قام مدير المتحف البريطانى هارتويج فيشر، بتسلم حجرا منقوشا عمره 3 آلاف عام، من بلاد بابل، يزعم أنه يلعن من يدمره، إلى السفير العراقى صالح حسين على، وذلك خلال حفل أقيم بالأمس.
وكانت إدارة الجمارك قد أعلنت عن أن الحجر المنحوت صنع فى تركيا، وتبلغ قيمته 330 دولار. ولكن عندما تم فتح الحقيبة، لفتت انتباه ضابط قوة الحدود، إلى أن ما تم إعلانه "كذب". وبعد إجراء تحقيق طويل، تبين أن الحجر يعود إلى تراث العراق.
وقال مايكل إليس، وزير الفنون والتراث والسياحة البريطانى: "لقد استولوا على هذا الحجر عندما رأوه فى ميناء بريطانى وبعد عدة سنوات، وبعد الكثير من العمل القانونى، أصبحنا قادرين على تنفيذ هذا النقل.. إنها لحظة مهمة وهامة للغاية".
وذكر وزير الفنون والتراث والسياحة البريطانى، أنه لم يتضح بعد كيف تم إخراج الحجر من العراق، مضيفا: "لكننا نعتقد أنه ربما سُرق قبل حوالى 15 عامًا أثناء الاضطرابات فى العراق".
وقال السفير العراقى إن التسليم جاء بعد تعاون مستمر بين السفارة العراقية فى لندن والسلطات البريطانية، بما فى ذلك وزارة الخارجية والكومنولث والمتحف البريطانى والشرطة البريطانية.
وقال السفير العراقى: "بصفتى ممثلاً للحكومة العراقية، أتطلع إلى تلقى المزيد من عمليات التسليم فى المستقبل إذا تم العثور على أى آثار عراقية هنا".
وأوضح الدكتور القديس يوحنا سيمبسون، المنسق فى المتحف البريطانى، أنهم تمكنوا من تحديد هوية الحجر بسرعة كبيرة كوثيقة من بلاد ما بين النهرين الهامة للقرن الثانى عشر قبل الميلاد للملك المعروف نبوخذ نصر الأول، مرحجا أن يكون الحجر قد تم العثور عليه خلال عمليات التنقيب غير القانونية مؤخرا فى العراق.
قال الوزير البريطانى للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أليستير بيرت: "إن حضارة العراق وثقافته وتاريخه الثرى تكتسى أهمية عالمية وتحتل مركز الصدارة فى هويته الوطنية المعاصرة. لذلك يسعدنى أن قوات الحدود البريطانية تمكنت من استعادته قبل الاتجار به بطريقة غير مشروعة وأنه يمكننا اليوم إعادته إلى وطنه، لنجلس بفخر فى متحف العراق فى بغداد".
kudurru عبارة عن لوح حجرى احتفالى يسجل الإهداء القانونى للأرض من قِبل الملك البابلى نبوخذ نصر الأول لأحد رعاياه فى مقابل الخدمة المتميزة، وفقًا لما قاله المنسق جوناثان تايلور.
من ناحية، توجد صور للآلهة البابلية العظيمة إنليل ومردوخ (Marduk)، وعلى الجانب الآخر، نص قانونى مكتوب بالأحرف الأبجدية البابلية.
كما أوضح "تايلور" أن الحجر يحمل "لعنات فظيعة" لأى شخص يحاول المطالبة بالأرض أو إتلافه، مؤكدا أنه "أكثر من مجرد حجر منحوت.. إنه شهادة على التاريخ الرائع لجمهورية العراق."