حقائق متتالية تتكشف يوميا بشأن الطائرة بوينج 737 ماكس 8، التى راح ضحيتها عشرات الركاب فى حادثين لا يفصل بينهما أكثر من خمسة أشهر، ففى أحدث معلومات تشكل ضربة قاسمة لعملاق الطائرات الأمريكى، "بوينج"، أعلنت وزارة النقل الإثيوبية أن مراجعة أولية لـ "الصناديق السوداء" التى عثر عليها من الطائرة المنكوبة بوينج طراز 737 ماكس 8، وجدت أوجه تشابه بين هذا وأخر يتعلق بنفس طراز بوينج سقطت فى إندونيسيا قبل خمسة أشهر.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، فإنه على الرغم من أن متحدثًا باسم الوزارة لم يوضح تفاصيل أوجه التشابه، إلا أن المعلومات الواردة من الصناديق السوداء، مسجلات البيانات والصوت، تشير إلى أن رحلة الخطوط الجوية الإثيوبية رقم 302 ربما واجهت مشكلات مماثلة لتلك الخاصة بالرحلة 610 الخاصة بخطوط Lion Air .
وتحطمت كلا الرحلتين وهما لطائرتين بوينج طراز 737 ماكس 8s الجديدة بعد وقت قصير من إقلاعها، حيث سقطت طائرة ليون إير فى أكتوبر والخطوط الجوية الإثيوبية الأسبوع الماضى- بعد صعود غير منتظم، مما أسفر عن مقتل الجميع من على متنهما.
غير أن هذه الأدلة المتزايدة على وجود رابط بين الحادثين يطرح العديد من الاسئلة، من بينها حجم التعويضات الذى ستتكبده الشركة الأمريكية ليس فقط لعائلات الضحايا ولكن لمشترى هذه الطائرات، فضلا عن علامة استفهام كبرى بشأن موقف هيئة الطيران الفيدرالى الأمريكية، لاسيما أن الصحافة الأمريكية قد تحدثت خلال الأسبوع الماضى عن أموال طائلة ينفقها كبار المصنعون فى الولايات المتحدة للضغط على المسئولين والساسة.
وكانت الولايات المتحدة وكندا آخر دولتين حول العالم يعلقان تحليق طائرات 737 ماكس 8، بعد توالى قرارات الدول حول العالم لتعليق استخدامها بسبب الأشتباه بعيوب بالطائرة أدت للحادثين، وسط جدل أمريكى واسع بشأن إصرار هيئة الطيران الفيدرالى على استمرار عمل الطائرات رغم المخاوف الواسعة.
هذا الجدل دفع المفتش العام بوزارة النقل الأمريكية لفتح تحقيقا فى موافقة إدارة الطيران الفيدرالية على طائرات بوينج 737 ماكس.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فى تقرير تناقلته عنها وسائل الإعلام الأمريكية، الأثنين، فإن الأنباء الواردة بشأن تحقيق المفتش العام يأتى بعد تعليق عمل طائرات 737 ماكس8، حول العالم لفترة غير محددة.
وستركز التحقيقات على نظام السلامة الآلى المسئول عن حادث تحطم طائرة ليون إير فى إندونيسيا، أكتوبر الماضى، وفق ما نقلته الصحيفة عن مسؤول حكومى.
وكانت صحيفة واشنطن بوست، كشفت السبت الماضى، أن أدلة جديدة عثر عليها المحققون تشير إلى أن رحلة الخطوط الجوية الإثيوبية ربما كانت تواجه مشكلة فى نظام جديد للتحكم فى الطيران، وهو نفسه الذى يشتبه فى أنه سبب تحطم طائرة خطوط ليون إير فى إندونيسيا.
هذه الأدلة تمثل القطعة الثانية من المعلومات التى تشير إلى أوجه التشابه بين حادثتى تحطم الطائرتين. وعثر المحققون على جهاز يُعرف باسم الرافعة فى الحطام.
وقال جون كوكس، وهو طيار سابق ومستشار فى مجال سلامة الطيران لدى شركة الاستشارات فى سلامة الطيران ومقرها واشنطن، إن الرافعة المسئولة عن ضبط القطع التى ترفع وتهبط أنف الطائرة، تشير إلى أن الطائرة كانت مهيئة للهبوط.
وقال كوكس، وهو مسؤول سلامة رفيع سابقً فى رابطة طيارى الخطوط الجوية، إنه تم إطلاعه بشكل خاص على الأدلة، من قبل أشخاص مطلعين على التحقيق.وأضاف: "كل ما يمكننا قوله بالتأكيد هو أن التوازن كان في وضع مشابه للموضع على متن طائرة Lion Air مما يؤدى إلى هبوط الأنف".
وأضاف "إنه يشير إلى رابط مركزى واحد.. نحن فى حاجة إلى البيانات من مسجلات بيانات الرحلة. نحن فى حاجة إليها فى أسرع وقت ممكن. كلما حصلنا على هذه المعلومات بشكل أسرع، فسوف نعلم الجميع بما يجب القيام به. لا نعرف فى الواقع ما إذا كانت هذه الحوادث مرتبطة. هناك بعض أوجه التشابه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة