استطاعت مصر خلال السنوات القليلة الماضية أن تدشن لنوع من الفعاليات المصرية الثقافية المهمة، والتى تمثلت فى الشراكة الثقافية مع الدول الكبرى، مثلما حدث العام الماضى فى العام الثقافى المصرى الصينى، ويحدث هذا العام فى فرنسا، وسيكون 2020 مع روسيا.
ولا ينكر أحد ما تم فى هذه المناسبات من فعاليات وتبادل أنشطة، لكن فى الحقيقة هناك ما هو أكثر من ذلك يمكن أن يتم، فرغم هذه العلاقات الطيبة لم نجد مصر ضيف شرف فى أى من معارض الكتب الكبرى، مع أن سلطنة عمان مثلا هى ضيف معرض باريس الدولى للكتاب خلال العام الثقافى المصرى الفرنسى 2019.
نعم مصر شاركت فى معرض باريس لأول مرة هذا العام وسافر الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومى للترجمة إلى فرنسا، وحتما ظهر بشكل مشرف، لكن ما أقوله هو أن يتردد اسم مصر بقوة فى مثل هذه الفعاليات لأنها تكون محط أنظار العالم خاصة المثقفين والفنانين ودور النشر.
الأمر الثانى يتعلق باختيار مصر رئيسا للاتحاد الأفريقى، ومن الواضح أن وزارة الثقافة قد وضعت خطة جيدة لفعاليات هذا العام، وما أود قوله هو العمل على تجاوز العام الواحد، لأن الذى حدث بالفعل هو أننا استطعنا مرة أخرى اكتشاف أفريقيا، وعرفنا أن ما يربطنا بها أكثر مما نتخيل، وبالتالى نسعى معا إلى النجاة، وفى الحقيقة لا شىء ينجو بنا جميعا سوى مستويين من التعامل الأول هو الاقتصاد والثانى هو الثقافة.
ووجودنا الثقافى فى أفريقيا سوف يدخلنا فى مرحلة كبيرة من الإحساس بالذات، لأننا متشابهون مع قارتنا السمراء، مؤمنون جميعا بالإفادة والاستفادة، بمعنى أن هناك قدرا كبيرا من الندية التفاعلية التى تدفع الجميع لبذل الجهود الحقيقية للتواصل.
والأمر لن يكلف وزارة الثقافة شيئا جديدا، هى فقط مطالبة بمد الفعاليات الأساسية لما تقوم به هذا العام على اتساعه المستقبلى، فنجد تواجدا أكبر للدول الأفريقية فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وحضور مصرى فى معارض أفريقيا وأشياء أخرى من هذا القبيل.
الأمر الثالث، لماذا حتى الآن لا تستطيع وزارة الثقافة التوصل مع محليات مصر إلى صيغة واضحة فيما يتعلق بتجميل الميادين، منذ يومين بالتحديد تم تشويه تمثال «الفلاحة المصرية» فى مدخل مدينة الحوامدية جنوب الجيزة، فى سلسلة متواصلة من الإساءة لمصر لن يحد منها سوى تدخل الوزارة بشكل حاسم، فى المستقبل القريب جدا.