نشوى شعبان الزهري، الطالبة بالصف الاول الثانوى بمركز البدارى بمحافظة أسيوط تحدت عادات وتقاليد الصعيد التى لا تألف وجود امرأة تقود سيارة نقل وسط الطرق والمحاجر لنقل "الرمال"و"الزلط"، يوميًا بعد عودتها من المدرسة من أجل مساعدة والدها الذى لم يُرزق بولد؛ فأصبحت هى السند له فى مواجهة أعباء الحياة.
"أنا فرحانة إنى بساعد بابا".. هكذا قالت نشوى شعبان الزهري، 17 عامًا، لـ"اليوم السابع": إنها اختارت هذا العمل الشاق وقيادتها لسيارة "نقل" لتحميل ونقل الرمل والزلط من مكان لآخر بمركز البدارى لمساعدة والدها فى عمل المقاولات، لأنها أكبر أخوتها الأطفال سناً وهن " سارة وهاجر وعائشة وفاطمة".
تروى "نشوى" لـ "اليوم السابع" أن والدها قام بتعليمها قيادة السيارة النقل وهى فى المرحلة الإعدادية وذلك أثناء مرافقته التوجه إلى المحاجر لتحميل الزلط أو الرمل أو الطوب ونقلها إلى الزبائن داخل قرى مركز البداري، مؤكدة أن الجميع كانوا ينظر إليها بدهشة واستغراب.
وأضافت "نشوى الزهري" لـ"اليوم السابع": تحملت الكثير من السخرية والأذى من بعض السائقين الذين تفاجئوا بقيادتها لسيارة نقل والسير بها محملة بالرمل أو الزلط على الطريق حتى اعتادوا على الأمر وبدأت نظرتهم تختلف، وعلى عكس مخاوفها من عدم ترحيب أقاربها وأهل قريتها لها بالعمل كسائقة فوجئت بأن الجميع تقبلوا فكرة قيادة امرأة سيارة نقل بل شجعوها.
وتابعت أنها تعمل منذ 4 سنوات فى قيادة السيارة النقل لم تغب يومًا عن هذا العمل، برغم تفوقها فى المدرسة، فلا تتردد عن العمل بعد عودتها من المدرسة والذى قد يستمر أحيانًا لوقت المغرب، مؤكدة أنها أحبت هذه المهنة ولو كان أمامها فرص اختيار فسوف تختار قيادة السيارة مرة أخرى لمساعدة والدها، مؤكدة أنها تشعر بالرضا لأن هذه المهنة جعلتها سبب أنها تتفوق فى الحياة الدراسية حيث تتقاضى من والدها يومية لا تقل عن 100 جنيه وفى بعض الأوقات تزيد عن ذلك على حسب الشغل.
ولفتت "نشوى" إلى أن زملائها فى المدرسة فخورين بها وبعملها كسائقة على سيارة نقل لمساعدة والدها، متابعة: "بعمل أيضا علشان أصرف على نفسى وأستطيع شراء الكتب واخذ الدروس الخصوصية ودى عايزه فلوس كثيرة"، مشيرة إلى أنها تتمنى أن تدخل معهد فنى تمريض والعمل كممرضة بأحد المستشفيات لتقديم الرعاية الصحية للمواطنين".
وأشارت الى أن المشكلة التى تواجها حاليا هو عدم استخراجها رخصة قيادة حتى الآن لأنها لم تبلغ سن الثامنة عشر وهى العمر المحدد من قبل المرور لكى تستطيع استخراج الرخصة، ولكن هذا الأمر لم يكن عائقا أمامها، حيث تعرضت لمواقف صعب أثناء سيرها على الطريق حيث فوجئت بكمين مروري، واستوقفها الضابط وسألها عن الرخصة فمنحته رخصة السيارة فقط، متعجبا من أن فتاة فى ذلك العمر تعمل فى هذه المهنة حيث تعاطف معها وسمح باستكمال رحلتها رغم عدم وجود رخصة.
وتختم "نشوى الزهري" حديثها مع اليوم السابع قائله:" أقول لكل فتاة تعمل فى مهنة شاقة متخافيش من كلام الناس أهم حاجة رضا الوالدين وربنا، وفخورة انى اتعلمت قيادة السيارة وأنا فرحانة إنى بساعد بابا فى العمل"، متمنيه أن يساعدها المسئولين فى استخراج رخصة قيادة.
من جانبه، قال احمد عبدالعال نصار، عم الفتاة "نشوى الزهري": فى بداية عملها كنا رافضين عملها على السيارة النقل وذلك لكونها مهنة شاقة ومتعبة على الفتيات ولكن عندما رأيناها تحب العمل رغبة فى مساعدة والدها الذى لم يرزق بولد فما كان منا إلا الموافقة لها على قيادة السيارة النقل والذهاب مع والدها فى نقل الرمل والزلط من المحاجر حتى أماكن المواطنين بداخل القرية؛ مؤكدا أن الأهالى يقدرون كفاحها بجانب دراستها فى المرحلة الثانوية إذ أنها متفوقة فى الدراسة وتأمل فى استكمال تعليمها ودخول معهد فنى تمريض فهى بنت بـ 100 راجل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة