"الأم اللى ربت مش اللى خلفت".. "زينب" احتضنت أبناء زوجها 16 سنة بعد وفاة والديهم.. "إيستر" وهبت حياتها لتربية أولاد شقيقها بأسوان.. "سعاد" أم بديلة لـ23 فتاة بأسيوط.. و"الست بمبة" كفلت يتيما وخطبته لابنة أختها

الخميس، 21 مارس 2019 03:00 م
"الأم اللى ربت مش اللى خلفت".. "زينب" احتضنت أبناء زوجها 16 سنة بعد وفاة والديهم.. "إيستر" وهبت حياتها لتربية أولاد شقيقها بأسوان.. "سعاد" أم بديلة لـ23 فتاة بأسيوط.. و"الست بمبة" كفلت يتيما وخطبته لابنة أختها الأم سعاد بأسيوط
المحافظات - عبد الله صلاح - ندى سليم - إبراهيم سالم - محمود عجمى - وائل محمد - إيمان مهنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"الأم اللى ربت مش اللى خلفت".. هكذا قيل فى الأمثال ويشير إلى المجهود والتعب الذى قررت أن تتحمله المرأة التى حرمت من نعمة الإنجاب ثم وهبت مشاعر الأم لأطفال ليسوا من رحمها، ورغم أنها قد لا تكون مرت بأتعاب الحمل والإنجاب إلا أنها تحملت عناء التربية والتوجيه وإنقاذ كثير من الأطفال اليتامى المحرومين وانتشالهم من غدر الزمان وضياع المستقبل.

 

"اليوم السابع" التقى عددًا من الأمهات اللاتى وهبن حياتهن فى سبيل تربية أطفال ليسوا من أرحامهن ولكنهن ضربن أمثلة فى المثالية الإنسانية.

 

"زينب" احتضنت أبناء زوجها 16 سنة بعد وفاة والديهم

وأولى هذه القصص بدأت أقصى جنوب مصر، عندما قبلت زينب عبد الغفور مختار، أن تكون الزوجة الثانية وتعيش بمحافظة أسوان، وبعد مرور الوقت توفيت زوجته الأولى وأصبح للزوج 4 بنات وولدين أصغرهم 5 سنوات وأكبرهم 18 عاما فى عنق الأب والزوجة المحرومة من الإنجاب.

زينب-الأسوانية-وأسرتها

وقالت الزوجة زينب لـ"اليوم السابع": "قبلت الزواج من رجل يكبرنى ولديه 6 من الأبناء 4 بنات وولدين، وبعد وفاة أمهم وقع فى قلبى الحنان ناحيتهم، خاصة أننى حرمت من نعمة الإنجاب، وشاءت إرادة الله أن أقبل بتربية الأبناء ولم يكن لدى خيار خاصة بعد وفاة الأب"، ثم التقطت الأم أنفاسها وحمدت الله الذى وفقها فى أداء رسالتها وتربية أبناء زوجها بعد مرور 16 سنة على وفاته.

 

وأضافت الأم البديلة: "كان كل تركيزى هو الحرص على تربية الأبناء وتنشأتهم معتدلين دينيا وخلقيا وتوصيلهم إلى أعلى المراحل التعليمية قدر المستطاع، متابعة: "الحمد لله حصلت الابنة الكبرى على بكالوريوس تجارة وتزوجت إلا أنها توفيت فجأة، وتركت لها ابنين عملت أيضا على تربيتهما ورعايتهما، أما الابن الثانى حصل على ليسانس آداب، والثالث على دبلوم المدارس الصناعية، والابنة الرابعة بكالوريوس خدمة اجتماعية، والابنة الخامسة حصلت على بكالوريوس تربية، وبيعاملونى كأنى أمهم الحقيقية".

 

"إيستر" وهبت حياتها لتربية أولاد شقيقها بأسوان

وفى أسوان أيضا، بدأت إيستر رزق، حديثها قائلة: "الزواج ليس هو السعادة فقط.. العطاء والرضا هما السر الحقيقى للسعادة"، وتعد "إيستر" إحدى النماذج التى تجسد كفاح الأم البديلة التى وهبت حياتها لتربية أبناء شقيقها وأبناء بنت خالتها، بعد أن قررت عدم الارتباط وأن تهب حياتها لأمها المسنة ولأبناء شقيقها بعد وفاة والدتها.

ايستر-الأسوانية

وتروى "إيستر"، 58 عاما، وتعمل موظفة بإحدى المؤسسات الحكومية، "لم أوفق فى وجود شريك حياة يقدر مرض والدتى، فقررت تأجيل الزواج وخصصت كل حياتى لوالدتى المريضة ولعملى، فكنت أهتم بها حتى استيقظت يوما ووجدتها قد فارقت الحياة وكان عمرى وقتها 38 عاما، وقررت من وقتها أن أهب بقية حياتى لأبناء بنت خالتى وأبناء أخى".

ايستر-مع-محررة-اليوم-السابع

وأضافت "إيستر": توليت الاهتمام بأبناء بنت خالتى خاصة بعد أن أصبحوا بلا مأوى وقمت بتربيتهم من الجانب المادى والمعنوى، فخصصت كل حياتى لتعليمهم فتخرجت الابنة الكبرى من كلية الهندسة بتقدير امتياز، بينما ما زال الابن الأصغر يدرس بالجامعة العمالية، وكانت أهم لحظات حياتى عندما تخرجت ابنتى فى الجامعة وتزوجت"، موضحة: "شقيقى لديه ولد وبنت وربيتهما وساهمت فى تعليمهما، ولم أشعر للحظة أننى ليست أمهما الحقيقية".

 

ومن أسوان للقليوبية، رفعت الأمهات البديلات بالقليوبية شعار "الأم هى اللى ربت"، مؤكدين أن عناء الأم ليس فى حمل الأطفال فقط، بل العناء الأكبر هو تربيتهم تربية سليمة.

الأمهات-البديلات-بالقليوبية

وفى هذا السياق قالت نادية طلعت، مدير إحدى المؤسسة للرعاية الاجتماعية، "إن الأم هى اللى ربت، وأن الأم التى تترك أبناءها لأسباب واهية لا تستحق لقب أم، مشيرة إلى أنها على الرغم من أنها أم لابنين، إلا أنها تغمرها السعادة عند سماع كلمة "ماما" من إحدى البنات.

ماما-سعاد

واستطردت "نادية"، أنه على الرغم من مواعيد العمل الخاصة بها تبدأ من الثامنة صباحا وحتى الثانية ظهرا، إلا أنه بسبب حبها لهذا العمل يدفعها إلى المتابعة والإشراف على مدار 24 ساعة، إلى جانب ملازمتها للفتيات فى حالة إجراء عمليات جراحية أو أية ظروف أخرى.

 

"سعاد" أم بديلة لـ23 فتاة بأسيوط

وعن "ماما سعاد".. وهو الوصف الذى توصف به الحاجة سعاد الزينى، مديرة إحدى دور رعاية الفتيات التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى بأسيوط، والتى عبرت عن سعادتها بوجودها "كأم بديلة" لأكثر من 23 فتاة مجهولات النسب بالدار.

 

وحول تجربتها كأم بديلة لـ23 فتاة بداخل الدار، قالت الحاجة سعاد لـ"اليوم السابع"، إنها بدأت عملها منذ عام 2010، بعد خروجها على المعاش حيث كانت تعمل مديرة إدارة الأسرة والطفولة بالتضامن الاجتماعى، معتبرة أن هذا العمل رسالة إنسانية لتكون سندا للأطفال الأيتام الذين حرمتهم الأقدار والظروف من العيش مع أسرهم الحقيقية.

الأم-سعاد-بأسيوط

وأضافت "ماما سعاد" كما يناديها أطفالها بداخل دار الرعاية: أقوم بواجبات الأم الحقيقية للأطفال بداخل الدار من حيث الإشراف على تربيتهم ودراستهم وتحضير الطعام لهم فضلا عن تلبية مختلف احتياجاتهم بحسب عمر كل طفل، كما نحرص على تعليم الأطفال بدءا من دخولهم الحضانة ثم التعليم الابتدائى والإعدادى والثانوى والجامعى وقدرنا أننا نساعد الفتيات على التعليم وأيضا توفير فرص عمل لهن".

 

وتابعت "سعاد": "الحمد لله فى الآونة الأخيرة تزوجت 6 فتيات من أبناء الدار حيث تم تجهيزهن بدعم من أهل الخير وتم عمل حفل خطوبة وزفاف"، مشيرة إلى أنها تعتبر أبناء الدار كأبنائها فى المنزل من حيث الرعاية والاهتمام.

 

ولفتت الحاجة سعاد، إلى أنه يتم عمل أنشطة مختلفة للأطفال والعمل على دمجهم فى المجتمع، مشيرة إلى أن الفتيات يتواصلن معها فى المناسبات وأعياد الأم وتهنئتها بعيد الأم، معتبرة أن سماع كلمة "ماما" منهم دليل على وصول الحب إلى هؤلاء الأطفال.

ماما-سعاد-تتحدث-لليوم-السابع

وفى نفس السياق، قالت مروة سيد مشرفة اجتماعية بأحد دور الأيتام بقنا: "نحن نعامل الأطفال فى دار الأيتام مثل أولادنا، وعلاقتنا بهم طيبة، وحنان الأمومة وعطاؤها الذى نقوم به مع أطفالنا الأيتام لا يتوقف يومًا فهم مثل أولادنا، وهناك مشرفات لم يتزوجن والأطفال يطلقون كلمة ماما لهن عند حديثهم معهن ويكونون سعداء بهذه الكلمة لأنها تعبر عن المعنى الحقيقى الصادق لحسن التعامل مع الأطفال بصفة عامة".

 

وأضافت مشرفة دار أيتام قنا، أن الجمعية تستقبل الفتيات لقطاء وأيتام ويتم تقديم كل الرعاية الكاملة إلى أن يكبرن ودائماً نقدم لهن النصح والمشورة بداية من طفولتهن، دون ملل ونقوم بمتابعتهن حتى تتزوج الفتاة.

 

"الست بمبة" كفلت يتيما وخطبته لابنة أختها

وفى الشرقية، شاء القدر أنها لا ترزق بالأطفال بعدما عافرت سنوات بين الأطباء على أمل العلاج، لكنها لم تستلم وكفلت يتيما كما أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام "أنا وكافل اليتيم كهاتين بالجنة" مشيرا بإصبعيه السبابة والوسطى، إنها الحاجة بمبة عبد المنعم 65 عاما تقيم بمدينة العاشر من رمضان بالشرقية.

 

وأكدت الأم الحنون، أنها كرست حياتها لطفلها التى كفلته منذ أن كان طفلا عبر مديرية التضامن الاجتماعى، كان عمره وقتها عامين ولم تشعر أنها أم بديلة له، بل كأنه ابن أنجبته من بطنها، ولم تبخل عليه رغم إمكانياتها المادية المحدودة، فقد اشترت له شقة من أموالها وخطبت له نجلة شقيقتها، تهميدا لزواجهما بعد حصوله على البكالوريوس هذا العام.

 

وكرم الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، الحاجة بمبة عبدالمنعم كأم مثالية بديلة على مستوى المحافظة لعام 2019.

 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة