"مفيش فرق بين الراجل والست فى الشغل طالما بالحلال".. بهذه الكلمات يمكن تلخيص قصة كفاح فتحية خميس عبد النبى أول سائقة سرفيس بمحافظة البحيرة.. تلك السيدة التى أدهشت الجميع وحاولت بإصرار كسر احتكار الرجال لهذه المهنة الشاقة وتغيير نظرة المجتمع نحو عمل المرأة فى جميع المجالات، لتستحق بجدارة لقب "ست بـ100 راجل".
الأسطى أم وليد أول سائقة سرفيس بالبحيرة (1)
من حى شبرا بوسط مدينة دمنهور تنطلق الأسطى فتحية أو "أم وليد" كما يناديها زملاؤها كل صباح بسيارتها الميكروباص التى اشترتها بالتقسيط لتشق طريقها من أجل لقمة العيش ومساعدة زوجها المريض فى تدبير نفقات أسرتها.
وتروى "أم وليد" التى تبلغ من العمر 37 عامًا قصتها لـ"اليوم السابع" قائلة: "الفضل كله بعد الله سبحانه وتعالى يرجع لوالدى الذى يعمل سائق أجرة، وهو الذى شجعنى على خوض هذه التجربة، وعلمنى قيادة السيارات وساعدنى فى استخراج رخصة المرور، وذلك للاعتماد على نفسى والمساهمة فى الإنفاق على أولادى".
وأضافت "الأسطى فتحية": "بدأت أعمل مع والدى على سيارة تاكسى بمدينة دمنهور، حتى أكسر حالة الرهبة فى العمل الجديد، حتى استطعت أن أخرج بالميكروباص بمفردى لتحميل الركاب فى مخاطرة كبيرة، خاصة مع عدم ترخيص السيارة للعمل بالأجرة".
وأكدت "الأسطى فتحية" التى تحمل مؤهلا متوسطا ولديها 4 أبناء أكبرهم وليد فى المرحلة الابتدائية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان له أثر كبير فى مواصلة عملها بعد تكريمه للسيدة "نحمدو" سائقة الميكروباص، متابعة: "لما شفت الريس فى التليفزيون بيكرم سواقة السرفيس ويقول لها أنتى فخر لمصر قلبى جمد وعرفت أنى ماشية فى طريقى الصحيح".
وعن المصاعب التى قابلتها خلال عملها الجديد أكدت "أم وليد" أول سائقة سرفيس بالبحيرة تعرضها إلى مضايقات كثيرة من السائقين فى بداية عملها وصلت إلى حد الضرب بسبب المنافسة على أسبقية تحميل الركاب، مضيفة: "الكل فى الأول كان مستغرب أنى بشتغل وسط الرجالة ويتهمونى أنى عايزة أقاسمهم فى رزقهم، ولكن بعد استقرار الحال تقبل الجميع الموضوع وبدأوا يساعدونى لما عرفوا ظروفى المادية الصعبة".
وأوضحت الأسطى فتحية، أنها قابلت محافظ البحيرة اللواء هشام آمنة وأشاد بتجربتها الفريدة، وأصدر قرارا بتوظيفها بديوان عام المحافظة للعمل كأول سائقة حكومية فى مصر، مشيرة إلى أن محافظ البحيرة وعدها بتقنين وضعها وترخيص سيارتها للعمل بالأجرة.
ومن جانبه، أعرب خميس عبد النبى والد فتحية، الذى يعمل سائق تاكسى عن فخره بعمل ابنته، مضيفا: "الشغل مش عيب أبدا ومفيش عندى فرق بين الولد والبنت فى الشغل والعبرة بالكفاءة، والست الأصيلة هى اللى تقف جنب زوجها وقت الأزمات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة