أكرم القصاص

الجولان.. أوراق ترامب ونتنياهو فى مناورات الانتخابات

الأحد، 24 مارس 2019 06:40 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن الاعتراف بسيادة إسرائيل على المنطقة المحتلة، هى محاولة لكسب اللوبى اليهودى والصهيونى فى أمريكا وإحداث اختراق فى جبهة الديمقراطيين والنخب المعارضة لسياسات ترامب، وهو تكرار لإعلان نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والذى لم يتم تنفيذه حتى الآن، لكنه يظل قائما وقابلا للإحياء فى أى حملات انتخابية أو مناورات سياسية.. صدر قرار ترامب حول القدس فى وقت تصعيد الديمقراطيين لاتهامات الاتصال بالروس. 
 
ترامب أيضا يستعد لانتخابات خلال عام، و إسرائيل واللوبى اليهودى، أوراق مهمة فى مناورات السياسة الأمريكية، وبالرغم من أن هناك حقائق سياسية حول الارتباط بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن ردود الأفعال العربية غالبا ما تبدو مندهشة من واقع معروف، والاختلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين من إسرائيل فى الدرجة وليس فى النوع، ولم يظهر رئيس يمكن أن يعارض إسرائيل، حقيقة، ومع هذا تتكرر ردود الأفعال التى تنعى الضعف العربى.
 
إسرائيل هى الرابح الأول من الصراعات فى الشرق الأوسط، وتصعيد التنظيمات الإرهابية فى سوريا والعراق وليبيا، والتى حصلت على دعم مباشر وغير مباشر، واستفادت إسرائيل من الانشغال السورى بمواجهة «داعش والنصرة والقاعدة»، فى التوسع وتقوية وجودها بالجولان المحتلة. وتوالت زيارات وزراء حكومة بنيامين نتنياهو للهضبة، والترويج لتهديدات إيرانية، تضاعفت المستوطنات وتم وضع الجولان على خارطة السياحة الداخلية، وضغط نتنياهو لانتزاع دعم أمريكى يساعده فى حملته الانتخابية. من خلال الاعتراف بالتغييرات التى فرضتها حكومة تل أبيب على أرض الواقع وهى أوراق تقوى نتنياهو فى مواجهة الاتهامات بالفشل والفساد.
 
ومن المفارقات أن تركيا أعلنت رفضها لتغريدات ترامب حول الجولان، بينما أردوغان لعب دورا فى دعم تنظيمات الإرهاب فى سوريا، ولاتزال تركيا تحتل أجزاء من سوريا. ضمن مناورة انتخابية لأردوغان فى اللعب المتعدد مع تنظيمات الإرهاب، ومع إسرائيل.
 
 ويمثل دونالد ترامب أعلى مراحل التوجه لإسرائيل، وهو يستغل وضع عربى ضعيف، حيث تنشغل كل دولة عربية بمشكلاتها الداخلية، فضلا عن إخراج دول عربية من السباق، العراق منذ الغزو الأمريكى، والحرب بالوكالة فى سوريا، وأيضا ليبيا واليمن.
 
كانت ردود الأفعال الأكثر وضوحا من مصر والأردن، حيث أكدت الخارجية المصرية أن الجولان أرض عربية محتلة وفقا لمقررات الشرعية، واعتبرت التصريحات الأمريكية خرقا للقرارات الدولية، وهو نفس موقف الأردن وسوريا اللتين هاجمتا واشنطن، وأعلن الاتحاد الأوروبى على لسان رئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك أن الاتحاد الأوروبى يتمسك بموقفه ويرفض تصريحات ترامب ولا يعترف بسيادة إسرائيل على الجولان.، وهو نفس المواقف المنفردة للدول الأوروبية.
 
ورفض مجلس الأمن الدولى بالإجماع فى عام 1981 قرار الاحتلال الإسرائيلى بضم هضبة الجولان السورية، واعتبر الاستيلاء على الأراضى بالقوة غير مقبول بموجب ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولى وقرارات مجلس الأمن، ويعتبر قرار إسرائيل بفرض قوانينها وسلطاتها وإدارتها فى مرتفعات الجولان السورية المحتلة ملغىً وباطلاً ومن دون فاعلية قانونية على الصعيد الدولى».. وهى أوراق تراهن عليها مواقف الدول العربية التى تعرف مناورات السياسة الدولية، وأنها تصريحات أقرب للمناورات الانتخابية، وتوقع غياب رد الفعل بسبب انشغالات داخلية مثلما جرى فى إعلان نقل سفارة واشنطن للقدس، حيث جرت ردود أفعال تصعيدية، سرعان ما خفتت. وتاهت وسط زحام الأحداث.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة