قصص كفاح كبيرة وطويلة بها أحمال تهز الجبال من ثقلها، إلا أن الصبر الذى بثه الله فى قلوب هؤلاء الأمهات جعله يقهر كل الصعاب بل تسخيرها لصالحهم، للمضى فى طريق الكفاح وتسطير حكايات ستظل خالدة لأحفاد أحفادهم.
ومن بين هذه القصص، لأم حصلت على المركز الأول على مستوى محافظة القليوبية والسابعة على مستوى الجمهورية، والتى أهّلها كفاحها فى تعليم وتربية ابنتيها بعد كفاحها الطويل مع زوجها الذى عانى لسنوات طوال من مرض السرطان، إلا أنها لم تخضع لعادات المجتمع بأن "السيدة لابد لها من سند" رافضة الزواج مرة أخرى، فكانت الأب والأم والأخ والسند للبنتين.
وعصمت مهدى محمد خفاجى، 59 عاما، من مدينة القناطر الخيرية، أرملة منذ 28 عاما، وحاصلة على بكالوريوس تجارة، وتعمل بالحسابات فى مركز للغسيل الكلوى بمدينة القناطر الخيرية، استعرضت مسيرتها الطويلة مع "اليوم السابع"، موضحة أن فترات الراحة التى مرت بها تكاد تكون محسوبة منذ ميلادها حتى الآن، إلا أنها أكدت أنه بهذا التكريم كأنها حازت الدنيا كلها وأنه بمثابة كلمة شكر عظيمة جاءتها فى وقت مناسب.
وفى البداية قالت "عصمت" لـ"اليوم السابع"، إنها ولدت فى أسرة بسيطة، إلا أنه بعد مرور 3 أشهر من ميلادها توفى والدها، لتواجه والدتها الحياة وتسعى على تربيتهم إلى أن أشتد عودها، وبدأت هى الأخرى بالنزول للعمل.
ولفتت الأم المثالية بالقليوبية، إلى أنها تزوجت من محمود عبده، ورزقها الله بطفلتها الأولى، وأثناء حملها بطفلتها الثانية اكتشف الزوج مرضه، حيث كان يعانى من "سرطان الرئة"، مضيفة: "فى البداية ذهبنا للمستشفى وصدمنا الدكتور لما قال زوجك مريض بسرطان الرئة، ولابد من إجراء عملية، بس محتاجين دم، ولازم يكون هناك 6 متبرعين علشان نحصل على الدم، كنت لوحدى واتفقت مع أصحابه للتبرع له، إلا أنهم كلهم أخلوا بوعدهم ومفيش ولا واحد وقف جنبى، إلى أن قابلنى واحد ابن حلال وجمع ناس ونزلنا بنك الدم واتبرعوا وحصلنا على الدم للعملية".
واستطردت "عصمت" حديثها: "عاد المرض مرة أخرى، والدكتور قال لابد من استئصال الرئة وكانت أكبر صدمة فى حياتى، وبدأنا رحلة العلاج الكيميائى، وبعدها بفترة قصيرة توفى زوجى، وواجهت الحياة وحيدة تاركاً لى الأبنة الأولى 4 سنوات، والثانية 3 سنوات، ورفضت الزواج مرة أخرى وعكفت على تربية وتعليم بناتى وحرصت على استكمال تعليمى وحصلت على بكالوريوس تجارة، ونزلت اشتغلت فترتين الصبح وبعد الظهر، كنت بنام وأنا ماشية واستحملت ده علشان مجبش زوج أم ليهم".
واستكملت الأم المثالية بالقليوبية: "تخرجت الابنة الكبرى وحصلت على بكالوريوس سياحة وفنادق وتزوجت، وتخرجت الابنة الثانية وحصلت على بكالوريوس خدمة اجتماعية وتزوجت ولا تعمل، مشيرة إلى أنها جدة لـ6 أحفاد، وأحفادى مش بيقولوا لى يا تيتة بيقولوا يا عصمت وبحس بفرحة كبيرة جدا وهما حواليا".
وأكدت عصمت، على أن حصولها على لقب الأم المثالية على مستوى محافظة القليوبية، هو تكليل لقصة الكفاح التى عاشتها برفقة بناتها، بعد وفاة زوجها منذ 28 عامًا، مشيرة إلى أنها لم تتخيل قط أنها ستقف أمام الرئيس السيسى لتكريمها، موضحة: "دا حلم وكفاح 28 سنة ميتكتبش على ورق".
وأضافت الأم المثالية بالقليوبية، أنه على الرغم من قصة الكفاح التى سجلتها وزارة التضامن إلا أنها لم تكف القصة التى عاشتها على الطبيعة، متابعة: "بس جميل جدا لما تحس إن حد حاسس بيك وبيقولك برافو، ودى دفعة كبيرة جدا من الرئيس والوزارة، وكل اللى بتمناه إن يكون الواحد أدى واجبه على أكمل وجه ومقصرتش، وتكريم الرئيس بمثابة إنى كنت تعبانة وربنا بعتلى حاجة يفرحنى بيها وبسمة يرسمها على وجهى".
وتابعت الأم المثالية بمحافظة القليوبية: "الرئيس السيسي أكد إنسانيته بمواقفه الكثيرة، وأنا أول ما سمعت اسمى ضمن الفائزين عيطت، ونفسى فى عمرة أختم بيها عمرى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة