيع خلف 50 ضحية بريئة وأكثر من 35 جريحاً.
بشاعة الجريمة الإرهابية المروعة، التى تتنافى مع كافة القيم الأخلاقية والإنسانية، جعلت دول العالم تهب لاستنكارها والتنديد بها بأشد عبارات الشجب، وخرجت بيانات الرفض لما حدث من عواصم الدول، سواء الإسلامية أو العربية أو الغربية.
المثير للعجب أن العواصم الغربية التى أصدرت بياناتها الرافضة والمستنكرة للحادث الإرهابى البشع لم تدرك أنها نفسها لها دور كبير فى هذه الجريمة النكراء، حيث لم تتخذ إى إجراء لمواجهة خطاب الكراهية ضد الإسلام، وحملات التحريض ضد المسلمين، وتركت نيران العنصرية تتسع وتتسع بعدما أفردت لها الصحف ووسائل الإعلام هناك مساحات كبيرة، استطاع من خلالها المتطرفون والعنصريون التسلل إلى عقول المواطنين فى تلك الدول، وأزكوا لديهم نيران العصبية والعنصرية، وصوروا لهم كذباً وبهتاناً أن المسلمين شياطين وإرهابيون ومتطرفون يجب القضاء عليهم لأنهم خطر على البشرية، رغم أن الدين الإسلامى دين سلام وسماحة.
وكثيرة هى الحملات الممنهجة التى روجت فى تلك الدول الغربية، تحت سمع وبصر حكوماتها، وأدت لتوصيل صورة ذهنية كاذبة عن وحشية المسلمين وهمجيتهم، واستغلوا ما يفعله بعض الإرهابيين ممن ينفذون مخططات مخابراتية غربية للقيام بعمليات قتل وتدمير فى البلاد الإسلامية نفسها، لتصوير الإسلام والمسلمين كأنهم وحوش، رغم أن هؤلاء الإرهابيين لا دين لهم ولا ملة، وبعيدون تماماً عن سماحة وإنسانية الدين الإسلامى.
إننا نقدر حتماً تعاطف العالم الغربى مع ضحايا المذبحة الشنعاء، ولكننا نود أن نلفت نظرهم أن الإدانات لا تكفى، والشجب لن يخمد نار العنصرية التى بدأت تسرى فى عواصمهم ضد الإسلام والمسلمين، أو ما يطلق عليه "الإسلاموفوبيا"، ويجب على قادة تلك الدول الانتباه إلى وجوب التصدى للحملات الممنهجة ضد الإسلام والمسلمين، وأن يضعوا حداً قانونياً للكراهية والعنصرية التى زادت بشكل ملحوظ فى تلك الدول، ما يتعارض مع مبادئ التعايش السلمى المشترك بين جميع الشعوب ونشر قيم التسامح، حتى لا نصل إلى تكرار هذه المذبحة الإرهابية البشعة، التى تنافى كل الشرائع السماوية والقيم الإنسانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة