ربعى المدهون: العرب لن يفوزوا بجائزة نوبل مرة أخرى.. تاريخ الوطن العربى مختلط بالأكاذيب والتزوير.. المثقف العربى غلبان والجوائز تساعده.. الغرب ليس شغوفا بالبحث عن رواية عربية.. والنميمة سبب قراءة السير الذاتية

الإثنين، 18 مارس 2019 08:00 م
 ربعى المدهون: العرب لن يفوزوا بجائزة نوبل مرة أخرى.. تاريخ الوطن العربى مختلط بالأكاذيب والتزوير.. المثقف العربى غلبان والجوائز تساعده.. الغرب ليس شغوفا بالبحث عن رواية عربية.. والنميمة سبب قراءة السير الذاتية الكاتب ربعى المدهون
حاورته بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

إجراء محاورة مع الكاتب الفلسطينى ربعى المدهون ليست بالأمر السهل، فذلك يتطلب إعدادا وافيا بالتعرف على أعماله الأدبية وحياته الصحفية، وبالفعل عندنا التقينا به على هامش معرض القاهرة الدولى للكتاب كنت كما أتوقع منه آراء واضحة فى القضايا الكبرى ورؤية متفهمة للظروف العامة واختيارات تدل على شخص واع، وفى الحوار تحدث "المدهون" عن فلسطين والعرب وجائزة نوبل وأشياء أخرى سنتعرف عليها من خلال الحوار التالى...

  نبدأ بالسؤال عن  المشكلات التى تواجه الثقافة فى البلدان العربية.. كيف يمكن تجاوزها؟

العقل الثقافى العربى محتاج إلى تجديد، مشكلتنا تبدأ مع التراث العربى، ويليها تعليم الأطفال فى هذه النشأة الغريبة والعجيبة التى تشهد تاريخا مخلوطا بالتزوير والأكاذيب وما إلى آخره، هذا التاريخ لم يقرأ بشكل صحيح، وتم النظر فى مسلماته وتنقلها فى شكل أشبه بالنميمة، ولكن يمكن القول إن الثقافة العربية لاتزال تحبو للوصول إلى هويتها التى للأسف لم تجد لها صياغة واضحة بعد.

طبعا الدول العربية تتعاون لهزيمة ومواجهة التيارات المتطرفة التى تغلغلت فى المناطق العربية، وعلينا الاعتراف أن هذا التعاون يحتاج إلى قراءة أعمق، وهذا الأعمق لا يحتاج إلى خطابات سياسية، بل التوجه إلى التعليم وبناء أجيال ودول حديثة يعش فيها الفرد تحت مظلة الحرية.

متى سنرى الكتاب العرب يحصدون جوائز نوبل بعد حصل عليها نجيب محفوظ؟

المشلكة فى جوهرها تتعلق بالنمط الثقافى والذوق الغربى والعلاقة الاستعمارية وآثارها الممتدة وعلاقة هذه الدول بالشرق الأوسط، كل هذا أثر فيما بعد بالترجمات وفى خيارات الترجمات، على سبيل المثال حاليا يمكن القول إن الغرب ليس مهتما بمنطقة الشرق الأوسط على الإطلاق من الناحية الثقافية، حيث إنهم ليسوا شغوفين بالبحث عن رواية عربية كما نتوهم، ربما فى جانب له علاقة أيضا باهتمامه بالمنطقة العربية نفسها وما يريده منها، المنطقة العربية لاتزال تعيش فيما قبل العصور الوسطى هى سبب عدم قدرتنا على الدخول فى ركب الثقافة العالمية، فالمنطقة العربية كلها لم تقدم للبشرية شيئا ولم تضف جديداً على مستوى العلوم أو التكنولوجيا أو الأدب إلا فى استثناءات محدودة، لذلك ليس لدينا دور حقيقى ينقلنا إلى اهتمام الغرب بنا.

من الممكن أن ننوه إلى أن السبب الثانى فى عدم حصول العرب على جائزة نوبل هى الترجمة، فالعالم الغربى لا يحب قراءة الرواية العربية المترجمة، فهو يحب أن يقرأ الرواية بلغته، ولهذا السبب نجد نجاحا كبيرا حققه الكاتب خالد حسين والكاتب الليبى هشام مطر، حيث إنهم كتبوا باللغة الأجنبية التى تذوقها القارئ الغربى بسهولة.

هل 

تلقى الروايات المصرية المترجمة روجاً فى الغرب أكثر من ترجمات بقية الدول العربية؟

نعم.. بريطانيا تسعى إلى ترجمة الكتب المصرية أكثر من دول العالم العربى، نظرا لخلفيتها الاستعمارية السابقة لمصر على المستوى السياسى والثقافى، ومن النادر أننى شاهدت قارئا أجنبيا يقرأ رواية بالعربى، طوال الـ25 سنة الماضية التى قضيتها فى الخارج، إلا للأديب نجيب محفوظ والكاتبة نوال السعداوى، كما أن هناك انتقاءات للكتب أو الروايات التى تتحدث عن السياسة، فعلى سيبل المثال "سقوط صدام حسين" أو هشام مطر يكتب رواية عن فترة اختفاء والده فى فترة تولى حكم القذافى، من هنا تترجم هذه الروايات إلى اللغات الأجنية.

هل تساعد الجوائز الأدبية العربية فى تنافس المبدعين نحو تقديم روايات أكثر عمقا وخيالا؟

المثقف العربى غلبان، ويمكنك انتقاء مثقف أو اثنين من كل دولة عربية قادرين على أن يعيشوا الحياة من خلال عائد الكتابة فقط، أما أغلبية المثقفين فيبحثون عن وظيفة أخرى غير الكتابة تساعدهم على الحياة، لذا فالجوائز بالتأكيد تحدث التنافس الإيجابى بين المثقفين بعضهم البعض، وبالتأكيد فإن كل عمل إبداعى يحتاج إلى التتويج والمدح، ولكن دعينا نقول إن الجوائز العربية خلقت طابعا إيجابيا وهو بدوره خلق نوعا من التنافس من أجل الارتقاء بالعمل الروائى سواء وصل إلى الجائزة أم لم يصل، إضافة إلى أنها تعمل على فتح باب جديد للمثقفين الجدد الذين من الممكن أن تكون لديهم قدرات إبداعية.

 كما أن الجوائز خلقت ظاهرة المنتديات الثقافية التى تجمع المثقفين مع بعضهم البعض، كما وفرت خيارات للقارئ، نأخذ على سبيل المثال جائزة البوكر العربية فهى تقدم كل سنة 16 رواية فى القائمة الطويلة وهى بذلك توفر على القارئ الخروج من هذا الكم الهائل من الكتب الأدبية لقراءة أفضل 16 رواية.

 ما رأيك فى ظاهرة منع ومصادرة الكتب فى الدول العربية؟ 

إنها ظاهرة ليست عامة، فأى مثقف ليس مع منع أى كتاب من الأسواق، نظراً لأن الممنوع مرغوب، فأنا بشكل شخصى مع حرية النص، ومع حرية الكاتب فيما يشاء أن يقوله، ومع حرية القارئ فيما يختار أن يقرأ، نحن لسنا أوصياء على أحد، ولا أحد يستطيع أن يوصى على ذوق القارئ، فالكاتب لا يستطيع أن يبدع إلا فى أجواء من الحرية وأن يكتب بدون ضغوطات.

 هل أنت مع الكتاب الذين يصدمون الجماهير حول بعض الحقائق بكتب التاريخ؟

لست مع أو ضد، لكن لدى وجهة نظر أساسها لماذا نخاف على التاريخ من كاتب يقول ما يريده؟ فالتاريخ دائما تعاد قراءته، فكل تجارب العالم تقرأ فعلى سبيل المثال أعادت فرنسا النظر فى نابليون، والشعوب تعيد النظر فى أبطالها القوميين الذين يعتبرون رموزا فى بلادهم، حيث تعاد قراءتهم فى ضوء مراحل تاريخية أخرى وبنظرة أخرى، هذا ليس بصدد هدم التاريخ لكنه إعادة بناء الحاضر، بالمقابل نناقش هذه النظريات أو نعارضها أو نجادلها ومن ثم نعيد صياغتها من جديد.

بعدما حققت مذكرات ميشيل أوباما نسبة مبيعات عالية.. هل سيلجأ المبدعون لكتابة كتب السير الذاتية؟

 السير الذاتية لون من السرد، لكن فى البداية نقول إن الناس تحب النميمة والبحث عن العلاقات الشخصية، ليس بالمعنى السلبى لكن بالمعنى الإيجابى لاستحضار تجربة الكاتب ليرى القارئ خفايا وأسرار تنشر لأول مرة، فأغلبية القراء يحبون الاطلاع على تجربة الآخرين، لكن كتاب السير الذاتية لابد أن يتمتعوا بالجرأة العالية والحرية، لهذا السبب هى لست لونا سائدا فى المنطقة العربية، لأن الكاتب ومن يريد أن يقدم سيرته الذاتية عليها محاذير سياسية ودينية وأخلاقية تطمس وتقتل سيرته الذاتيه، على سبيل المثال نفترض أنى على علاقة غرامية مع فتاة فى حياتى، وسأتحدث عنها، لذلك لابد أن أقدمها بصدق كامل فبقدر أن تكون صادقا ستصل للقارئ بسهولة، لأن السيرة الذاتية لا تحتمل الكذب، وإذا قمت بالإفصاح عنها سيحاسبها أهلها والمجتمع بأسره وهذا بالطبع يحد من الكتابة عن السير الذاتية على الرغم من أنه أكثر الألوان إمتاعاً، كما أن ذاكرة الكاتب انتقائية وفى أغلب الوقت غشاشة، لأن كاتب السير الذاتية تحكمه ذاكرته التى تنتخب من ماضيه ما يروق له، ولذا فالكتابة عن السير ذاتية تحتاج إلى جرأة ونشر فضائح، فما نراه فضحية لا يراه العالم الغربى بهذا الشكل.

 هل يدفعك فوزك بجائزة البوكر للتأنى فى رواياتك المقبلة؟

الفوز بالجائزة خلق تحديا لمستقبل الكتابة، والسؤال بعد ذلك ماذا بعد وماذا سأقدمه بعد ذلك؟ فرواية المصائر الفائزة بالبوكر لقيت مردودا إيجابيا عاليا بغض النظر عن فوزها بالجائزة، لأنها خلقت سردا من نوع آخر، وقدمت جرأة فى طرح الموضوع الفلسطينى بطريقة مختلفة، حيث إنى كتبها فى 5 سنوات، لذلك الفوز بالجائزة جعلنى أقدم أسئلة لنفسى عن التقنيات التى سأستخدمها فى شكل الرواية المقبلة، لذا أنا بالفعل فى حالة من التحدى، لكننى صريح مع نفسى فأنا لا أكتب إلا إذا كان هناك جديد أقدمه، وعلى الرغم من أننى تمتعت بمكانة كبيرة فى عالم الصحافة خاصة فى كتابة التحليل السياسى للقضية الفلسطينية إلا أننى شعرت أن هذه القضية دخلت فى دهليز منزلق ولا يوجد أفق للخروج منها لذا وصلت لقناعة بأن أى كتابة عن هذا الشأن كلام فارغ، وخرجت بالفعل من السياسة وتوجهت للأدب.

وماذا عن جديدك فى الكتابة؟

لدى مادة تصلح لكتابة رواية لكن لا أعلم متى سوف انتهى من الكتابة، وبالطبع سوف أتحدث عن فلسطين، فأنا من المثقفين الذين ينتظرون الإلهام لكتابة رواياتهم.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة