بينما تمثل العلمانية وجهة آمنة للتعايش السلمى بين أصحاب العقائد والديانات المختلفة داخل مجتمعا واحدا، وهو ما تحرص فرنسا على تأكيده ويردده قادتها عقب كل اعتداء يتعرض له أيا من طوائف المجتمع، لكن يبدو أن لكل فصيل متطرفيه الذين يبتعدون عن الوسط ذاهبين لأقصى اليمين أو اليسار.
Saint Sulpice Church #Paris
— Ruthann (@TeaBoots) March 17, 2019
The moment it caught on fire people were inside and attending. Firemen on the ground saying this was no accident- This was set.pic.twitter.com/TLOAYl61dX
فمنذ مطلع عام 2019 تتعرض الكنائس الفرنسية لاعتداءات متزايدة تتعدد بين الحرق العمد والتخريب والتدنيس. وبينما أعتاد الكثيرون توجيه الاتهام للمتطرفين من الأديان الأخرى، غير أن إلين فانتينى، المديرة التنفيذية لمرصد فيينا للتعصب والتمييز ضد المسيحيين فى أوروبا، وجهت اتهاماتها لمن وصفتهم بالمتطرفين من العلمانيين ومناهضى الدين وحتى للجماعات النسوية.
وتفيد تقارير الصحافة الفرنسية إلى أن المخربين اعتادوا تحطيم التماثيل وهدمم المظاهر والقيام بتفريق أو تدمير القربان المقدس وهدم الصلبان، مما أثار مخاوف من ارتفاع المشاعر المعادية للمسيحية فى البلاد. وتقول مجلة نيوزويك الأمريكية أنه خلال شهر فبراير تم توثيق 47 اعتداء على كنائس ومواقع دينية مسيحية.
وقال مرصد فيينا للتعصب والتمييز ضد المسيحيين فى أوروبا، المرتبط بمجلس مؤتمرات الأساقفة الأوروبيين (CCEE)، إن هناك زيادة بنسبة 25% فى الهجمات على الكنائس الكاثوليكية فى الشهرين الأولين من العام، مقارنة مع نفس الوقت من العام الماضى.
وتشير المديرة التنفيذية للمرصد فى تصريحاتها لمجلة نيوزويك إنه على الرغم من أن الدافع وراء الهجمات فى كثير من الحالات لم يكن معروفًا، إلا أن فرنسا كانت تواجه مشاكل متزايدة من خلال الأعمال المناهضة للمسيحية، لا سيما من جانب الجماعات الفوضوية والنسوية.
وأضافت "إن الضغط يأتى من العلمانيين الراديكاليين أو الجماعات المناهضة للدين وكذلك الناشطين النسويات الذين يميلون إلى استهداف الكنائس كرمز للأبوية التى تحتاج إلى تفكيكها".
وتم إشعال النار فى كنيسة سانت سولبيس التاريخية فى باريس بعد قداس الظهيرة، الأحد الماضى، بينما لم يسفر الهجوم عن ضحايا. وتعود الكنيسة إلى القرن السابع عشر، ويضم ثلاثة أعمال للرسام يوجين دى لا كروا.
والشهر الماضى، تعرضت كنيسة القديس نيكولاس الكاثوليكية فى هويلس لاعتداء حيث تم العثور على تمثال السيدة العذراء مريم محطما، وتم إلقاء صليب المذبح على الأرض، وفقًا لصحيفة La Croix International. وفى فبراير أيضًا، فى كاتدرائية سان إيلان فى لافور بجنوب وسط فرنسا، تم إحراق قماش المذبح وتحطيم الصلبان. وقال عمدة المدينة برنارد كانيون فى بيان: "الله سوف يغفر. ليس أنا."
وفى مدينة نيم على الحدود الإسبانية، نهب المخربون مذبح كنيسة نوتردام دى إنفانتس (سيدة الأطفال) وشوهوا صليبًا ببراز بشرى.
والتقى رئيس الوزراء الفرنسى، إدوارد فيليب، قادة الكنيسة الفرنسية، الشهر الماضى وأصدر بيان يقول: "فى جمهوريتنا العلمانية، يتم احترام أماكن العبادة. مثل هذه الأعمال تصدمنى ويجب إدانتها بالإجماع ". لكن يبدو أن الظاهرة آخذة فى الاتفاع، حتى أن شخصيات قيادية داخل الكنيسة الكاثوليكية فى فرنسا أعربوا عن قلقهم وحزنهم لتزايد استهداف رموز العقيدة المسيحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة