تعتبر مقابر اليهود بالبساتين ثانى أقدم مقبرة يهودية فى العالم بحسب الجالية اليهودية فى القاهرة، وتبلغ مساحتها 120 فدانا تقريبا، واتساع مساحتها يؤكد تسامح الشعب المصرى، حيث يتقاسم هذه المساحة طائفة القرائيين وطائفة الربانيين، وتضم رفات اليهود المقيمين بمصر قبل هجراتهم الجماعية من مصر، وتقع فى الجهة الشرقية من حى البساتين، بين وسط القاهرة والمعادى، ويحدها من الجنوب طريق الكوبرى الدائرى ومن الشرق طريق الأوتوستراد، ومن الشمال مدابغ الجلود، ومن الغرب سوق السيارات.
وقد امتلأت هذه المنطقة بسكان المقابر وقامت على أطلالها عزبة النصر وأصبحت تشمل المنطقة السكنية المتاخمة للمنطقة الباقية من مقابر اليهود، ويمثل الجزء الباقى من مقابر اليهود نحو 30% من المقابر التى كانت موجودة قبل عام 1970، وامتدت حولها المبانى العشوائية من كل جانب وسميت المنطقة باسم ترب اليهود أو عزبة النصر.
ومن المعروف أن مقابر اليهود تبرع بها "أحمد بن طولون"، فى القرن التاسع الميلادى، وهى قطعة أرض 120 فدانا كانت جزءا من الصحراء بالبساتين، وذلك حسب ما ذكرته الطائفة اليهودية بمصر، وتعتبرها أحد معابدها، كما تعتبر الطائفة وجود مقابرهم فى مصر دليل على التسامح وكرم الضيافة المصرية.
وكان لـ"اليوم السابع" جولة بمقابر اليهود بالبساتين، لرصد ما وصلت إليه حتى الآن وشواهد المقابر، وأشهر من دفن من اليهود بمقابر البساتين.
شكل المقابر "بها مقصورات"
تختلف طرق بناء المقابر على حسب أهمية الشخصية المدفونة، فمنها ما هو مغطى بالرخام بأشكال وأنواع مختلفة، حسب أهمية الميت، ومنها ما هو مغطى بالحجر، والغريب أن هناك مقابر ذات مقصورات عالية ذات بهو كبير، وبها نقوش أغلبها مطموسة، ويشاع أن أغلب هذه المقصورات نبش وسرق ما أثر على معرفة صاحب المقبرة، كما أن هناك مقابر للأطفال، ومن المؤكد أن المقابر ذات المقصورات هى للحاخامات ورجال الدين والأثرياء من اليهود.
أشهر من دفن بمقابر اليهود
ومن أشهر من دفن بمقابر اليهود "يعقوب بن كلس"، الذى عهد إليه الخليفة المعز لدين الله بولاية الخراج، ما يوضح درجة التسامح بين المسلمين واليهود، ومن أهم الشخصيات التى تأثر بها اليهود ودفن فى مقابر البساتين ويوليه اليهود اهتماما خاصا هو الحاخام "سعديا غاؤن" المعروف أيضا باسم "سعيد الفيومى"، وهو من اليهود المصريين الذين كتبوا الكتاب المقدس باللغة العربية ووضع أسس النحو العبرى، واعتبر دوليا بوصفه شخصية اليهودية البارزة والأدبية والسياسية فى العصور الوسطى.
الفنانة كاميليا "ليليان فيكتور ليفى كوهين"
الفنانة كاميليا هى أيضا من أشهر من دفن بمقابر البساتين، اسمها "ليليان فيكتور ليفى كوهين" ولدت فى 13 ديسمبر 1919، وتوفيت فى 31 أغسطس 1950.
"كارمن وينشتاين" رئيس الطائفة اليهودية فى القاهرة، هى أيضا من أشهر من دفن فى مقابر البساتين، وأطلقت كارمن فى عام 1978، نداء لليهود فى العالم من أجل إنقاذ مقابرهم وبالفعل استجاب اليهود فى فرنسا من خلال جمعية المحافظة على التراث، والتى تضم فى عضويتها يهود مصريين وأرسلوا أموالا من أجل بناء سور حول المقابر بالإضافة إلى تعيين 3 حراس على مقابرهم.
عائلة الاقتصادى اليهودى موصيرى
ومن بين أشهر المدفونين فى مقابر البساتين عائلة الاقتصادى اليهودى موصيرى، فهو له كبير الأثر بتبرعه لزيادة مساحة مقابر اليهود فى البساتين، ما يجعل الطائفة تجله وتقدره، وعائلة موصيرى نزحت من إيطاليا وتنتمى إلى اليهود السفارديم واحتفظوا بالجنسية الإيطالية، وكان موصيرى يمثل المصالح الإيطالية فى مصر.
وكانت هناك خطة قامت بها الطائفة اليهودية للبحث عن المفقودين داخل المقبرة، بتبرعات خارجية، حيث تم تحديد مقبرة حاييم كابوسى وضريح قطاوى باشا مويس وقبو رودريغز وعدس، وروبرت تاحمان الذى دفن فى 1999 وولد فى 1914 بحسب ما هو مدون بالمقبرة.
يوسف القدسى والحاخام ديفيد فريدمان
ومن الشخصيات التى تضمها مقابر اليهود بالبساتين يوسف القدسى الذى تسجل الوثائق توقيع عقد بينه وبين ناظر خاص جلالة الملك بسراى عابدين لتوريد قطع الكنب والكراسى مع قائمة بها سنة 1938، والحاخام "ديفيد فريدمان" ومدون على مقبرته 1882 دون الإشارة إن كان هذا التاريخ لمولده أم لوفاته وهو من يهود بيرث فى إستراليا الغربية.
وهناك أيضا دفن ريجين إيزاك ليفى الذى توفى فى 25 ديسمبر 1991 وروزا سبيتين المتوفاة فى 24 أغسطس 1995، وسيرين بردمبرج 1997، وروبرت تاحمان المولود فى 1914 والمتوفى فى 1999، وسارى عزرا المتوفاة فى 22 نوفمبر 1942 وروز زعفرانى التى طمس الزمن بياناتها وإهرينتين المولود فى يوليو 1862 وتوفى فى ديسمبر 1895وديموند ساريدار المتوفى فى 16 يوليو 1942 وبيلاهو فسكى المتوفى فى 27 أغسطس 1945 وإبدى بيريز المولودة عام 1913 وتوفت فى 1945 وراشيل بيريز المتوفاة فى 27 أغسطس 1945، وباكينا ليفى المجهولة التواريخ، حاييم بيجيو المتوفى فى 25 نوفمبر 1944.
إيزاك سنجر وبعض أفراد عائلة منشة
كما رصدنا مقبرة لـ"سنجر" وهو الكاتب إيزاك باشيفيس سنجر ولد فى بولندا لأسرة حاخامية، تحمل رواياته تأريخ لمرحلة مهمة من تاريخ اليهود، ولد فى عام 1904 وتوفى فى 1990، وكذلك مقبرة ل"يعقوب دى منشة" عميد عائلة منشة والذى ولد بالقاهرة عام 1807، واستمر مقيما بها حيث عمل بتجارة العملة بحارة اليهود، وتوفى عام 1887.
وفى مقابر البساتين أيضا البارون "جاك إيلى منشة" الذى حصل على الحماية النمساوية وولد فى عام 1872 وتوفى عام 1916.
وفى عام 1991 نجحت السلطات المصرية فى طرد مجموعة ممن حاولوا الاستيلاء على أرض المقابر، وتم توجيه النصح لكارمن بأهمية وضع سور حولها، وبالفعل لاقت دعوة كارمن الجديدة استجابة من الاتحاد العالمى لليهود السفارديم وأرسلوا أموالا إضافية ساعدت على بناء سور بارتفاع 3 أمتار، وطول 2000 متر مربع تضم أكثر من نصف مساحة المقابر.
ومؤخرا نفذت محافظة القاهرة حملة مكبرة لتطهير مقابر اليهود بالبساتين من القمامة والمخلفات، حيث رفعت أجهزة المحافظة ما يقرب من 5 آلاف طن مخلفات حتى الآن، ومن المقرر أن تنفذ المحافظة مرحلة أخرى من النظافة بالمقابر لرفع تلال الرتش المتراكمة داخل المقابر بالقرب من الطريق الدائرى وتقدر بآلاف الأطنان.
مقابر اليهود (5)
مقابر اليهود (6)
مقابر اليهود (7)
مقابر اليهود (8)
مقابر اليهود (9)
مقابر اليهود (10)
مقابر اليهود (11)
مقابر اليهود (12)
مقابر اليهود (13)
مقابر اليهود (14)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة